"وبعد الطوفان " يخيب الآمال في مهرجان الإسكندرية السينمائي

أثار عرض الفيلم المصري" وبعد الطوفان" غضب السينمائيين والإعلاميين المتواجدين في مهرجان الإسكندرية السينمائي، حيث عرض الفيلم أمس الاثنين في إطار المسابقة الرسمية للدورة ال28 التي تنتهي فعالياتها اليوم الثلاثاء، وجاء الاستياء والغضب بسبب ضعف مستوى الفيلم خصوصا من ناحية السيناريو والحوار والإخراج، رغم اجتهاد أبطاله في تجسيد شخصيات الفيلم خصوصا أحمد عزمي وحنان مطاوع اللذين يلعبان الأدوار الرئيسية في العمل.
وتساءل الكثيرون حول سبب اختيار الفيلم ليمثل مصر في المسابقة الرسمية، وذلك في الوقت الذي تتواجد فيه أفلام سينمائية عربية من دول اخرى نالت إعجاب الكثيرين، وظهر الفيلم المصري بصورة غير مشرفة للسينما المصرية وأشبه بالقزم بين مجموعة من الأفلام العملاقة.
ويبدو أن اختيار المهرجان للفيلم يأتي بسبب عدم وجود أفلام مصرية مناسبة للمهرجان، وحاولت إدارة المهرجان أن يكون هناك فيلم مصري موجود لأنه لا يصح أن يقام مهرجان سينمائي على أرض مصر ولا يكون هناك فيلم مصري مشارك ضمن فعالياته في المسابقة الرسمية.
ومما زاد الأمر سوءا أن النسخة التي أحضرها مخرج العمل غير مناسبة للعرض في قاعة عرض سينمائية، واضطرت إدارة المهرجان إلى عرضه في إحدى قاعات الفندق الذي يقيم فيه ضيوف المهرجان.
وحضر الندوة التي أعقبت عرض الفيلم مدير التصوير رمسيس مرزوق الذي انتقد استسهال المخرج وعدم شجاعته في تقديم تكنيك اخراجي مختلف عما هو متواجد بالفعل في السينما وقال: كنت أتمنى ان يقدم المخرج حازم متولي في أولى تجاربه الإخراجية الروائية الطويلة عملا مبتكرا ويحمل جديدا في السينما المصرية، كما انتقد الحضور وجود قصة حب غير مبررة بين البطل أحمد عزمي والبطلة حنان مطاوع ضمن أحداث العمل، وأيضا علو صوت الموسيقى التصويرية في الكثير من المشاهد.
وانتقد آخرون لجوء المخرج وكاتب السيناريو إلى الحوار المباشر ، كما انتقد الإعلاميون والصحفيون في الندوة وجود أغنية عن الإسكندرية قدمت خلال الأحداث واعتبروها أغنية مقحمة ولا تمت للأحداث بصلة، حيث تدور أحداث الفيلم حول فتاة مصرية كانت تعيش في أنجلترا تقوم بعمل بحث بعد ثورة 25 يناير عن شخصية أحد الوزراء الفاسدين، وتتابع مراحل حياته المختلفة والأحداث التي أعقبت توليه الوزارة وبداية فساده، وعاب الحاضرون على الفيلم انه يقدم تبريرات للفساد حيث عبرت الناقدة خيرية البشلاوي التي أدارت الندوة أنها كانت تتمنى ان ترى نموذجا لشخص فاسد وعاش حياة طبيعية وسوية لكن السلطة هي من أفسدته لأن السلطة مفسدة بطبيعتها.