هاجمت إحدى الحاضرات حازم متولي مخرج فيلم "بعد الطوفان" متهمة إياه بتقديم فيلم ضعيف المستوى لا يليق بتمثيل مصر في أي مهرجان دولى؛ كان ذلك خلال الندوة التى أقيمت أمس للفيلم المصري "بعد الطوفان" ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى المشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان؛ عقب هذا الهجوم سادت حالة من الهرج والمرج في القاعة. وأجاب المخرج بأنه يحترم وجهة نظر أي شخص؛ واضطرت الناقدة خيرية البشلاوي لإنهاء الندوة. كما اتهم أحد الحضور الفيلم خلال الندوة بأنه لا يعبر عن أشخاص قريبة من الواقع فالأبطال بعيدين عن الناس وهناك نماذج تبدو غير متوافقة مع الطباع المصرية؛ ورد المخرج بأنه بالفعل ركز في الفيلم علي شريحة معينة وليس كل الشرائح . واتهم النقاد أيضا مخرج الفيلم بأنه قدم نموذجا لضابط شرطة يرتدي ملابسه الرسمية بعد الثورة ويتواجد في بار ويتحدث بشكل عادي مع الناس ويتعاطفون معه, رغم أنه في تلك الفترة التي تلت الثورة مباشرة كان هناك هجوم حاد علي الشرطة وكان رجالها يخافون التصريح بأنهم ضباط. وأجاب المؤلف والمخرج بأنه أراد أن يظهر الضابط بهيئته وشكله ليمثل الداخلية؛ والتعاطف معه جاء لأنه كان يبدو مختلا وطبيعة المصريين تحتم التعاطف مع أي شخص ولو مكروه إذا أحسوا بأنه به بعض الخلل. وعن الموسيقي التصويرية المرتفعة التي صاحبت كل أحداث الفيلم لدرجة الإزعاج؛ قال المخرج: إنه قدم ما يراه مناسبا؛ وأن البعض لم ينزعج من الموسيقي وهناك اختلاف في الآراء لكنه مقتنع بأن الموسيقي كانت عادية. كما اتهم البعض المخرج بإقحام أغنية عن إسكندرية رغم أنها لم تكن مطلوبة دراميًا؛ فاعترف المخرج بأنه سكندري ويعشق تفاصيل وشكل الإسكندرية وأراد أن يضع أغنية تعبر عن هذا البلد في أول فيلم له لهدفين؛ الأول للاستمتاع بالموسيقي، والثاني لفصل الناس قليلا عن تواتر الأحداث. من جانبه، قال الفنان أحمد عزمي: إن الفيلم حصل علي جائزة أحسن فيلم في مهرجان الرباط وكان تكريمه حدثا كبيرا لكن الفيلم يعرض في مصر للمرة الاولي وهذا حدث أكثر روعة من أي عرض له فى الخارج. وأضاف "عزمي" أنه بعد الثورة تعرض لحادث شخصي مؤلم جدا بسبب الانفلات الأمني وبعده عرض عليه المؤلف والمخرج سيناريو الفيلم؛ ونظرا لإحساسه الشخصي بقضية الفيلم وافق علي الفور وبدأ التصوير دون أي مناقشة إيمانا منه بالثورة وضرورة طرح كل أبعادها . أما الفنانة حنان مطاوع، فقالت: إنها والمخرج أصدقاء ميدان؛ كانا يتقابلان بشكل يومي في الثورة وميدان التحرير وعرض عليها الفكرة بعد الثورة مباشرة والتنحي؛ ليس بغرض رصد نتائج أو تحليل ولكن بغرض توثيق الثورة والأحداث المهمة وطرح سؤال "كيف ستكون الفترة القادمة بعد الثورة؟" . وسأل أحد الحاضرين عن الصورة وعدم ابتكار طريقة حديثة في التصوير؛ حيث دفعوا بالمصور رمسيس مرزوق للتعبير عن رأيه الفني في التصوير؛ فقال مرزوق: "الصورة لا يوجد بها أي ابتكار يناسب روح الشباب والثورة في التقنيات"؛ واعترف المخرج بتقليدية الصورة، وقال: "كنت حذرا من أي تقنية حديثة في التصوير خاصة أن طبيعة الفيلم لا تتطلب أي نوعية جديدة من الكاميرات والتصوير". الفيلم من بطولة أحمد عزمي وحنان مطاوع ومها أبو عوف وهالة فاخر وهبة مجدي وصبري عبد المنعم وتأليف وإخراج حازم متولي. يذكر أن الفيلم يتناول ثورة 25 يناير حتى يوم التنحي ويتناول مشكلات البطالة والنهب والاستيلاء على المال العام؛ ونتائجها على المجتمع والشباب الذي أصيب بعقد نفسية بالإضافة لمشكلة البلطجة والانفلات الأمني، وذلك من خلال طبيبة نفسية تقوم بعمل دراسة تحليل نفسي علي مجموعة وزراء النظام السابق للكشف عن الأسباب النفسية والدوافع الحقيقية وراء فساد حكمهم .