تعددت فى الآونة الأخيرة الحملات المطالبة بتجنيد السيدات، وانضمامهن للمؤسسة العسكرية، آخرها صفحة على «الفيس بوك» باسم «مجندة مصرية»، طالبت فيها الفتيات بحقهن فى التجنيد للدفاع عن البلد مثلما دافعن عنها بمشاركتهن القوية فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو. غادة الكومى، مؤسسة حملة «مجندة مصرية»، طالبت بضرورة تجنيد السيدات ليس للدفاع عن البلد فحسب ولكن للدفاع عن أنفسهن ضد مخاطر التحرش والعنف المجتمعى: «لازم نتجند عشان حقوقنا ترجع لنا، وكل سيدة شاركت فى السياسة من حقها تجنى ثمار مشاركتها»، لافتة إلى أن الحملة تقدمت بأوراق كثيرة إلى المسئولين بالمؤسسة العسكرية من أجل النظر فى المشروع والموافقة عليه، إلا أنهم رفضوا، بحجة أن أهالى الصعيد وشمال سيناء لن يسمحوا بتجنيد بناتهم بسبب العادات والتقاليد والدين، ولكن «الكومى» أكدت أن فتيات الصعيد وشمال سيناء تقدمن بطلب إلى الحملة من أجل انضمامهن: «أول يوم جمعنا من الصعيد 250 ورقة طلب انضمام، ودى بشرى خير إن بنات الصعيد مرحبات». «الكومى» أكدت أن العديد من سيدات المجتمع المدنى يدعمن الحملة، منهن المستشارة تهانى الجبالى والدكتورة آمنة نصير، وفرخندة حسن: «آمنة نصير قالت الدين مش ضد تجنيد المرأة، وإن النساء فى عهد الرسول كان بيتم تجنيدهم وبيحاربوا زيهم زى الراجل»، مشيرة إلى أن الحملة تضم بين جنباتها العديد من الذكور الذين يدعمون الحملة بكل ما أوتوا من قوة. جيهان مديح، مؤسس حملة «بأمر الشعب»، وإحدى المطالبات بتجنيد الفتيات، طالبت بإلحاق الإناث بصفوف الجيش فى تلك الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر، متسائلة: «ليه منبقاش زى الجيوش العربية اللى فيها بنات، هى بنات الإمارات وليبيا واليمن والأردن أحسن مننا؟». من جانبه قال اللواء محمد على بلال، الخبير العسكرى، إن الجيوش العربية لا تجند السيدات لخوض الحروب والمعارك، بل يعملن فقط فى الحراسات وفى السكرتارية والتمريض والتفتيش، مشيراً إلى أننا لم نصل إلى هذا المستوى من الانفتاح، حيث إن العادات والتقاليد والدين والأعراف ترفض إقحام الإناث فى مثل هذه الأعمال: «مستحيل بناتنا يخوضوا حرب، ولو جربنا ووديناهم سينا مثلا، هيقولوا لنا إحنا آسفين»، ويستكمل: «الحياة العسكرية ما يقدرش عليها غير الرجالة، لأنها صعبة وقاتلة».