كانت ريم تنظر إلى المرآة فى أحد أتيليهات فساتين الزفاف بالإسكندرية بفرح، فها هى أخيراً استقرت على فستان الزفاف بعد صولات وجولات فى الأسواق ومحال العرائس، دارت «ريم» بفستانها أمام صديقاتها اللاتى حضرن معها لكى يخبرنها إذا كان هناك أى تعديلات يجب أن تتم فى الفستان، كانت «ريم» تستمع إلى تعليقاتهن بسعادة، ولكن فجأة انقلبت سعادتها إلى حزن عندما تذكرت أن هناك من غابت عن هذه اللحظة المهمة فى حياتها، «ماهينور المصرى» أقرب أصدقائها والمسجونة حالياً بعد خرقها قانون التظاهر. حتى لا تشعر بغيابها فكرت «ريم هانى» مع خطيبها «عمرو حاتم» أن تحمل «بوستر» أبيض مكتوباً عليه باللون الأسود: «الحرية لماهينور المصرى.. كنا نتمنى أن تكونى معنا»، باللغتين العربية والإنجليزية.. «كان كل أمنيتى إنها تبقى معايا فى وقت فرحى، زى ما كانت دايماً بتقف معايا فى أزماتى»، كلمات «ريم» يظهر فيها مدى الحنين والحب لصديقتها التى تعرفت عليها مع بداية ثورة 25 يناير ورأت فيها طاقة متحركة لمساعدة من حولها أياً كان انتماؤهم: «حبى ليها له ألف سبب وسبب، ماهينور جواها حب للناس كلهم، ودايماً بتساعد الناس كلها، فقراء، لاجئين، مصابى ثورة، من غير مقابل». محاولات «ريم» لإرسال صورة زفافها بالبوستر إلى ماهينور فى السجن، لم تفلح، حيث لم تسمح السلطات بذلك.