في البداية، ليسمح لى القراء أن أكتب مقالى هذا باللهجة العامية لأني أعتقد أن الفصحى لن تسعفنى فى توضيح ما أريد قوله. طبعا كلنا شوفنا اللى حصل يوم الاحتفال بتنصيب المشير السيسى، وشوفنا بكل أسف اللى حصل فى ميدان التحرير، وطبعا شوفنا سيادة الرئيس وبوكيه الورد الأحمر وهو بيزور الضحية، وكلنا إتأثرنا بكلام سيادته، وفعلا هى حركة حلوة من شخص مسئول، بس ثانية واحدة الناس سابت اللى حصل وسابت كل حاجة وركزت فى بوكية الورد الاحمر ومدح سيادة الرئيس، لسه الملف منتهاش، ولسه حق البنت مجاش، فرحنا واحتفلنا و"هيصنا" وكله تمام بس المحصلة إن التحرش أصبح ماده إعلاميه جذابة للساده الجاهبزة فى الإعلام، بيتاجروا بيها كل يوم ويطبلوا بسببها للداخلية ولسيادة الرئيس، هل ده منطقى يا ساده يا أفاضل. مش هخوض كتير فى الجزئية دى لأن التطبيل فى الإعلام عندنا مدرسة سائدة، وقُتلت بحثًا، فنتكلم فى المهم فى صلب المشكلة، احنا ليه بنعمل فى بعض كده؟، مش هقول "ترضاها لأختك" ولا "كما تدين تدان"، أنا هسأل، إنت كده دكر، إنك تتحرش ببنت إنت كده دكر، إنك تتفرج على بنت بيتهتك عرضها وبتتهان وبيتعمل فيها أبشع أنواع الجرايم، ومتدافعش عنها تبقى انت كده دكر؟ إنك تسيب كل حاجة وتقعد تصور حفلة إنتهاك عرض لبنت مصرية أيا كنت، مواطن أو صحفى أو ناشط، هل ده وقت تصوير أو ده موقف هيضيفلك حاجة فى رصيدك فعلا، هيضيفلك إنك تبتدى تفكر فى تغيير نوع الجنس فى البطاقة. أما المتحرش بقى فده أصلا أكيد مش راجل أساسا لسبب إن البنت بطبيعتها مهما بلغت من قوه ولسان طويل وبنيان قوى فهي كائن ضعيف، ربنا خلقها كدة، قوة الأنثى تظهر فى حاجات تانية كتير غير العنف، إنت بقى يا دكر بتستعرض قوتك عليها، يبقى أنت أكيد أصلا بتاخد على "أفاك" من طوب الأرض، علشان كده بتستقوى عليها. انت ازاى كده؟، معقولة فى ناس مصريين وصلوا لكده، محدش يقولى أسباب نفسية، ولا حد يقولى لبس البنات أو سلوكياتها أو الكلام الأهبل ده، إنت راجل يعنى تتحكم في نفسك، معرفتش تتحكم فى نفسك فأكيد إنت عارف حلك إيه. زمان واحنا صغيرين كانوا يقولولنا المصرى يعنى الشهامة والرجولة والدم الحامى والنخوة، وأشهر جملة كانت فى جيلى لما أبو بنت من زمايلنا يقفشنا مع بنته ويوقلك انت بتكلم بنتى ليه يا ولد، كان الرد التلقائى بيكون، يا عمو دى زى إختى، طبعا الكلام ده مبقاش موجود دلوقتى، ماعدش حد بيتقفش ولا عد حد بيدور ورا بناته أصلا بكل أسف .. كنا لما يكون فى بنت عايزين نتعرف عليها كنا نعمل تمثيلية مشهورة جدًا، شوية شباب يعاكسوها وهنا يظهر البطل ويتشاكل معاهم ويقولها هوصلك عشان أتطمن عليكى لحد يعاكسك تانى، وهنا الولد بقى بطل فى عين البنت أما دلوقتى لو شاب شاف بنت بتتعاكس يا هيصور يا هيعاكس معاهم يا هيعمل عبيط أو أعمى على حسب الموقف. راحت فين القيم اللى اتربينا عليها، دى مش معقولة كنتوا بتضحكوا علينا واحنا عالم ضايعه بالشكل ده، للدرجدى احنا شرفنا بقى رخيص أوى كده عندنا، أيوه شرفنا متستغربوش البنات هما شرفك البنت دى تبقى أمك وأختك وبنتك وبنت خالتك وبنت عمتك شرفك، وعرضك يهون عليك كده أو تصوره أو تتفرج عليه وتعمل مش واخد بالك، أنا بتخيل إن الحيوانات دلوقتى ممكن تكون مشمئزه مننا، تخيلوا. الكارثة فى الموضوع إن البنت فى نظر الشاب بقت عبارة عن جسم وبس قابل للإفتراس فى أى لحظة، إنت متخيل إن فى بنات ممكن تمشى 50 كيلو فى اليوم عشان متركبش مواصلات، يا عالم هيحصلها فيها إيه ويا ريتها بتسلم وهى ماشية من المعاكسات، سواء محجبة أو منقبة أو بدون حجاب، كله بيتعاكس وبيتحرشوا بيهم وبيوصل الموضوع لاغتصاب أمام العلن، والناس خايفة تدخّل، يوقلك يا عم ليكون معاهم حاجه يعورونى بيها. البنت أيا كانت هى بشر، وفيهم الصالح وفيهم الغير صالح، بس انت اعمل ما يرضى الله أولًا ثم ما يرضى رجولتك ثانيا، وصدقنى مفيش أجمل من إن البنت تبقى واثقة فيك ومش خايفة على نفسها منك، حتى لو متعرفكش، بس انت ممكن تحسسها بحاجات حلوة كتير تخليها تحترمك. يعنى لو بالصدفة انت ماشى وأدامك بنت، متتكلمش، متعاكسش، بل بالعكس ابعد عنها أو اسبقها، هى يمكن حتى متقولكش شكرًا بس من جواها هتقول إنسان محترم، لو شوفت حد بيعاكسها متسكتش، ولو خايف جمع اللى حواليك واحموها، مارس دورك كراجل فى حمايتها، خليها متخافش، خليها تطمن، حسسها إن الدنيا فيها خير وفيها شباب محترم. ربنا سبحانه وتعالى كرّم المرأه هتيجى انت وتهينها.