كآلاف الأفلام القديمة كانت سارة محمود تحلم بأن تقف أمام المرآة، بينما ثلاث أو أربع فتيات يحكن أطراف فستان زفافها، ويضعن اللمسات الأخيرة قبل أن تخرج لعريسها، لتظل محتفظة به إلى الأبد ومعه ذكرى غالية فى دولاب الزوجية، المشهد الذى كاد يختفى تماما خلال العشر سنوات الماضية بعد أن صارت موضة تأجير فساتين الزفاف هى الحل العملى الذى تلجأ له معظم المقبلات على الزواج، إلا أن موضة شراء فساتين الزفاف من مواقع الإنترنت منحت سارة فرصة الاستمتاع بهذا المشهد مجددا. تقول سارة إحدى العرائس اللائى اشترين فستان زفافهن من موقع على الإنترنت: إن حل تأجير الفساتين لم ينج من المغالاة فى الأسعار، بعد أن دخلت عدة أتيليهات كبيرة السوق بتشكيلات عالية الجودة، لكن سعر الفستان قد يبلغ 7 آلاف جنيه كاملة لإيجار الفستان "أول لبسة" أو "فرست يوز" كما اعتادت الفتيات أن تسميه. وتعنى فكرة إيجار المرة الأولى أن يقوم الأتيليه بشراء الفستان للعروس خصيصا وأن يظل محجوزا باسمها حتى ترتديه ثم تعيده للأتيليه الذى يقوم بتأجيره بعد ذلك لعرائس أخريات بسعر أقل. وتبدأ أسعار إيجار الفساتين المستوردة من أوروبا وأمريكا من 3000 جنيه لتصل إلى 7000 آلاف جنيه للموديلات الحديثة، ويقل سعر الفساتين المقلدة للماركات العالمية حوالى 1000 جنيها للإيجار العادى ويصل إلى 4000 جنيه لإيجار "الفرست يوز"، والتى تطلق عليها العرائس فساتين "الهاى كوبى". أما الفساتين التركية، فيصل سعر إيجارها إلى 2000 جنيه وحتى 3500 فى إيجار "الفرست يوز"، وأخيرا تأتى الفساتين السورى والتى تبدأ أسعار إيجارها من 800 جنيه وحتى 1500 جنيه لإيجار "الفرست يوز". ورغم أن الإقبال على فكرة الإيجار مازال شديدًا، إلا أن إطلاق عدد من مصانع تقليد الماركات العالمية فى الصين خدمة البيع عن طريق الانترنت شجع سارة وغيرها من العرائس الجريئات على خوض مغامرة الشراء عن طريق الإنترنت. فبعد رحلة بحث قصيرة على الإنترنت، اكتشفت سارة أن أسعار فساتين "الهاى كوبى" لا تزيد عن 2000 جنيها شاملة مصاريف شحنها والجمارك وتوصيلها إلى باب المنزل، أى بنفس سعر إيجار المرة الأولى فى معظم أتيليهات القاهرة والإسكندرية، فى حين أن أسعار الفساتين الأمريكية الأصلية تبدأ أسعارها من 6000 آلاف جنيها ويتم شحنها من الولاياتالمتحدةالأمريكية أى بنفس سعر إيجار المرة الأولى أيضًا. وتقول سارة إنه فضلا عن فكرة أن الإيجار صار بنفس سعر الشراء، فإنها لا تضمن إذا كان الأتيليه اشتراه جديدا أم تم ارتداؤه، كذلك فهى لا تضمن أن يتم حجزه فعلا لموعد فرحها أم لا. وتروى سارة أنها كانت خائفة جدا من فكرة أن تكون قد تعرضت لعملية نصب على الإنترنت، إذ يصل الفارق الزمنى بين دفع ثمن الفستان وبين تسليمه حوالى 45 يومًا وهى فترة تشير لها معظم مواقع بيع الفساتين على الانترنت كفترة تجهيز الفستان. استلمت سارة فستانها أحلامها بسعادة غامرة بعد تأخير أسبوعا كاملا كانت قد بدأت تستسلم فيه لفكرة أنها وقعت ضحية لعملية نصب. واختارت سارة موديلا مقلدا لفساتين ماركة "لاسبوزا" العالمية، وقد اختارت الفستان بعد أن قامت بتجربة موديل قريبا منه فى أحد أتيليهات الإيجار فى منطقة عباس العقاد. سعادة سارة بفستانها نابعة من أنها استطاعت أن تعدّل بعض التفاصيل فى موديل الفستان الذى اشترته، وتقول : "طلبت مع الفستان بوليرو من نفس القماش واخترت موديله بنفسى، وهذه ميزة أخرى ليست موجودة حتى مع فساتين الزفاف الأصلية". أما هدير فهى عروس أخرى قررت شراء فستانها من موقع أمريكى شهير على الإنترنت، وقالت: "قبل أن أشترى فستان الزفاف جربت الموقع فى فساتين سواريه لأضمن جودة الخامة ودقة تنفيذ الفستان، فقبل أن أقوم بشراء فستان زفافى اشتريت فستان سواريه لأختى، ووجدت أن الموقع جيد". دفعت هدير ما يقارب العشرة آلاف جنيها مصريا شاملة التوصيل والشحن والجمرك مقابل فستان يبلغ سعره فى الأتيليها حوالى 18 ألف جنيه. ترى هدير أن فكرة الشراء من الانترنت بها ثلاث صعوبات أولها أن العروس تقوم بأخذ مقاسات الفستان بنفسها، وقد قامت الشركة التى اشترت منها بإرسال فيديو تعليمى لكيفية أخذ المقاسات الصحيحة للعروس، أما الصعوبة الثانية فى أن تجد العروس شركة محل ثقة حتى لا تتعرض لعملية نصب، وأخيرا أن تجهيز الفستان يحتاج إلى 45 يوما على الأقل لذلك يجب على العروس أن تبدأ فى التعاقد على الفستان مبكرا. جرأة سارة وهدير هى قدرة لا تملكها كثيرات من العرائس التى ترغب فى الاحتفاظ بفستان زفافها بعد الزواج، لذا تلجأ بعضهن إلى عرض أتيليهات الإيجار فى شراء الفستان الذى ترغبه بسعر أعلى، ويبلغ الفارق حوالى 2000 جنيها، ففستان سارة الذى اشترته ب2000 جنيها دون طرحة أو جيبونة أو بوليرو، كان معروضا عليها بخمسة آلاف جنيها شاملا الطرحة والجيبونة. وتقول سارة :"بعض الناس تخاف، وليست لديها القدرة على الغامرة وهذا حل جيد بالنسبة لهم". فى ركن بعيد تقبع فساتين الزفاف المصرية الصنع خارج خارطة اهتمام العرائس، فهى من ناحية غالية الثمن ويصل سعر الفستان فيها إلى 7 آلاف جنيها للبيع، وحوالى 2000 جنيها للإيجار، كذلك فمعظمها مصنوع من خامة الساتان الثقيلة والتى تجعل وزن الفستان وحدة يتجاوز 7 كيلو جرام، كما أن موديلاتها غير متجددة مثل الفساتين المستوردة. وحين سألنا هدير عن رأيها فى الفساتين المصرية قالت إنها ليست موجودة تقريبا، فأماكن محدودة هى التى تعرض إيجار أو بيع فساتين الزفاف المصرية نظرًا للعزوف عنها.