أفكار الإرهاب تمرح فى الشمال الأفريقى، ووجدت أرضاً خصبة للنمو والتطور فى رحاب تغييرات شملت المنطقة بأكملها، فما حدث فى شمال مالى وجنوب الجزائر يتكرر فى صحراء مصر وتونس وليبيا، والرايات السوداء أصبحت مشهداً ثابتاً فى ربوع المغرب العربى، ويومياً أخبار عن تنظيمات انضمت إلى داعش أو فى طريقها للانضمام، والأمراء مستعدون فى تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا لإعلان البيعة لأبوبكر البغدادى. واليوم، وبعد استهداف حدودنا الغربية، فإن الأمر تطور بما يشكل تهديداً واضحاً للوطن المصرى، فبعد الشرق نجد الغرب الذى تحتله «لا دولة» تسيطر عليها عشائر وقبائل تشبعت بالسلاح القطرى ونمت وترعرعت فى ظلها تيارات متطرفة وتنظيمات مرتبطة بالقاعدة باتت تمثل خطراً على مصر والمنطقة بأكلمها لأن لديها كافة الإمكانيات وخرجت لتوها من تجربة حربية لإزاحة القذافى وقدراتها وهممها لن تجد أفضل من التراب المصرى لتنفذ فيه أجندات خارجية تفتح أبوابها لمثل هؤلاء لإنفاذ مخططاتها بما يؤخر تقدم مصر ويؤجل استقرارها!! الإرهاب فى المغرب العربى استهدف، قبل أيام، جنوداً صائمين فى تونس، واليوم يستهدف مثلهم من المصريين، إذن الأفكار واحدة والمناسبة الرمضانية تبدو يقيناً تقرباً من هؤلاء المتطرفين لله حسب اعتقادهم، إنها أفكار داعش وقسوتها وعدوانها، إنها عصابات منحتها الظروف مساحة من الحركة شكلت بوضوح خريطة للإرهابيين فى الشمال الأفريقى، ومعها بالطبع استدعاء لأحلام داعش التى سيطرت على مناطق فى العراق، والتأسى عادة عربية وأيضاً عادة عالمية، فعالمية داعش لا تنكَر والفكرة تتسرب بسرعة إلى المنطقة، وإن لم تكن من داعش فأنت متوافق أو داعشى مستقبلى. ترسانات الأسلحة حاضرة، وتجار الدم حاضرون فى الصحراء الأفريقية وفى الأراضى الليبية حيث لا دولة ولا مؤسسات. إذن الوضع مثالى ليجد مثل هؤلاء البيئة لشن هجماتهم على دول الشمال الأفريقى وأولها مصر، حيث الظروف مثالية: «إخوان داعمون وتنظيمات إرهابية شقيقة فى سيناء وحدود رخوة ودولة قضت على الإسلام السياسى»! وهذه التنظيمات القائمة فى ليبيا والتى قد تكون ضالعة فى حادث الوادى الجديد مثل أنصار الشريعة تتماس مع أفكار داعش وإعلان انضمامها إلى البغدادى بات قريباً. إذن «داعش الفكرة» «داعش البغدادى» على الحدود المصرية وجريمة الفرافرة هى بداية لحربنا مع هؤلاء، ومن ثم فإن الأمر لن يفلح معه تأمين الحدود فحسب، بل يحتاج تحركات إقليمية لمصر الرسمية لتقييد الحركة وحصار الخطر المقبل من الغرب، لأنه يكفينا ما نراه فى الشمال الشرقى. نحن فى حالة حرب وعلينا أيضاً أن نحارب الفكرة بالفكرة حتى لا نجد من بيننا داعشيين مصريين!!