قالت السفيرة هاجر الإسلامبولى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدولة المصرية مسئولة عن قضايا وهموم الأشقاء العرب، وهذا ما يحدث حالياً من خلال دور القاهرة المؤثر والريادى فى إعادة إعمار دول أنهكتها الصراعات والحروب، سواء فى ليبيا أو العراق أو فلسطين أو ليبيا أو اليمن، فمصر تثبت دورها المؤثر والريادى فى عمليات السلام داخل المنطقة يوماً بعد الآخر.. وإلى نص الحوار: ما رؤيتك للتحرك المصرى لإنهاء التصعيد الأخير على قطاع غزةالفلسطينى؟ - أرى أن التدخل المصرى لإنهاء التصعيد الإسرائيلى على قطاع غزةالفلسطينى طبيعى، حيث إن ارتباط مصر بالقضية الفلسطينية قديم الأزل، وتحمّلت مصر الكثير اقتصادياً خلال عقود طويلة وقدّمت الآلاف من أبنائها الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل القضية الفلسطينية، التى تعد محوراً أساسياً فى قضايا منطقة الشرق الأوسط وهذا تطور طبيعى للأمور. كيف استطاعت مصر التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار فى هذا الوقت القياسى؟ - خلال الفترات السابقة، حاول بعض الأطراف فى منطقة الشرق الأوسط لعب دور أكبر من حجمها أدت إلى إضعاف السلطة الفلسطينية ومحاولات فصل كثيرة لقطاع غزةالفلسطينى عن رام الله، لكن مصر تتدخل فى القضية الفلسطينية لصالح المواطن الفلسطينى فى المقام الأول، وهذا يعنى أن الدولة المصرية عندما استشعرت أن الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة يواجه جميع أنواع العنف الممارس من قبل إسرائيل، تدخلت لصالح الشعب الفلسطينى فى غزة، ومن خلال شبكة العلاقات القوية للدولة المصرية وتفهم القيادة المصرية لطبيعة القضية الفلسطينية، وبالمقارنة مع الموقف المصرى، الذى نجحت فيه القاهرة للتوصل إلى قرار ملزم بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بعد تصعيد استمر 10 أيام فقط، وهناك محاولات أخرى لتدخل دول فى أوقات سابقة استمر خلالها التصعيد لفترات أطول لم تنجح فيها هذه الدول فى الوصول إلى اتفاقات ملزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ما سبب هذا التفوق المصرى فى هذا الملف تحديداً؟ - السبب يتلخص فى أن التدخل المصرى شمل اتصالات بالفلسطينيين والإسرائيليين ولا أعتقد أن أى طرف آخر يتمتع بما نتمتع به كدولة، فنحن توصلنا إلى اتفاقية الهدنة التى أعتبرها انتقالية وتحولنا بسرعة لم تتعد ساعات إلى الإعلان عن إعادة إعمار قطاع غزةالفلسطينى فى مبادرة تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى. ماذا عن نجاح مصر فى التوصل إلى اتفاقات خاصة بإجراء الانتخابات والديمقراطية فى الدول العربية؟ - مصر تثبت دورها المؤثر والريادى فى عمليات السلام داخل المنطقة يوماً بعد الآخر، فنحن أكثر الدول العربية التزاماً بالأمن القومى العربى، ونتدخّل لأن لدينا جميع الإمكانيات لتنفيذ ذلك على أرض الواقع، فالدول العربية تنتظر الحل دائماً من مصر لتحقيق الاستقرار ووضعها حداً للحروب والصراعات التى تشهدها المنطقة. إعمار الدول العربية تاريخياً، مصر مسئولة عن قضايا وهموم الأشقاء العرب، وهذا ما نشهده حالياً فى الدور المصرى المؤثر والريادى فى إعادة إعمار دول أنهكتها الصراعات والحروب، سواء فى ليبيا أو العراق أو فلسطين أو ليبيا أو اليمن، فالدور التقليدى أخذ طابعاً اقتصادياً، فالميليشيات الإرهابية المسلحة دمرت البنية التحتية للدول، فالدولة المصرية تحمل هموم المواطن العربى، والرئيس عبدالفتاح السيسى يجرى إصلاحات هيكلية فى مصر تشجّع الدول العربية للاعتماد عليها.
