ممر شرقي لمدير مدرسة بعد بلوغه سن المعاش: تكريمهم أبكاني «فيديو»

اصطفت طالبات المدرسة على سلم مبني المدرسة، البعض يبتسم ويصفق بحرارة والآخر يملأ الدمع أعينه حزنا على انتهاء مدة خدمة الأستاذ والمعلم الفاضل سليمان عيد.
أكثر من 33 عاما قضاها مدرس الرياضيات سليمان عيد، في مدرسة السلام الإعدادية في الإسماعيلية، نجح خلالها في تكوين علاقات أبوية مع الطالبات قبل أن تكون علاقته بهن مجرد علاقة بين معلم وطالباته.
بدأ «مستر سليمان» كما تناديه الطالبات، عمله في المدرسة كمعلم رياضيات إلى أن ترقى ليصبح وكيلًا للمدرسة على مدار عامين ثم ناظرًا لها على مدار 3 أعوام ثم مديرًا لها خلال آخر 5 سنوات.
سليمان عيد: تكريم لم أتوقعه
وقال سليمان عيد، في تصريحات ل«الوطن»، إنه لم يتوقع هذا التكريم وهو يرى المدرسة كلها بطالباتها ومدرسيها يقفون ويصفقون له في ممر شرقي ضم جميع الطالبات، وتابع: «هذا الفيديو يستحق عندي ملايين الجنيهات لما فيه من مشاعر صادقة، والتكريم لا يكون أبدًا بالمال بل حب الناس هو التكريم الأفضل في الوجود».
وقال إنهم كمدرسين وإدارة في المدرسة عملوا على التأثير في الطالبات تعليميا وثقافيا واجتماعيا ورياضياً وخلقياً من خلال بيئة تعليمية صالحة، مضيفا أن حالة الحب هي أساس نجاح المدرسة، إضافة إلى خلق حالة من الرضا لدى الطالبات أثناء وجودهن في المدرسة وعدم خروجهن ناقمات منها أو متعبات من وجودهن بها: «الطالبات في المدرسة كرهن يوم الجمعة لعدم وجودهن في المدرسة».
نجح في تخريج أوائل المحافظة والجمهورية
وقال «عيد» إنه نجح خلال الأعوام الماضية في الوصول بطالبات المدرسة لأن يكن من أوائل الإسماعيلية بشكل خاص والجمهورية بشكل عام، وحصلت طالبات المدرسة العام الماضي، على المركز الأول على مستوى المحافظة والمركز الثالث على الجمهورية.
وتابع: «المدرسة عليها إقبال من الطالبات، وتضم حوالي 1500 طالبة وحال وجود أماكن بها أتوقع زيادة العدد إلى 2500 لثقة أولياء الأمور بالمدرسة ومدرسيها».
وقال: «لنتمكن من الوصول إلى هذه المرحلة كان لابد من وضع خطة للوصول بالطالبات إلي حب المدرسة والارتباط بها وخلق جو من الألفة بين الطالبات وبعضهن البعض وكذلك بينهن وبين المدرسين والإدارة»، مؤكدا أنه تم إنشاء مسطحات خضراء في المدرسة وألعاب متنوعة للعمل على وجود ترفيه يزيد من تعلق الطالبات بالمدرسة.
مدير المدرسة: كنت أجمع القمامة لأكون قدوة لهن
وقال «عيد»، إنه لم يأمر طالبة أبدا بجمع ورقة من فناء المدرسة أو من الفصول بل كان يجمعها بيديه ليصبح قدوة لهن ويشجعهن على الحفاظ على المدرسة نظيفة دون إلقاء أي بقايا في الفصول أو الفناء.
وأضاف مدرس الرياضيات، أن أكثر ما لفت انتباهه هو تعليق البعض بأن حالة الحب من الطلاب ناتجة من إخلاصه في العمل، وهو ما قرره منذ أول يوم تولى فيه مسئولية المدرسة: «منذ عملي في وزارة التربية والتعليم وانا أخلص في عملي لا لمجرد كوني مدرسا بل أبا لكل الطالبات».
طلاب وأولياء أمور: بكينا علي بلوغه سن المعاش
وقالت آية عثمان، ولية أمر، إنها ستتذكر «سليمان»، بالخير دائمًا وتهديه احترامها وتقديرها: «كنت من تلاميذه من 16 سنة، وأشهد أنه يستحق كل الحب والتقدير والاحترام،»، فيما قالت داليا عبده، ولية أمر: «بكيت من شدة حبي واحترامي لهذا الرجل الذي عامل بناتنا بكل احترام وكأنه أب ثاني لهن».
وقالت صافي جمال، ولية أمر: «مستر سليمان أستاذي الفاضل شخصية محترمة والمدرسة تحسن مستواها على يديه، ونتمنى فيمن يأتي بعده أن يكون قدوة للبنات مثلما كان يفعل».