مشكلة انقطاع التيار الكهربائى التى ضربت مصر من شمالها إلى جنوبها وتحولت إلى أزمة كبيرة فى حياة المصريين، نجا منها البعض ممن صادفهم الحظ وسكنوا إلى جوار منشآت حيوية لا ينقطع عنها التيار الكهربائى، وهؤلاء يمكن وصفهم ب«المحظوظين»، ففى ظل الأزمة الشديدة والظلام الدامس الذى يعم أرجاء مصر يبقى من يسكنون إلى جوار مديريات الأمن والمستشفيات وشركات المياه والكهرباء والمطافئ والبنوك وكل المنشآت الحيوية فى معزل عن المشكلة. «يا بخت من كان ساكن جنب مستشفى ولّا مديرية أمن ولا بنك»، قالها أحمد عوض، صاحب أحد الأكشاك المجاورة لمديرية أمن الجيزة، الذى يرى أنه من سعداء الحظ لوجوده بالقرب من مبنى المديرية، حيث لا ينقطع التيار عن المنطقة مطلقاً رغم معاناة المصريين فى كل مكان من الانقطاع المتكرر للكهرباء: «أنا ساكن فى فيصل وما بروحش لأن النور ما بيقطعش هنا خالص»، مضيفاً: «شوية الناس تحسدنا على النور، وشوية نصعب عليهم لما يحصل تفجير جنبنا»، متسائلاً: «هو إحنا فى الحزن منسيين وفى الفرح محسودين؟». الحظ أيضاً كان حليف نادر مجدى، صاحب استوديو تصوير، فى شارع «حسين كمال» فى الدقى، والموجود به مطافئ الجيزة: «الحمد لله النور ما بيقطعش ولو قطع يبقى مرة فى الأسبوع، رغم إنى طول النهار بسمع أصحابى بيصوّتوا بسبب أجهزتهم اللى باظت، بقول لهم تعالوا اسكنوا عندنا»، لافتاً إلى أن أصدقاءه من المصورين فى المناطق الأخرى يعانون من انقطاع التيار أثناء التصوير، ما يضع المصور والعروسين فى موقف حرج: «والله أعرف عرايس ما بقتش تتصور بسبب مكياجها اللى بيبوظ بسبب النور اللى بيقطع كل شوية». محمد اليمانى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة، أكد ل«الوطن» أن الكهرباء لا تنقطع عن المناطق المجاورة للهيئات الحكومية والمنشآت الحيوية المهمة، فلا يجوز قطع التيار الكهربائى، حتى لا تتوقف مصالح المواطنين: «المناطق الحيوية ما نقدرش نقطع فيها الكهرباء، لأسباب أمنية وخدمية»، مضيفاً: «اللى ساكن جنب مصلحة حكومية وعلى قوتها، النور ما بيقطعش عنده، مش عن عمد مننا، ده حظه لأنه على قوتها»، لافتاً إلى أن هناك خريطة بمواقع تلك الهيئات وأماكن وجودها حتى لا ينقطع عنها التيار الكهربائى: «المستشفيات والبنوك والأقسام والمديريات والبريد مصالح ما بيتقطعش عنها الكهرباء».