الأبنودي يكتب الآن حوار مسلسل تليفزيونيًا عن رواية محمد المنسي قنديل: يوم غائم في البر الغربي أنور السادات 1-الأستاذ قال لي الأستاذ هيكل في اتصال تليفوني من برقاش. أن كتابه: خريف الغضب. سيكون في الأسواق المصرية لأول مرة في طبعتين. طبعة من دار الشروق. وأخري من مركز الأهرام والترجمة. أما المسائل الخاصة بحقوق النشر فهي متروكة للمؤسستين. وبذلك يسدل الستار علي حالة الاهتمام العامة بعد صدور مؤلفات هيكل عن دار الشروق في 26 مجلداً. وصلتني مساء الخميس الماضي فقط. تخلو من بعض كتبه المهمة. خاصة كتابه الجميل والمثير: خريف الغضب. وكان أول من كشف أو اكتشف هذا خالد السرجاني في الدستور. في مقال أكثر من مميز. يعكس حالة نادرة من متابعة كتابات الأستاذ هيكل. وكنت أتصور أن الوحيد القادر علي القيام بها هو صديقنا خالد عبدالهادي. الذي يشكل موسوعة هيكلية تمشي علي قدمين. وتبع مقال خالد السرجاني تحقيق صحفي قام به محمد الجارحي. كان اتصالي بالأستاذ هيكل سببه الحكايات التي حكاها في حلقة الجزيرة مساء الخميس الماضي. وأعيدت لأول مرة ظهر الجمعة. ثم مرة ثانية فجر السبت. وفيها حكي عن الوجه الآخر لزمن عبدالناصر. أو النباتات السامة التي نبتت علي ساق العصر الكبيرة. الحكايات التي حكاها لي الأستاذ هيكل سبق أن حكي لي بعضها عندما كنت أعد كتابي الحواري معه: محمد حسنين هيكل يتذكر: عبدالناصر والمثقفون والثقافة. وهو الكتاب الذي نفدت طبعته منذ سنوات ولا تريد دار الشروق إعادة طبعه. ولعل المانع أن يكون خيراً. وأن تتم إعادة طبعه في القريب العاجل. في هذا الكتاب حكي لي الأستاذ هيكل حكايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمد عبدالوهاب ونزار قباني. وغيرهم كثيرون مع عبدالناصر. وكنت أتصور - خطأ - أنه قال لي كل ما عنده. وإذا به عندما عاد إلي هذه الحكايات في الحلقة الأخيرة من شهادته علي العصر التي تعرضها الجزيرة. أضاف الجديد والمثير لما حكاه لي. ونشر ولوح أمام كاميرا الجزيرة بخطابات ووثائق لم أرها عنده. عندما كنت أجري حواري معه. قلت لنفسي بعد الاتصال هذا هو الأستاذ هيكل وإلا فلا. 2- مسرحية سعد الدين وهبة عن خروج يوسف السباعي كلما حدث تغيير أو «ترقيع» وزاري جديد. تذكرت مسرحية قصيرة. لسعد الدين وهبة. عنوانها: الوزير شال الثلاجة. والأهم من المسرحية هي قصة المسرحية. التي حكاها لي سعد الدين وهبة - وكان حكاء من النوع النوادر - عندما أهداني كتابه الذي يحتوي مسرحياته من ذات الفصل الواحد. قال لي سعد الدين وهبة يومها. إن بطل هذه المسرحية هو يوسف السباعي. وإن كان يقدمه في المسرحية باعتباره الوزير فقط. والذي حدث أن يوسف السباعي عندما عين وزيراً للثقافة. اشتري علي حسابه الخاص ثلاجة صغيرة. وكانت من مستحدثات الحياة المصرية. التي أتي بها الانفتاح الاقتصادي وذلك في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي. الآن - مصر 2010 - تتساءل: ألم يكن الرجل قادراً علي شراء ثلاجة من أموال الوزارة؟ وما أكثرها؟ أم أن أموال الوزارات والوزراء كانت متقشفة في ذلك الزمان الذي قد يبدو شديد البعد. يبدو أن الاحتمال الأقرب إلي الصواب. أن الرجل آثر أن يشتري الثلاجة التي كانت لاستخدامه الشخصي من حر ماله. ولا يحمل الوزارة أعباء ثمن ثلاجة صغيرة. فظلت الثلاجة في مكتب الوزير. ولكن الذي حدث أنه كلما جري كلام عن تغيير أو تعديل وزاري. لم تكن كلمة الترقيع قد عرفت بعد. فهي من مستجدات ومستحدثات زماننا. فإن يوسف السباعي كان يأخذ ثلاجته. ولكن التعديل أو التبديل يمضي ويبقي في الوزارة فيعيدها إلي مكانها. وهكذا بدأ العاملون في ديوان الوزارة يتندرون علي الوزير. ولكن من وراء ظهره. وهم بذلك أوفياء لمصريتهم. ألم يقل المثل العامي المصري: الملك من هيبته يتشتم في غيبته؟ كانوا يقولون: الوزير شال الثلاجة. وينتظرون. وعندما يبقي الوزير. ويعيد الثلاجة. كانوا يقولون: الوزير رجع الثلاجة. يحكي سعد الدين وهبة. أنه تحدث مع الوزير يوسف السباعي في أمر هذه الثلاجة. ومسألة «شيلها وحطها». وأنه أقنعه بضرورة تركها. وهكذا حدثت الواقعة. لأنه في المرة الوحيدة التي تناقش الوزير. «شيل الثلاجة». كان الوزير نفسه قد «انشال». أي خرج من الوزارة. وهكذا التقط سعد الدين وهبة هذه اللحظة الفارقة. وكتب نصه المسرحي. الذي ظل حبيس أوراق كتابه. ولم يقدم علي خشبة المسرح أبداً. هذا في حدود ما حكاه لي سعد الدين وهبة. ربما يكون النص قد جري تقديمه في مصر - خارج القاهرة مثلاً - أو في إحدي الدول العربية الشقيقة. لكن العبرة من الحكاية هي هذا الوزير. الذي يشتري ثلاجة صغيرة ستة أقدام علي حسابه الشخصي. ومن حر ماله. لأنها لاستخدامه الشخصي. أين هو الآن؟ أين؟! 3- ميسون صقر : إن هذا الشاعر كان أبي : أعرف ميسون صقر القاسمي منذ سنوات. وهي سنوات صغيرات. حتي لا تغضب مني. بدأ التعارف ونحن علي ارتفاع أكثر من عشرين ألف قدم في طائرة كانت متجهة من القاهرة إلي مراكش بالمغرب. لحضور ندوة عن المعتمد بن عباد. ومن يومها وأنا أعرف عن قرب محاولاتها. التي كانت مستمرة قبل تعرفي إليها. في كتابة القصيدة الشعرية سواء فصحي أو عامية مصرية لا تقل جمالاً عن مؤسسي شعر العامية المصرية. وكتابة النص الروائي من خلال روايته: ريحانة. ومحاولة إخراج الفيلم التسجيلي في فيلمها: خيط ورا خيط. وقبل كل هذا الرسم. سواء لوحات أو تصميم أغلفة كتبها. وكتب من اقتنعت بمواهبهم. ثم صالونها الثقافي الذي كانت تديره علي أسس جديدة. لم تعرفها الصالونات الأدبية. لا قبلها ولا بعدها. ثم أخيرا محاولة تأسيس كيان فني. أسمته «سيرة» للإنتاج الإعلامي والإعلاني والبرامجي والمسلسلاتي. أي أنها حتي عندما تؤسس مشروعاً خاصاً. تمنحه اسما أدبياً وكأنه نص أدبي تشتغل عليه. أو تحاول إتمامه والانتهاء منه. كل هذا وغيره كثير عرفته. ولكن الجديد الذي فاجأتني وفاجأت غيري من أصدقائها من مثقفي مصر وأدبائها وهم كثر به. كان هذه الليلة الجميلة التي أقامتها في المسرح الصغير في دار الأوبرا. احتفالاً بصدور الأعمال الكاملة. لوالدها الشاعر صقر القاسمي. ولا يتصور أحد أن الأمر لم يخرج عن احتفال. أو ليلة احتفال في الأوبرا. لكنها كانت تعمل في صمت. في جمع تراث والدها المنشور وغير المنشور وتوثيقه وتبويبه ثم نشره في أربع مجلدات فاخرة. ومع المجلدات سي دي لمن يتعامل مع مثل هذه المستحدثات. وفي مقدمتها الأولي تقول عن والدها: - الشاعر الذي ظلمته السياسة وأطفأت عن موهبته الشعرية العميقة كل منفذ نور. فخرج من ساحة السياسة لاجئاً. وخرج من الشعر مظلوماً. والدواوين المطبوعة هي: وحي الحق، الفواغي، في جنة الحب، صحوة المارد، لهب الحنين. أما الدواوين المخطوطة أو التي كانت مخطوطة ونشرتها ميسون لأول مرة. فهي: كان شجناً، قطرات عطر، لا تسأل الأمس. ثم تحكي حكايتها الطويلة مع أوراق والدها. والبحث عنها. والعثور عليها والتدقيق والتأكد منها. خصوصاً أن الرجل كان أميراً لإمارة الشارقة. بالإمارات العربية المتحدة. ولكنه كان شاعراً. والشعراء لا يعرف النظام طريقه إليهم. فقد كانت هناك قصائد مكتوبة. علي خلفية روشتة طبيب أو خلفية تقرير فحص طبي. أو أوراق فنادق بباريس. وأوراق كتابة الرسائل لأحد فنادق بيروت. لكنها نجحت في جمع هذه الأعمال وطبعتها في أربعة مجلدات كاملة. أقامت هذا الاحتفال الكبير لتدشن صدورها. في قريتي كانوا يقولون: اللي خلف ما ماتش. وعندما جئت إلي القاهرة سمعتهم يقولون: اللي كتب ما ماتش. وصقر القاسمي لم يمت مرتين. مرة لأنه أنجب ميسون. وقبلها المرة الأولي لأنها قال الشعر. لم تشغله السياسة ولا الإمارة عن قول الشعر. 4- شاي الأبنودي يوم - الخميس - الماضي كان عطلة رسمية. في العاشرة صباحاً تحركنا من أمام منزلي بمدينة نصر. أنا وجمال الغيطاني وأسامة شلش في طريقنا إلي الإسماعيلية. لزيارة الخال عبدالرحمن الأبنودي. منذ شهور ربما تكمل العام لم نقم بزيارته هناك. والرجل محدد الإقامة في حدائق الإسماعيلية بسبب تلوث القاهرة. وكلما تذكرت هذه الحقيقة استمطرت رحمة الله علينا نحن سكان هذا العالم الضخم من التلوث الذي اسمه القاهرة. بسبب أبدية بقائنا فيها. هو نفسه عبدالرحمن. بنفس تفاصيل الكلام. والحياة الجميلة. في كل لحظة يشير لسماء الله العالية. محدداً النعمة التي يحياها. يستنشق هواءً نقياً. عندما أبلغه جمال الغيطاني ونحن في الطريق باقترابنا منه. اطمأن منه أننا سنبقي ساعة واحدة. باعتبار أننا لم نبلغه من الأمس بزيارتنا حتي يعد لنا طعاماً أكرم من طعام حاتم الطائي نفسه. لكن الرجل أصر علي أن نشرب الشاي والقهوة وأن نأكل اليوسفي الإسماعيلاوي الذي لا وجود له في القاهرة الآن. والموز الإسماعيلاوي الذي يرتبط بذكرياتنا الجميلة. أكثر من كونه لدي الباعة. وأن نلتقط الصور التذكارية للقائنا معه. عندما تجولت في مكتبته وجدت علي مكتبه رواية: يوم غائم في البر الغربي. لمحمد المنسي قنديل. قال لي عبدالرحمن إنه يكتب لها الحوار الآن. وهي تجربته الثالثة في كتابة الحوار. وإن كانت هذه التجربة تليفزيونية. فقد سبق أن كتب حوار: «شيء من الخوف». عن رواية ثروت أباظة. وهو الفيلم الذي أخرجه حسين كمال. وحوار رواية «الطوق والإسورة». عن رواية يحيي الطاهر عبدالله. في فيلم أخرجه خيري بشارة. في هذه المرة يعمل عبدالرحمن الأبنودي ليلاً ونهاراً علي كتابة حوار رواية المنسي قنديل. ستنتجها شركة إنتاج تليفزيوني جديدة. لم يشأ أن يفصح عنها أو يحددها لي. تحت كتاب المنسي علي مكتب الأبنودي ديوان شعري لبيرتولد بيريخت صادر عن دار الفارابي من بيروت. مع أن عبدالغفار مكاوي ترجم بيرتولد بيريخت في الستينيات ترجمة لا يعلي عليها. ونشرت في مصر. علي حوائط مكتبته صورة له مع نجيب محفوظ وأخري مع الأستاذ هيكل وثالثة مع محمود درويش. وثمة صور أخري لمحمود درويش مع زوجته نهال كمال وابنتيه آية ونور. وصورة لعبد الرحمن مع والدته وكفي. 5-وليمة القمحاوي: ومع أن عزت له خمسة أشقاء رجال. وست شقيقات نساء. ووالده أطال الله في عمره. لم نقابل في بيته سوي والدته السيدة حورية التي ذكرتني بأمي وبأم جمال الغيطاني وزوجة عزت وهي شقيقة زميلنا سيد الهادي. بجريدة الجمهورية. وزوجة عزت كتلة من الطيبة والبساطة والتلقائية والقدرة الفريدة علي انتزاع الضحكات النادرة في زمن الاكتئاب القومي العام الذي نعيشه. كانت وليمة ضخمة أعدها عزت لجميع المحررين والصحفيين بجريدة أخبار الأدب. وعندما أتوا من القاهرة في أربع سيارات. كان معهم المثقف والكاتب والمترجم التونسي خالد النجار. كان في زيارة عابرة لمصر. جاء مع مجموعات من الفرنسيين الذين أتوا من أجل الدخول إلي غزة. تركهم يكملون رحلتهم ولجأ هو إلي هوايته الجميلة وهي التسكع والصعلكة في دروب القاهرة. هكذا يفعل خالد النجار مع كل المدن التي يزورها. وخالد النجار لديه حكايات أكثر من مثيرة عن الذين أتوا لدخول غزة. وعن أمور أخري كثيرة. وعن رؤية شعبية وثقافية تونسية لطبيعة ومأزق الصراع المصري الإسرائيلي الآن، لكن المجالس أمانات وليس كل ما يسمعه الإنسان يصلح للنشر. شاهدت الغروب في بيت عزت القمحاوي. ذكرني بمنظر الغروب الشتوي في قريتي. رأيت الدخان الأزرق الكثيف الذي يطلقه الناس حوله لمطاردة الناموس الليلي. رأيت شجر المانجو والنخيل العالي. وتحتهما البصل الأخضر والبرسيم. في الطريق إلي عزت عند الذهاب والعودة كانت هناك آثار لمعارض الغنائم التي أقمناها بعد حرب السادس من أكتوبر سنة 1973. من يذكر منا تلك الأيام الجميلة. لكني حزنت؛ لأن دبابات العدو الإسرائيلي موجودة هكذا دون حراسة عليها. دون احتفاء بها. من غير شعلة من النيران تستمر مضيئة ومضاءة علي مدي الأربع وعشرين ساعة. وتظل هكذا تذكرنا بالوطن الغالي مصر. وتذكرنا أيضاً بالعدو الذي لا عدو لنا سواه. 6- نداء للواء أحمد عبد الرحمن: أخي وصديقي اللواء أحمد عبدالرحمن. الرئيس الأسبق لجهاز الرقابة الإدارية. أرجوك اخرج عن صمتك الجميل ولا تصدق أن الكلام من فضة؛ لأن السكوت من ذهب. احك لنا ما جري وما حصل مع الوزير «إياه»، لأن أضواء الماضي قد تنير عتمة الحاضر. أم أن تقاليد الرقابة الإدارية وأيضاً انضباط العسكرية المصرية في أعماقك قد يمنعك من هذا؟! 7- تليفونات أول العام :إسماعيل سراج الدين : في اتصال تليفوني عبر عن انزعاجه من شائعة سرت في القاهرة بسرعة الرياح في يوم مليء بزعابيب أمشير. أو رياح الخماسين. عندما قيل أن مكتبة الإسكندرية ستقيم ندوة أو ورشة عمل. يشارك فيها بعض الإسرائيليين. قال إن القصة وما فيها أن المكتبة قدمت لها مشروعات لإقامة ندوات وهي مشروعات كثيرة. نختار منها ما يناسبنا. ونرفض ما لا يتناسب معنا. قلت له: ولكن كان هناك مشروع لإقامة ندوة يشارك فيها الإسرائيليين. قال لي أنت قلت مشروع. ونحن غير ملتزمين بالمشاريع. نقبل أو نرفض. لا يوجد لأحد عندنا أي إلزام. ومن البداية كان الاقتراح مرفوضاً. المشكلة أن هناك إنجازات ضخمة في المكتبة لا يلتفت إليها أحد. لكنهم يتوقفون كثيراً أمام مثل هذه الأمور غير المؤكدة ويحولونها لقضايا كبيرة. قلت له إن كثيراً من المثقفين كانوا يعدون بيانات بمقاطعة أنشطة المكتبة إن عقدت هذه الندوة. صلاح عيسي: اتصالاته نادرة. وتكلم معي من تليفون جريدة القاهرة. وبطريقته الحاسمة والمرتبة والمنظمة قال لي إنه يريد أن يكلمني في موضوعات محددة. أولها ما قلته في برنامج 48 ساعة لهناء سمري وسيد علي. من أن كتاب فلسفة الثورة لعبد الناصر. كتب قبل أن يصبح عبدالناصر رئيساً. فالكتاب منشور سنة 1954 قلت له إنني قلت إن الكتاب صادر قبل أن يصبح عبدالناصر زعيماً كبيراً. ولم أحدد الرئاسة. وأنني قلت إن كاتبه هو عبدالناصر. في حين أن صلاح عيسي متأكد أن كاتب الكتاب هو الأستاذ محمد حسنين هيكل. أضفت له أنه كان هناك مشروعان للكتاب. مشروع كتبه الأستاذ هيكل. ومشروع كتبه فتحي رضوان. لكن الرئيس عبدالناصر اختار مشروع هيكل. قال لي صلاح عيسي إن ذلك من حسنات عبدالناصر. الموضوع الثاني الذي كلمني فيه صلاح عيسي كان الرأي الذي قلته لفتحية الدخاخني في المصري اليوم حول اللجنة التحضيرية لمؤتمر المثقفين الذي يجري الإعداد له. وعقدت اللجنة اجتماعها الأول برئاسة الوزير الفنان فاروق حسني. وهو لم يدخل في صلب ما قلته. لكنه قال لي إنه - أي: صلاح عيسي - كان صاحب أول اقتراح بعقد هذا المؤتمر. وأن ذلك جري في ندوة عقدت في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. حضرها عبدالمنعم سعيد، ومحمد سيد سعيد، وسيد يس. وأنه سيعيد نشر وقائع هذه الندوة علي عددين في جريدة القاهرة، وأنه يرحب بمشاركتي في هذا الجدل الدائر حول المؤتمر، سواء بالكتابة في أي مكان أكتب به أو في القاهرة مباشرة. أمينة مصطفي فاروق: وأمينة هي حفيدتي تؤنس وحشة شيخوختي الزاحفة بشدة وقوة وسرعة. ببراءتها وأسئلتها الطفولية وشقاوتها التي لا تشبهها شقاوة أخري. كان أول اتصال بي في 2010 منها. من خط تليفوني يربطني بها. قالت لي: بابا نويل يتكلم بأي لغة؟ قلت لها من المفترض أن يتكلم العربية. قالت لي: لا. إنه يتكلم الإنجليزية. قلت: حتي بابا نويل لا يعرف غير الإنجليزية. العيب علينا لأننا نعود أطفالنا علي بابا نويل الآتي من الغرب دون أن يكون لدينا بابا نويل يخصنا نحن. آتياً من عروبتنا ومن مصريتنا ومن بلادنا ومن تراثنا القديم.