سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لو القرد مات «هاشم» يشتغل إيه؟: «ادرب كلب واشتغل حاوى» يعامل الحاوى كلبه «روى» كأنه أحد أبنائه لأنه سبب أكل عيشه والكلب يسمع كلامه حسب التدريب الذى تلقاه على يديه
على غير العادة ساد الهدوء شارع «فيصل» رغم المقاهى الممتلئة عن آخرها، وفجأة قطع الهدوءَ صوتٌ قادمٌ من منتصف الشارع: «فى إيدى نار، لا بتتاكل ولا تتشرب، لو طالت البيت بتحرقه ولو طالت البخيل بتولع فيه، وعشان لقمة العيش المُرَّة أنا هاكلها نار، وأطفيها نار، تولع فى بيتك النار ياللى ما تآمن بالله، هوب».. كلمات قالها الحاوى محمد هاشم هو وابنه «فطوطة»، ثم أخرج ناراً من فمه، ورقص «فطوطة» مع الكلب «روى» الذى خرج من شنطة صغيرة يمسكها الحاوى. صفق الجميع، خرج بعض العمال من المحال والتفوا حوله لمشاهدة جزء من العرض: «فيه ناس فاكرة إن الشغلانة انقرضت، هى موجودة بس اتغيرت عن زمان، زمان كان الحاوى معاه قرد مش كلب، بس المهم الناس تنبسط». «أنا بحرق فيه بقى ليه؟، عشان أربى عيالى بلقمة حلال، عايز تعرف الكلب ده معانا بيعمل إيه؟ ده له لعبتين، أول لعبة نومة العازب، يعنى عنده ذكاء وبيفهم، وتانى لعبة يقلد ويرقص زى فيفى عبده تمام، مانتش صغير يا روى، أصغر منك فى أمريكا بيسوق طيارة» قالها الحاوى فاستجاب الكلب ونزل من على كتفه، وتراقص وتمايل، ثم دخل الشنطة واصطنع النوم. «روى» كلب ذكى وأفضل من القرد، حسب «هاشم»، كما أنه أليف ولا يؤذى أحداً: «الحكومة مانعة موضوع القرد ده، عشان شرس شوية، وأنا كان عندى قرد ومن ساعة ما مات، بشتغل مع اللولو، لأنه بيفهمنى وبيدرب معايا بسرعة، وبعتبره عيل من عيالى، وبينام معايا فى البيت، لأن ربنا جعله وسيلة آكل بيها عيش». علاقة «هاشم» ب«روى» كعلاقة الأستاذ بالتلميذ، يأخذ «روى» تدريباً لمدة شهرين حتى يكون قادراً على العمل: «طبعاً فى الأول بيتعبنى شوية، بيكون خايف، لكن بعد مدة بيفهمنى كالإنسان بالظبط»، يقولها «الحاوى» ثم يوجه كلامه مخاطباً «روى»: «اقعد على حيلك، انتباه يا كلب، واخرج برّة الشنطة».. بعدها يخرج الكلب من الشنطة وهو يهز ذيله.