انتقد الدكتور مصطفى الفقي، الخبير السياسي، دخول الرئيس محمد مرسي إلى استاد القاهرة بسيارة مكشوفة مشبهه في الوقت نفسه بأنه "محارب روماني يمتطي عربة حربية يجول بها وسط الفرسان". وقال الفقي في حديثه لبرنامج "الحياة اليوم" على فضائية الحياة، "لم أكن مستريحا لمنظر دخول الاستاد بهذه الطريقة، كان يجب أن يكون أقل إثارة". وأشار الفقي إلى أن الإخوان هم الذين تواجدوا بالاستاد، ولم تأخذ طابع القوى السياسية المختلفة. وفي تعليقه على خطاب مرسي، أكد الفقي أنه طويل جدا ومعني بتكرار اللغة، وكان ينبغي عليه أن يسير مباشرة إلى ما يريد دون بلاغة أو تكرار، خاصة وأنه أستاذ علوم ولم يكن أستاذ بلاغة أو لغة أو سياسة. ويرى الفقي، الذي اعترف بأن الأمن عاد بنسبة كبيرة جدا عن قبل ستة أشهر، أنه كان يجب على مرسي عدم تحديد مائة يوم منذ البداية، معتبرا أن مشاكل مصر كبيرة جدا، وحلها لن يتم في فترة وجيزة، وأن هناك إنجازات للرئيس ولكن الفترة غير كافية لظهورها. كما يرى الفقي أن تصريحات مرسي عن القضية الفلسطينية لم تكن موفقة وخارج نطاق الدور المصري، وأن تكريم الفريق سعد الدين الشاذلي أعاد للرجل حقه كبطل من أبطال حرب أكتوبر، مشددا على ضرورة عدم طمس الدور العسكري للرئيس السابق مبارك، قائلا "لا نحرمه مما يستحق" . وعاب مستشار الرئيس السابق، على الرئيس مرسي كثرة خطبه بالمساجد لما ينطوي على ذلك من خطورة، وأن منحني كثرة سفرياته وخطبه لابد أن يهبط عن هذا المعدل، معتبرا أن مرسي "من أفضل عناصر الإخوان المسلمين على الإطلاق ومتدين تدينا صادقا وأكثرهم بساطة ولم يعمل بالأعمال التجارية ولم يكن يتطلع للمنصب". وأضاف الفقي "رجل الدولة أقرب إلى مرسي منه إلى خيرت الشاطر، ولابد إعطائه فرصة ما بين سنتين إلى خمس على الأقل للحكم عليه". وأشاد الفقي باختيار السفير محمد رفاعة الطهطاوي رئيسًا للديوان الرئاسي، حيث يتمتع بصفات تجعله مؤهلا لذلك المنصب، فيما عاب على صناعة القرار داخل مؤسسة الرئاسة، مشيرا إلى أن بعض التصريحات تخرج «غير مطبوخة جيدًا» وتحتاج إلى مزيد من الدراسة، معطيا مثال بتصريحات الدكتور سيف عبد الفتاح مستشار الرئيس عن ذهاب قوات مصرية إلى سوريا لمواجهة نظام الأسد والتي سببت الحرج لمرسي ونالته بسببها الكثير من الانتقادات، مطالبا بخروج التصريحات من الدكتور ياسر على المتحدث الرسمي باسم الرئاسة فقط. ونوه الفقي إلى أنه كان يجب عدم الخلط بين الاحتفال بنصر أكتوبر بال100 يوم الأولى من حكم مرسي، معتبرا أن كثرة سفريات الرئيس ليست متعة ولكنها شقاء يجب عليه أن يقدم نفسه للدول الكبرى كرئيس جديد بعد الثورة وكنت أتمنى أن يعمل برنامج لملف وادي النيل وملف سيناء وملف العشوائيات وملف الألغام وملف التعليم. وعن مستشاري الرئيس، قال "لا أرى فيه طقم معاونين يتحمل مسؤولية"، معتبرا أنهم عبء عليه بسبب كثرة تصريحاتهم غير المسؤولة، والتي تسبب له إحراجا في بعض الأحيان. وأطلق الفقي على علاقة الإخوان بأمريكا بأنه "زواج على ورقة طلاق" بمعنى أنه محكوم عليه بالمواجهة، فأمريكا تحجم الإخوان وتشترط عليه أن يضرب المنظمات والحركات الإرهابية في المنطقة، وأن يكون حائط صد أمام الشيعة وإيران، وأن يكون عنصر استقرار في الداخل، والقيام بدور في الصراع العربي الإسرائيلي. وعن القضية السورية، أكد الفقي أن بشار في صفه 40% من الشعب السوري وظهره مسنود على حائط، ولن يخرج بشكل يطلبه الآخرون، ولن ينوي إيصال الشعب السوري لنهاية سعيدة بأقل التكاليف. واختتم الفقي حديثه، قائلا إن تفجير المطالب الفئوية عقب الثورات "ممكن أن يقضي على الثورة، وأنا أؤمن بالحل الإصلاحي، ومرسي حكومته تحارب الفساد وبالتأكيد الفساد يتراجع".