كنت قد نشرت صورة قلمية للأستاذ محمد حسنين هيكل وهو يبدأ يومه الأول فى عامه التسعين. تحت عنوان: صمت الأستاذ. نُشرت فى الوطن صباح الأحد 23 سبتمبر الحالى. وقد قرأها الصديق عبدالله السناوى. الكاتب الصحفى المرموق. واتصل بى مهتماً ومحيياً وموضحاً لنقطة كنت قد أثرتها فى مقالى. كنت قد قلت إن الأستاذ هيكل تلقى عرضاً من دار نشر هاربر كولينز أثناء وجوده فى لندن ليكتب كتاباً باللغة الإنجليزية عن الربيع العربى. وأنه أجَّل رده على العرض إلى الشهر القادم. ثم أضفت من عندى أننى أعتقد أنه سيقبل العرض وسيكتب الكتاب، وكان هذا رأيى الذى قلته له. أما عن أسبابى لقناعتى أنه سيقبل، أننى رأيت على مكتبه وثائق ومستندات كثيرة لحظة انصرافى من المكتب. فتصورت أنه يحتشد ويستعد لكتابة الكتاب الجديد الذى قد يستغرق منه سنة كاملة. هذا ما كتبته الأحد الماضى. أما رأى عبدالله السناوى فها هو ذا. قال لى الصديق عبدالله السناوى: - إنك كتبت أن الأستاذ هيكل قد يقبل كتابة كتاب عن الربيع العربى. وأنك بنيت هذا الاستنتاج لأنك رأيت على مكتبه لحظة انصرافك وثائق مهمة. قلت له.. هذا صحيح. وأنا قلت إن الأستاذ قال لى إنه لم يحسم أمره بالنسبة للكتاب. وإنه طلب مهلة حتى شهر أكتوبر حتى يقرر إن كان سيكتب الكتاب أم يعتذر عنه. قال لى عبدالله السناوى إن الأستاذ كان سيحصل على عشرة ملايين جنيه إسترلينى عن هذا الكتاب. قلت له: بحساب الأرقام الصماء وبعد إجراء عملية ضرب وقسمة، فإن هذا المبلغ يساوى تسعين مليون جنيه. ومع هذا فأنا أرى -أكمل السناوى- أنه لا بد أن يعتذر عن كتابته. وهذا الرأى وافقتنى عليه السيدة هدايت تيمور رفيق الدرب والرحلة مع الأستاذ. الأسباب التى شرحها عبدالله كالتالى: - أن العمل فى هذا الكتاب قد يتطلب سنة كاملة من الأستاذ. - إن كتابة الكتاب بالطريقة الهيكلية التى تعودناها منه تتطلب سفره إلى الدول التى شهدت الربيع العربى. ومقابلة أبطال الحدث والكلام معهم. لأن الأستاذ يعتبر نفسه «جورنالجياً» بالدرجة الأولى. يذهب إلى موقع الحدث ويحقق ما يجرى بنفسه وقد فعل هذا وهو فى عز شبابه عندما حقق حرب فلسطين على الطبيعة. حيث قابل جمال عبدالناصر لأول مرة فى عراق المنشية فى الفالوجة. وكذلك فعله فى إيران. - ثم إنه من الممكن أن يكتب عن الربيع العربى بأى شكل آخر؛ مقالات، أبحاث، دراسات، دون أن يكون هناك إلزام أو التزام بكتابة الكتاب. لذا لزم التنويه. شكراً يا صديقى عبدالله السناوى. وأتمنى لو أن الأستاذ انتصر لفكرتى وكتب الكتاب ويومها قد نعود للأمر من جديد.