أرض واحد.. عدو واحد.. وموقف واحد، هكذا تعيش بلاد الرافدين سنوات من الاستغلال السياسي والمزايدة الدولية والفقر الأمني، سيناريو التلاعب بالعراق وجاراتها العرب بدأ مع اللحظة الأولى لدوي هجمات 11 سبتمبر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فالحادث التاريخي وقع في أمريكا الشمالية لتأتي ردة فعله في قلب القارة الآسيوية لمدة 13 عامًا من التواجد والاستخدام الغربي. تذرعًا بمحاربة الإرهاب في عقر داره بعد أحداث 11 سبتمبر في العام 2011، استدارت الولاياتالمتحدة نحو الشرق في عهد الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن، لتكون أرض العراق محطتها الثانية في قارة آسيا بعد ضرب أفغانستان واحتلالها بحثًا عن تنظيم القاعدة وإرهاب مزعوم.. إسقاط أمريكا لنظام صدام حسين واحتلال العراق في 2003.. خطة هادفة للهيمنة على عمق منطقة الشرق الأوسط، فشل أمريكا في محاربة الإرهاب أجبرها على علاج السم بالسم بعد 13 عامًا من جرمها الأول في بلاد دجلة والفرات، حيث ساهمت الإدارة الأمريكية في تصوير العنف الإرهابي للقاعدة على أنه ديني.. وأخرجت من جرابها "داعش" لمنحها رخصة البقاء واستكمال مسلسل السيطرة. "أمريكا بتعالج دايما الفشل بالفشل" يقول اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، موضحًا أن فشلها في تبرير تدخلها في العراق وإثبات وجود إرهاب جعلها تلجأ لصناعة بديل "تنظيم (داعش) ده أجندة مكملة للي حصل قبل 10 سنين، عودة أمريكا إلى العراق شمل هذه المرة سوريا لزيادة رقعة الأزمة وبالتالي تشريع وجودها". يضيف الخبير الإستراتيجي، أن قرار باراك أوباما بمحاربة "داعش" يذكر بسابقة بوش مع اختلاف الأسماء والأصوات، ويؤكد أن أمريكا تحفر قبرها بيديها في الشرق الأوسط، "فماضي أمريكا يتحدث عنها، في السابق صنعت (القاعدة) عدوًا للمجيء وسط حضور دولي، واليوم تستكمل ما بدأته بإعلانها التصدي ل(داعش) الإرهابية بمعاونة دولية أيضًا، فلم يعد ثمة فارق سوى 13 عاما من الزمان.