عُرض أمس الأول فيلم «وبعد الطوفان» وهو الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى، بطولة أحمد عزمى وحنان مطاوع ومها أبوعوف وهالة فاخر وهبة مجدى وصبرى عبدالمنعم وتأليف وإخراج حازم متولى. وعقب العرض عُقدت ندوة حضرها أبطال الفيلم ومخرجه وسهير المرشدى وأدارتها الناقدة خيرية البشلاوى، وتباينت الآراء حول الفيلم ما بين مؤيد ومعارض. بدأت الندوة بسؤال الناقدة خيرية البشلاوى عن اختيار الفكرة واسم «وبعد الطوفان»، وأكد المخرج أنه يرى أن الثورة تشبه «الطوفان» فكلاهما ظاهرة طبيعية، وما حدث بعد الثورة يشبه ما يحدث بعد الطوفان من فوضى وضباب فى الرؤية وارتباك كبير، وأضاف أنه أصر على وضع حرف «و» قبل كلمة «بعد الطوفان» ليشير إلى أننا ننتظر القادم. أما أحمد عزمى فقال إنه بعد الثورة تعرّض لحادث شخصى مؤلم جداً بسبب الانفلات الأمنى، وبعده عرض عليه المؤلف والمخرج سيناريو الفيلم، ونظراً لإحساسه الشخصى بقضية الفيلم وافق على الفور، وبدأ التصوير دون أى مناقشة، وذلك إيمانا منه بالثورة وضرورة طرح كل أبعادها. وحنان مطاوع قالت إن المخرج صديق ميدان، حيث كانا يتقابلان بشكل يومى فى الثورة وميدان التحرير، وعرض عليها الفكرة بعد التنحى مباشرة، ليس بغرض رصد نتائج أو تحليل ولكن بغرض توثيق الثورة والأحداث الهامة وطرح سؤال حول كيف ستكون الفترة القادمة بعد الثورة. واتهم أحد الحضور الفيلم بأنه لا يعبّر عن أشخاص قريبة من الواقع، فالأبطال بعيدون عن الناس، وهناك نماذج تبدو غير متوافقة مع الطباع المصرية، فرد المخرج بأنه بالفعل ركز على شريحة معينة وليس على كل الشرائح. واتهم آخرون المخرج بأنه قدم نموذج ضابط شرطة يرتدى ملابسه الرسمية بعد الثورة ويوجد فى «بار» ويتحدث بشكل عادى مع الناس ويتعاطفون معه، رغم أنه فى هذه الفترة، التى تلت الثورة مباشرة، كان هناك هجوم حاد على الشرطة، فأجاب المؤلف والمخرج بأنهما أرادا أن يظهر الضابط بهيئته وشكله ليمثل الداخلية، والتعاطف معه جاء لأنه كان يبدو مختلاً، وطبيعة المصريين تحتم التعاطف مع أى شخص ولو كان مكروهاً إذا أحسوا بأن به بعض الخلل. واتهم البعض المخرج بإقحام أغنية عن الإسكندرية رغم أنها لم تكن مطلوبة درمياً، فأوضح المخرج أنه سكندرى ويعشق مدينته، وأراد أن يضع أغنية تعبر عن هذا البلد فى أول فيلم له، لهدفين؛ الأول للاستمتاع بالموسيقى، والثانى لفصل الناس قليلاً عن تواتر الأحداث. وفى آخر الندوة هبّت إحدى الحاضرات لتتهم الفيلم بضعف المستوى الفنى، وأنه لا يليق بتمثيل مصر فى أى مهرجان، وهنا ساد الهرج والمرج فى القاعة، وأجاب المخرج بأنه يحترم وجهة نظر أى شخص يختلف معه، وبعدها اضطرت الناقدة خيرية البشلاوى لإنهاء الندوة. وعلى هامش الندوة كان هناك بعض الاحتقان ضد المخرج حازم متولى بسبب هجومه على الصحفيين فى ندوة سابقة عقدها رئيس المهرجان وليد سيف، وقال فيها المخرج إن الصحفيين لا يجوز لهم الحكم على المهرجان قبل اكتماله، ووجه إليهم سؤالاً ساخراً بكلمة «من أنتم؟» مما أدى إلى حالة غضب عارمة من الصحفيين، اعتذر بعدها المخرج وكرر اعتذاره قبل بداية ندوتة مرّة أخرى، ونفى تعمده الإساءة لأى صحفى بعينه.