"إحنا أموات وملناش مكان زي بقية البشر، ولو متنا مفيش عربية هتعرف تدخل تأخد جثتنا، والمسؤولين عمرنا ماشفنا حد منهم"، كلمات رددها أهالي منطقة مساكن التل، التابعة لقرية شطا بمحافظة دمياط، والتي يسكنها عشرات الآلاف وتبعد عن المحافظة نحو سبعة كيلومترات، لخصت معاناتهم مع النقص الحاد للخدمات، حيث اشتكى سكان المنطقة من عدم وجود طرق ممهدة وصعوبة وصول أي وسيلة مواصلات إلى الداخل، فضلًا عن تحويل القرية بأكملها إلى مقلبلقمامة للمحافظة بأكملها. قال مسعد عاشور، أحد أبناء المنطقة، "الطرق غير ممهدة، ونعاني من ضعف شبكة الكهرباء، ما يؤدي بصورة مستمرة لحدوث أعطال بين الحين والآخر، فضلًا عن ترشح المنازل بسبب تجميع مياه الصرف الصحي تحت المنازل". وأضاف عاشور، ل"الوطن"،"سيارات نقل القمامة لا تصل إلى المنطقة، وتقدمنا بشكاوى كثيرة للمطالبة بتمهيد طرق القرية ومد شبكة الصرف الصحي لتصل إلى المنازل، حفاظًا عليها من الانهيار، متسائلًا: أين نصيب "التل" من أموال المحافظة المخصصة سنويًا للأعمال الخدمية؟. فيما اشتكى حمدان جمال، أحد أهالي المساكن، من انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة، مطالبًا بضرورة إقامة معهد أزهري بالقرية، خاصة وأن القرية تفتقر للمستوى التعليمي اللائق، بالإضافة إلى نقص عدد المدارس بالمنطقة. كما طالب بوجود مستشفى تخصصي لخدمة أبناء القرية، نظرًا لقصور الوحدة الصحية الموجودة بال"التل" في علاج الأهالي، فضلًا عن مطالبته بتكثيف دوريات الأمن وتمشيط القوات المنطقة باستمرار، خاصة وأن قرية شطا تعد أحد أكبر الأوكار الإجرامية والمشهورة بتجارة المخدرات وإيواء البلطجية و"قطاع" الطرق وعصابات الخطف. أوضح السيد الدقناوي، أحد أبناء المنطقة، أنه في حال وفاة أي شخص لا تحضر سيارة نقل الموتى لنقل جثمانه، حيث تمتنع سيارات الإسعاف أو الشرطة عن الدخول بسبب سوء الطرق وانتشار البلطجة، واشتكى من تحول المنطقة إلى مقلب قمامة وبرك صرف صحي، قائلًا "مسجد التل ومخبزه يحيطان بهما القمامة والصرف الصحي".