«كمل جميلك وارحم الفقير من غلاء الأسعار والعيشة اللى بقت نار يا سيسى».. كلمات مجدى سعد إسكندر، والد الشهيد مينا إسكندر، الذى استشهد فى «جمعة الغضب» فى 2011، والتى سطرها على لافتة وجاب بها الشوارع والميادين متمنياً أن يراه أحد المسئولين فى حكومة «محلب» ليقوموا بمساعدته أو إيصال صوته إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى. «داخل عليا العيد يا ريس ونفسى آكل لحمة ولو مرة واحدة فى حياتى واوعى تقولى إنك مش بتاكل لحمة يا ريس لأنى مش هصدقك»، بقية الكلمات التى خطها «مجدى»، 56 عاماً، بيده على اللوحة الكارتونية، معبراً عن البؤس الشديد الذى يعيش فيه، فبعد أن قرر ترك الشقة التى كان يسكن بها فى الشرابية لزوجة ابنه الشهيد وكتبها باسمها فى الشهر العقارى كوسيلة تعينها على مواجهة الحياة، قررت ابنتاه مقاطعته بسبب ما فعله: «بعد خناقتهم معايا علشان كتبت لمرات ابنى الشقة قولت لهم امشوا مش عايز اشوفكوا تانى، لو بموت مش هطلب حاجة منكم أبداً». ما حدث ل«مجدى» ليس سوى حلقة صغيرة فى سلسلة الهم الذى بدأ يطارده، فوفاة زوجته فى نهاية العام الماضى دفعته إلى الذهاب إلى مكتب تموين لكى يغير بطاقة التموين الخاصة بالعائلة ويحذف منها اسم زوجته وابنه ولكن مكتب التموين لم يكتف بذلك بل حذف اسمه أيضاً: «حتى كيسين الزيت والسكر والرز اللى كنت عايش عليهم وبيساعدونى اتحرمت منهم». هجرة الابن الثانى ل«مجدى» إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كانت ضربة أخرى تلقاها، حتى إنه صار يهيم على وجهه فى الشوارع، لا يدرى ما يفعله، فصحته لم تعد تساعده فى العمل ك«خراط معادن»، وهى المهنة التى يتقنها: «ولاد الحلال ساعدونى وجابوا لى أوضة فى بولاق ب150 جنيه بحاول أجمعهم من كل حتة علشان بس أعرف أعيش، خصوصاً إن المعاش بتاعى وقف من أيام الإخوان والحكومة مش عايزة ترجعه».