سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
+د. محمد عمارة: المشركون خرجوا لقتال الرسول.. وليس العكس الإسلام يحرم قتل «المسالمين» وإن كانوا مشركين.. وفتح مكة كان لإعادة من هجروا وأخرجوا من ديارهم.. وكل الأديان فيها من يجنح للتطرف
أكد الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامى، أن ادعاءات بعض المستشرقين بإباحة الإسلام قتل غير المسلمين مغالطة، مشدداً على أنه لا يبيح قتل المشركين أو غير المشركين ممن لا يقاتلون المسلمين، لا فى دار الحرب أو غيرها، وأشار، فى حواره مع «الوطن» إلى أن غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التى كتب الغرب مجلدات عن وحشيتها كانت كلها دفاعية وضحاياها لم يتجاوزوا 386 فى 20 غزوة على مدار 9 سنوات. ■ كيف ترى ما يردده بعض المستشرقين عن أن أكثر المسلمين يتخذون من القرآن رخصة للقتل، وأن الإسلام دين يحث على العنف؟ - لا شك أن بعض المسلمين يرى الإسلام دينا عنيفاً، وهذا ما نحاربه ونرد عليه، وأرى أنهم لم يتجنَّوا على الإسلام عندما نسبوا الأفعال لمسلمين، لكن فى المقابل التطرف ليس قصراً على المسلمين؛ فكل الأديان فيها من يجنح للتطرف، ومجلة الأزهر استعرضت، منذ فترة، فتاوى حاخامات اليهود، وكان بعضها شديد التطرف، ومنها أن رجلاً سأل حاخاماً: هل يمكن ضبط ساعتى على ساعة الكنيسة؟ فأجابه: هذا حرام. وسأله آخر: هل يمكن زيارة الفاتيكان؟ فأجابه: حرام. وسأله ثالث: هل يمكن أن أقتنى العهد الجديد للدراسة؟ فكانت إجابته كسابقاتها: حرام! ■ لكنهم يقولون كذلك إن الإسلام يُحل قتل غير المسلمين فى دار الحرب، ولا يوجد فى الإسلام ما يسمى «المدنيين الأبرياء» ما لم يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية؟ - هذه مغالطة؛ فالإسلام لا يبيح للمسلمين قتل المشركين، أو غير المشركين ممن لا يقاتلونهم، لا فى دار الحرب، ولا غيرها، وفيما يتعلق بمفهوم المدنيين، فالتعبير الأدق أن الإسلام لا يحل قتل المسالمين، فى مقابل المقاتلين، وأنا أقول هذا حتى لا يقال إن المستوطنين -مثلا- مدنيون، لأنهم لا يلبسون «الكاكى»، كما نهى الإسلام عن قتل النساء والرهبان والأطفال؛ لأنهم غير مقاتلين، بل إن هناك ما أسميه «دستور الفروسية» فى الإسلام وضعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبوبكر من بعده، ومن بين بنوده ألا «تغدروا ولا تغلّوا، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا امرأةً ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرةً، ولا تذبحوا شاةً إلا للأكل». ■ وماذا عن استشهاد البعض على وجوب قتل المسيئين للنبى بأن الرسول أمر بقتل كعب بن الأشرف؟ - كعب بن الأشرف كان أحد يهود بنى النضير، وكان يصرِّح بسبّ الله وسبّ الرسول، وينشد الأشعار فى هجاء الصحابة، ولم يكتفِ بهذا، وإنما ذهب ليؤلِّب القبائل على المسلمين، ومن بينها قريش فى مكة، بل فعل ما هو أشد من ذلك وأنكى، فعندما سأله القرشيون وهم يعبدون الأصنام: «أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه؟ وأىّ الفريقين أهدى سبيلاً؟»، فقال: «أنتم أهدى منهم سبيلاً»، و«إسرائيل ويلفسون»، وهو مستشرق معروف -وتلميذ طه حسين- انتقد بنفسه موقف «كعب» المبالغ فى العداء لأصحاب دين يجمعهم التوحيد بالله مع اليهود، ومن المهم جداً أن يعلم المسلمون قبل غيرهم أن كل غزوات الرسول كانت دفاعية، أى أن المشركين هم الذين خرجوا لقتالهم وليس العكس. وحتى فتح مكة، كان لإعادة من هُجّروا وأُخرجوا من ديارهم مُرغمين. أما ما يقال عن دموية هذه الغزوات فهو جهل.