صبغ الحزن قرية «كفر دميرة»، بمركز طلخا، و«شبراهور» التابعة لمركز السنبلاوين، و«صهرجت الكبرى» بمركز ميت غمر، واتشحت القرى ال3 بمحافظة الدقهلية بالسواد، فور استشهاد المجندين أحمد فاضل على مصطفى، وفرج محمد فرج عطوة، وتامر ماهر رجب، الذين استشهدوا أمس الأول فى تفجير سيناء. ففى قرية كفر دميرة، سادت حالة من الصدمة والصمت مع البكاء الشديد من أسرة الشهيد أحمد فاضل على مصطفى، 24 سنة، حاصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر عام 2013، وفور إعلان خبر استشهاده سقطت والدته جليلة أمين الفخرانى، مغشياً عليها، بعد أن صرخت «ابنى مامتش ابنى عايش». بينما خرج والده أمام المنزل وهو غير مصدق للخبر، ثم مزق ملابسه وافترش الأرض وهو يبكى بكاءً هستيرياً، وتجمع أهالى القرية من نساء ورجال وأطفال أمام المنزل يواسونه دون جدوى، وهو يصرخ «أنا كنت بعمل الشقة لمين يا ابنى، انت فين يا أحمد، حسبى الله ونعم الوكيل». وقال: كانت آخر إجازة له منذ أسبوع، وقعد معايا، نرتب للفرح لأنه خاطب من سنة، واتفقنا إنه يكون بعد ما يخلص الجيش يوم 1 ديسمبر المقبل، وكان هنا من أسبوع وهيروح الكتيبة يسلم مهماته ويرجع لى، وأنا واخواته على ومحمد، خلصنا له كل التشطيبات فى الشقة والعفش، وجهزنا له كل حاجة علشان لما ييجى آخر إجازة يستعد للزفاف. وقال أصدقاء الشهيد الذين تجمعوا حول بيته: إنه كان هادئ الطباع حافظاً للقرآن الكريم، وكان يؤم الناس فى الصلوات، ولم يدخل فى مشكلة يوماً مع أحد، ولم يسمع به أحد، وكان ينتظر خروجه من الخدمة العسكرية بعد شهر واحد لإتمام إجراءات الزواج. وتجمع أهالى القرية من النساء حول أم الشهيد يحاولون تهدئتها، إلا أنها لم تتوقف عن الصراخ والعويل لفقد فلذة كبدها، وتقول: «كنت منتظرة أزفك لعروستك تيجى لى شوية لحم». أما فى قرية شبراهور التابعة لمركز السنبلاوين بالدقهلية، فصب الأهالى اللعنات على الإرهاب والإرهابيين بعد علمهم باستشهاد ابنهم المجند فرج محمد فرج عطوة، 22 سنة. وطالب شباب القرية بطرد الإخوان من قريتهم، بينما أغلق جميع الإخوان بالقرية منازلهم خوفاً من غضب وانتقام الأهالى. وقال والده، محمد فرج، إدارى بمعهد شبراهور الثانوى، 50 سنة، إن نجله كان ينوى استكمال دراسته بمعهد الخدمة الاجتماعية أملاً بأن يصبح أخصائياً اجتماعياً. والدة الشهيد، صديقة محمد السيد، طالبت بالقصاص لنجلها واحتسبته عند الله قائلة «حسبى الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم من كل اللى بيشاركوا فى أعمال التفجير والتخريب». قرية صهرجت الكبرى التابعة لمركز ميت غمر اكتست أيضاً بالسواد، وخرج مئات الأهالى على الطريق فى انتظار جثمان الشهيد المجند تامر ماهر رجب بكر، 21 سنة، وسط حالة من الغضب الشديد من تنظيم الإخوان، ووسط ترديد هتافات معادية للتنظيمات الإرهابية. وهدد شباب القرية بطرد الإخوان من قريتهم وتطهيرها من الإرهابيين على حد تعبيرهم.