تجددت المواجهات العنيفة، صباح أمس، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى فى العديد من بلدات وأحياء مدينة «القدس»المحتلة احتجاجاً على جريمة اغتيال الوزير زياد أبوعين، رئيس هيئة مقاومة الجدار العازل والاستيطان، الذى استشهد تحت ضربات كعوب بنادق جنود الاحتلال الإسرائيلى فى مظاهرة، وذلك وسط حالة من التأهب لقوات الاحتلال. وتجددت المواجهات فى محيط الحاجز العسكرى القريب من مدخل مخيم «شعفاط» وسط القدس، وتسببت المواجهات فى إغلاق قوات الاحتلال للحاجز العسكرى أمام حركة المواطنين، وأطلقت قوات الاحتلال عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع، واستخدمت المياه لتفريق الشباب وطلبة المدارس الذين هاجموا الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة. وشهدت أحياء بلدة «سلوان» جنوب المسجد الأقصى مواجهات عنيفة قبل وبعد حملة الاقتحامات التى شنتها قوات الاحتلال لمنازل المواطنين، وكانت العديد من أحياء القدسالمحتلة انتفضت مساء أمس الأول فى مواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال عقب نبأ استشهاد «أبوعين». وفى «جنين»، أصيب العديد من المواطنين بحالات اختناق فى قرية «فحمة» أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال لعدة قرى وبلدات جنوب «جنين»، واقتحمت قوات الاحتلال قرية «فحمة» وسط إطلاق مكثف من القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشباب وقوات الاحتلال أصيب خلالها العديد من المواطنين بحالات الاختناق. وقال الجيش الإسرائيلى إن رجالاً من شرطة الحدود اشتبكوا مع ما بين 60 و100 فلسطينى يلقون الحجارة فى مدينة «الخليل» بالضفة الغربية، وتأتى اشتباكات أمس بعد وفاة الوزير بالحكومة الفلسطينية زياد أبوعين فى أعقاب اشتباكات مع قوات إسرائيلية خلال احتجاج فى بلدة «ترمسعيا» بالضفة الغربية أمس الأول، ولم ترد تقارير عن إصابات أو اعتقالات فى اشتباكات «الخليل». وفى سياق متصل، انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الوزير الفلسطينى زياد أبوعين «رئيس هيئة مقاومة الجدار العازل والاستيطان»، فى جنازة عسكرية رسمية وشعبية مهيبة ب«رام الله» و«البيرة»، وانطلقت الجنازة من مجمع «فلسطين الطبى» إلى مقر الرئاسة الفلسطينية بالمقاطعة، حيث ألقى الرئيس محمود عباس نظرة الوداع على جثمان الشهيد، ثم أُقيمت صلاة الجنازة فى ساحة المقاطعة، وبعد ذلك تم دفن جثمان الشهيد فى مقبرة «الشهداء» بمدينة «البيرة». وشارك فى تشييع الجثمان الرئيس الفلسطينى محمود عباس وعدد من القيادات الفلسطينية، إلى جانب مشاركة السفير وائل نصر الدين سفير مصر لدى فلسطين فى الجنازة. وكان الشهيد «أبوعين» قد تعرّض لاعتداء من قبل جنود الاحتلال خلال قيامه ونشطاء فلسطينيين بزراعة أشجار زيتون فى «ترمسعيا»، كما استنشق الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى دخوله فى حالة غيبوبة، ثم توفى. وفى الوقت ذاته، توصل الأطباء الإسرائيليون والفلسطينيون الذين قاموا بعملية تشريح جثمان الشهيد «أبوعين»، عضو مجلس الوزراء الفلسطينى، إلى نتائج متناقضة، حيث قال طبيب فلسطينى أمس إن الوزير زياد أبوعين لقى حتفه نتيجة ضربة قوية تلقاها فى جسده وليس لأسباب طبيعية، بينما أكد الطبيب الإسرائيلى أن سبب الوفاة هو انسداد فى الشريان التاجى.