أكد الدكتور مصطفى الفقي -المفكر السياسي- أن بقاء الإخوان في الحكم مرهون بنجاح الرئيس محمد مرسي في تطبيق التجربة التركية لأردوغان في إنعاش الاقتصاد، وقدرته على جذب الاستثمارات الأجنبية، وضرب البيروقراطية، والقضاء على البطالة وحل مشكلة العشوائيات، معتبرا أن الإخوان تجار وليسوا اقتصاديين، موضحا أن رخص سعر "المانجا" ليس دليلا على استقرار الحالة الاقتصادية فهي ليست سلعة أساسية مثل الخبز والغاز . وقال الفقي الذي حل ضيفا على الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج "مصر الجديدة" على فضائية الحياة 2: "إن مصر أكبر من أن تبتلعها جماعة ولا يوجد جماعة تستطيع أن تحتكر السلطة بسبب الرأي العام". وأضاف الفقي" "قد لا تكون مصر أكثر الدول الديمقراطية، ولكنها تمثل أكبر رأي عام في المنطقة، شعب صبور لكنه واع جدا والإخوان عارفين هذا، وهم برجماتيين، وليسوا سذج وفيهم أصوات عاقلة تدعو للتواصل مع الآخرين ويجب ألا نقلق"، مشيرا إلى أن هناك ثلاث أشياء لا يستطيع الإخوان أخونتهم هم "الشرطة، والقضاء، والجيش" أما اختيار وزراء أو محافظين من الإخوان فهذا لا يمثل مشكلة إطلاقا. ويرى الفقي، أن اختيارات مرسي للوزراء والمحافظين، سداد مديونية انتخابية، وأنه استعان بأهل الثقة وليس بأهل الخبرة. وطالب الفقي بضرورة التقليل من سفريات الرئيس الخارجية، فالتغيب عن الساحة الداخلية كثيرا ليس في صالحه، فلابد أن يرتب البيت من الداخل، ويعتمد في سفرياته على المسؤولين. ولام الفقي على رئيس الجمهورية تكرار الخطب داخل المساجد قائلا: "حكاية الخطب المستمرة في المساجد فيها قدر من استبعاد شريحة معينة من الشعب، وخطبة المسجد لها جانب روحاني وديني ومصر محتاجة إلى إشباع الفقير، والنظر إلى العشوائيات"، طالبا منه في الوقت نفسه الذهاب إلى الكنيسة الأرثوذكسية، معتبرا أن قضية الأقباط هي من القنابل الموقوته في مصر، خاصة أن مرسي ينتمي لجماعة دعوية فعليه أن يذهب ويعطي روح الطمأنينة والسلام الشعبي للأقباط، في ظل الحديث عن التهجير القسري". وفيما يخص الأموال المهربة ورجال الأعمال في طره، قال الفقي: "احنا بلد غير قادرة على أن تتصرف بذكاء، وكان ممكن تصالح مع سجناء طره وأرجع أموال المصريين والمساهمة بيها في حل مشكلة العشوائيات، وأصلح حال التعليم، وده ييجي بالضغط والطرد خارج البلاد إذا رفضوا وإسقاط الجنسية عنهم". وأعرب الفقي عن قلقه من هجرة الأقباط، مؤكدا أن هناك 90 ألف تأشيرة هجرة للأقباط منذ ثورة يناير حتى الآن وقال: "تجري الآن عملية تجريف للكفاءات المصرية مستثمرين، وعلماء، وأساتذة، ومهندسين، والنسبة الكبيرة منهم أقباط" مؤكدا أن ذلك ليس بسبب مرسي "فهو أكثر اعتدالا من غيره" ولكن بسبب "بعض التصريحات السلفية غير المسؤولة وبعض التصرفات من الإخوان الغير واضحة تجاه الأقباط" . واعترض الفقي على طرح الدستور للإستفتاء قائلا: "مش هو ده المجتمع اللي تطرح فيه الدستور، فيه ناس مش فاهمة المواد اللي فيه " مطالبا بدستور توافقي يأتي من الخبراء والمتخصصين من كافة الاتجاهات وليس من أغلبية سياسية " وقال الفقي: "أضعف عقول مصر هي التي تفكر لها الآن، فيه فقر في الخيال من يصنع الأمم خيال ممتد". وطالب المفكر السياسي بإعطاء الرئيس المنتخب فرصة حتى نرى ماذا سيفعل، مشيدا بخطوته في فك الاشتباك بين القيادة العسكرية والمدنية، واصفا إقالة المشير وعنان ب"حركة شيك وبارعة واتعملت بذكاء، وجاءت معهم بالحظ، واللي ساعدهم وضع الجيش وضعف شعبيته وقبلها كانت أحداث رفح مهدت شوية". كما أثنى الفقي على زيارة مرسي لإيران معتبرا أنها طيبة مطالبا بضرورة عودة العلاقات بين طهرانوالقاهرة في إطار تعاون قوي إقليمية، مع الحرص على الأخوة في دول الخليج قائلا: "تبيع سياسة وتشتري اقتصاد وهي نظرية مصرية من أيام الفراعنة". وعن الهجوم على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ذكراه، قال الفقي: " فيه تار بايت، بين الإخوان وبين عبد الناصر، لكنه يبقى هامة كبيرة تاريخية، لا يوجد حدث تاريخي لم يشارك به الغخوان حتى ثورة 52 وحرب 48 ودورهم في حريق القاهرة هم أساتذة شارع وحشد وتجميع ناس، لكن الأوطان قضية أخرى ومتصفيش حساباتك مع عبد الناصر زعيم بما له وما عليه وقامة تاريخية لا مثيل لها ". وأضاف الفقي في حديثه عن الإخوان: "كنت أتصور إن الإخوان لديهم قدر من السماحة، لكن لما جربناهم في السلطة، النبرة عليت، وبعض التصرفات شبيهه بتصرفات الحزب الوطني". وحذرّ الفقي مما يحدث في سيناء قائلا: "كل بوصة في سيناء لها نفس خصوصية أي بوصة في ميدان التحرير، حذاري من مخططات تحاك لسلخ جزء منها"، متهما إسرائيل ودوائر صهيونية، وأطراف عربية إقليمية، تتآمر على سيناء، وهذا أمر طبيعي لموقع مصر الجغرافي وتأثيرها الإقليمي، وهذا ما يحدث دائما والدليل على ذلك ما حدث مع محمد علي باشا وجمال عبد الناصر ". وتوقع الفقي أن يحصل التيار الإسلامي على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن ليس بنفس قيمة الانتخابات الماضية. ورفض الفقي، أن يلقّب مبارك بالرئيس "المخلوع" لما في هذه الكلمة من الشماته، ويرى أن التكتلات والتحالفات الحزبية، لابد أن تقدم للناس أوراق اعتماد ورؤى معينة، وليس لهدف إسقاط الإخوان فقط.