لا خلاف على أن كل مصري وطني حقيقي قد تأذى نفسيًا وتأثر معنويًا وإنسانيًا لحوادث الإرهاب الأخيرة التي راح ضحيتها خيرة شبابنا من ضباط الشرطة والجيش ومعاونيهم ، وآخرهم المقدمان محمد أبو سريع وخالد سعفان في حادث بولاق أبو العلا ، هذا غير الإصابات الخطيرة التي لحقت ببقية زملائهم ، كما تأذى كل مصري لاستشهاد فريق الطائرة الحربية التي سقطت في الفيوم ، وبها رموز وطنية شريفة من صقور القوات الجوية المصرية ونسورها ، رحم الله الجميع وأنرلهم منزلة الصديقين والشهداء والصالحين ، وجمعنا الله بهم على الخير يوم الحق المشهود ، والوعد الموثوق ، والعدل المحسوب . ولكن يبقى هنا سؤال يفرض نفسه ويدور في خلد كل مصري يعشق تراب هذا الوطن الشريف والمقدس ، وهو .. متى ستستقر أمورنا وتستقيم أيامنا على وتيرة الاطمئنان والسلامة والقبول ، ومتى تدور عجلة الحياة ورحاها على خط الأمن والأمان والاستقرار من جديد ، فهل يعقل بأنه منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، وحتى يومنا هذا ونحن نمر بمثل هذه الأحداث الإرهابية الكبرى ، والتي لولا إرادة الله ومن بعده تماسك هذا الشعب العظيم وصبره وعزيمته القوية لكنا قد تفرقنا على وتيرة الخلاف والنزاع والاحتراب والقتل ، وخضنا تجارب الآخرين المُرة ، التي شتت الأوطان وفرقت الشعوب وأهلكت الأبرياء ، ولنا في تجارب الأخوة السوريين والليبيين واليمنيين العبرة والعظة ، وظني أننا ينقصنا أن نفيق على حقيقة واحدة خالدة ، هذه الحقيقة مفادها اليقيني بأننا شعب واحد ، نشرب من نهر واحد ونعيش فوق أرض مباركة مقدسة واحدة ، عاش فيها الأنبياء ومرّ بها الصالحون ، وخلدها الله في كتابه ، ووسمها ببلد الأمن والأمان ، ودعا لها رسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – وقال عنها المسيح ابن مريم ( مبارك شعب مصر ) فلو أدرك كل مصري بأن دماءنا واحدة وأرضنا واحدة وسماءنا واحدة ومستقبلنا واحد وأحلامنا تجتاز السحاب والغيوم والآفاق . د.بهاء حسب الله