اقتحم نوع جديد من أنواع المخدرات العالم العربي ولبنان في الأعوام القليلة الماضية، ما أدى إلى استنفار 22 جهة معنية حكومية أو تطوعية للتصدي لخطر هذا المخدر الجديد، وهي المخدرات الرقمية. تقوم فكرة المخدرات الرقمية على دخولها إلى الأذن على شكل نغمات لتصل إلى المخ وتحدث تأثيرا سلبيا على ذبذبات المخ الطبيعية وتدخل من يتعرض لها في حالة من الاسترخاء ولها نفس تأثير المخدرات. تسوق هذه التجارة لهذا النوع من المخدرات على الإنترنت، وتتخذ منتجاته شكل ملفات mp3 المعروفة لدى الجميع بملفات أغاني عادية، فيتم تحميلها مجانا كنسخة تجريبية، وبعد ضمانهم أنها وصلت للشباب وبدأوا في إدمانها بالفعل يطرحونها بمبالغ مالية. يوجد لهذه المخدرات كتاب إرشادات وتوجيهات مكون من 40 صفحة يحتوي على كل المعلومات الخاصة بهذا المخدر، وعن كيفية تعاطيه، ويذكر هذا الكتاب أن أي جرعة زائدة من هذه المخدر تفتك بالمخ كلية. ومن ضمن تعليمات تعاطي هذا النوع من المخدرات المسموعة يجب على المتعاطي أن يجلس في غرفة ذات إضاءة خافتة ويطفئ جميع الأجهزة الكهربائية التي تمكن أن تحدث تشويشا أو إزعاجا، كما عليه أن يرتدي ملابس فضفاضة ويضع في أذنه السماعات ويجب أن يدخل في حالة استرخاء شديد ويبدأ بتشغيل الملف الموسيقي المخدر. تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز. حتى تتم عملية التخدير والإدمان من خلال هذه النغمات عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية، ويكون الفارق ضئيلاً يقدّر ب30 هيرتز، لذلك يشدد من صنعوا هذه المخدرات على أن تكون السماعات ذات جودة عالية من نوع "ستيريو" كي تحقق أعلى درجات الدقة وتوصل المخدر بطريقة صحيحة حتى يدخل المدمن في حالة الاسترخاء وزوال العقل، إن الفارق بين طرفي السماعة هو الذي يحدد حجم الجرعة، فكل ما زاد الفارق بين درجات السماعة زادت الجرعة المخدرة. وتتعدد أنواع المخدرات الرقمية وشدة وقوة تأثيرها مثلها مثل المخدرات التقليدية، لكن المخدرات الرقمية استطاعت أن تتفوق على المخدرات التقليدية في أنها لها استخدامات عدة فمنها ما يعمل على إنقاص الوزن، ومسميات أخرى ك"أبواب الجحيم" و"المتعة في السماء". الذي يشكل خطراً كبيراً على الشباب أن المواقع التسويقية تحاول جذب وإقناع الشباب باللجوء لمثل هذه المخدرات باستخدام بعض الحجج المقنعة بناء على أنها لا تحتوي على أي مواد كيميائية قد توثر فيسيولوجيا على الجسم، وأنها تؤثر إيجابيا على الجسم، حيث تشعر متعاطيها بالاسترخاء أو بالحركة المفرطة أوالنشاط على حسب رغبته واستعداد جسمه. كما تنشر المواقع التسويقية التجربة الناجحة التي تعرض لها أشخاص تعاطوا المخدرات الإلكترونية، وقالوا إنها ليس لها أي آثار سلبية عليهم، كما أنها تعرض منتجاتها بأسعار رمزية مقارنة بالمخدرات التقليدية، ما يجعلها بمتناول الجميع.