عقد مجلس إدارة هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار اجتماعًا، صباح أمس الثلاثاء، برئاسة خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وحضور ولاء شتا الرئيس التنفيذي للهيئة وأعضاء مجلس الإدارة، وذلك بمقر الوزارة. في بداية الاجتماع، قدم وزير التعليم العالي، الشكر لدكتور عماد حجازي على فترة توليه رئاسة صندوق العلوم والتكنولوجيا قبل تحويله بقرار جمهوري لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار لما قدمه من أداء وجهد لتطوير البحث العلمي خلال فترة عمله وكذلك جميع أعضاء الصندوق من الشخصيات العلمية المتميزة، كما هنأ الدكتور ولاء شتا لتوليه رئاسة الهيئة. وأكّد وزير التعليم العالي، تطوير العمل بالهيئة خلال الفترة المقبلة من حيث الدقة في اختيار المشروعات المقدمة وسرعة الأداء، للوصول لنتائج قابلة للتطبيق، والمتابعة المستمرة للأبحاث، وتطوير الهيكل الإداري للهيئة، والاستفادة من الخبرات السابقة لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها الدولة المصرية من البحث العلمي بدعم الباحثين المتميزين وربط البحث العلمي بالصناعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعمل بيئة محفزة للابتكار والاستثمار وإنتاج المعرفة. وأشار إلى الجهد الكبير الذي بذلته الوزارة لتسهيل مهمة عمل الهيئة من حيث إجراء التعديلات التشريعية المناسبة وتوفير الدعم المادي والفني، وذلك بهدف خلق مناخ ملائم لدعم جهود الباحثين المصريين واطلاق طاقاتهم البحثية المتميزة. وخلال الاجتماع، أعلن وزير التعليم العالي إطلاق الهيئة 4 نداءات لتمويل مشروعات بحثية في عدة مجالات تماشيًا مع الأهداف الاستراتيجية لخطة الدولة 2030، ومدتها 3 سنوات، وهي: النداء الأول ل"كوفيد -19"، والثاني لإنشاء وتمويل وحدات نصف صناعية، والثالث للعلوم الأساسية، والنداء الرابع للدراسات العليا. وأوضح "عبدالغفار"، أنَّ النداء الأول "كوفيد -19" موجه لتمويل الأبحاث الخاصة بجائحة فيروس كورونا المستجد، ويستهدف إجراء المزيد من الأبحاث العلمية ذات المردود المباشر للوصول لمنتج آمن وفعال، ودراسة تطور الوباء وحركته وتوزيعه الجغرافي المتغير، كما يهدف النداء للعمل على تحسين كفاءة منظومة الرعاية الصحية للحد من انتشار العدوى، مضيفًا أنَّ الوزارة تسعى من خلال هذا النداء لتشجيع إجراء مزيد من الأبحاث لإيجاد حلول علمية للحد من الآثار الضارة للجائحة، وتخفيف الآثار السلبية الناجمة عنه صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. وأكّد "عبدالغفار"، أنَّ الباحثين المصريين يمتلكون الآن المادة العلمية الهائلة والبيانات والخبرات التي تكّونت لديهم في محاولاتهم للوصول إلى إنتاج لقاحات وأمصال وبروتوكولات تشخيصية وعلاجية لهذا الفيروس، ويمكنهم الاستفادة منها في إجراء المزيد من الدراسات لمعالجة تداعيات الفيروس والآثار السلبية التي نتجت عنه، مبينًا أنَّ الفترة الماضية شهدت تطويرًا في أساليب وأنواع التحاليل والوسائل التشخيصية وتمّ استحداث وتطوير بروتوكولات علاجية مختلفة وبالتالى بات من المهم مراجعة الفرضيات العلمية والآراء والنتائج الخاصة بالفيروس وإجراء التغييرات والتعديلات طبقًا لآخر المستجدات واتخاذ قرارت مبنية على الدليل العلمي، واستكمالا للأبحاث التي شملها النداء الذي أطلقته الهيئة مارس الماضي ببداية ظهور الجائحة. وبموجب النداء، تمول الهيئة مشروعات تصل إلى 3 ملايين جنيه للمشروع الواحد من جهة منفردة، وتمويل مشروعات تصل إلى 10 ملايين جنيه للمقترحات البحثية متعددة الجهات، فضلًا عن تمويل يصل إلى 30 مليون جنيه لمشروع واحد "mega project". كما أعلن وزير القوى العاملة، عن إطلاق الهيئة نداء بحثي بتمويل وإنشاء وحدات نصف صناعية، وذلك للمرة الأولى التي يطلق فيها مثل هذا النوع من النداءات ويستهدف ربط البحث العلمي بالصناعة وزيادة تنافسية الصناعة الوطنية وتحسين الربحية من خلال تعميق التصنيع المحلى بالشراكة بين القطاع الصناعي والبحث العلمي. وأشار "عبدالغفار"، إلى أنَّهذا النداء يهدف للمساهمة في تخفيض الواردات المصرية السنوية من المواد الخام والكيماويات المتنوعة، مؤكّدًا وضع المنتج المصري وصناعة المواد الاستراتيجية الأكثر استهلاكا سنويًا على رأس أهداف الشراكة الفعالة بين القطاع الصناعي والبحث العلمي في مصر. وتتولى الهيئة بالتعاون مع شركاء الصناعة تمويل هذا النداء بمبلغ يصل إلى 50 مليون جنيه للوحدة النصف صناعية المقترح تقديمها وإنشائها. كما أعلن وزير التعليم العالي، إطلاق الهيئة نداء لتمويل العلوم الأساسية في مجالات "الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء"، مؤكّدًا أنَّ إطلاق هذا النداء يستهدف تحفيز البحث العلمي في مجال العوم الأساسية وبناء مجموعات بحثية مبتكرة قادرة على مواجهة التحديات والإرتقاء بمستوى البحث العلمي في هذه المجالات. وتعتمد الهيئة تمويل يصل إلى 3 ملايين جنيه للمشروعات والمقترحات البحثية المقدمة، مع إعطاء الأولوية للمشروعات المقدمة فى الفروع الحديثة بالعلوم الأساسية. ويخصص النداء الرابع للدراسات العليا لجميع الباحثين بمرحلتى الماجستير والدكتوراة بتمويل قدره 250 ألف للماجستير، و350 ألف للدكتوراةوتم الاتفاق خلال الاجتماع على تنظيم ورش ودورات تدريبية للراغبين فى التقدم للنداءات لتأهيلهم، وكذلك بحث تخصيص مكتب بكل جامعة لتوجيه الباحثين من أصحاب الأفكار البحثية المتميزة لتقديم أبحاثهم بالنداءات والمنح المعلنة بالداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم لهم. حضر الاجتماع، ياسر رفعت نائب الوزير لشؤون البحث العلمي، أيمن عاشور نائب الوزير لشؤون الجامعات، محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي، محمد لطيف أمين المجلس الأعلى للجامعات، صديق عبدالسلام أمين مجلس الجامعات الخاصة.