فى كل الأحوال والأوقات، يظل حسام البدرى علامة من علامات التدريب المصرية، علاقته بالأهلى متقلبة الأطوار، ما بين شد وجذب، اقتراب وابتعاد، فى كل مرة يطرح اسم البدرى لتولى مهمة القلعة الحمراء تثار الأقاويل، خاض تجربة «نارية» فى ليبيا، ودخل فى تحدٍ جديد مع المنتخب الأولمبى، البدرى تحدث ل«الوطن» عن المنتخبين الأولمبى والأول، وعن محمد يوسف وتجربة ميدو، ونادى الزمالك. ■ هل كنت تتوقع حجم الصعوبات داخل المنتخب الأولمبى؟ - توقعت هذا، لأننى انتقلت من مرحلة إلى أخرى، من منتخب الشباب إلى الأولمبى، بما فيها من اختلافات كثيرة، لأن هناك لاعبين اختفوا وآخرين ظهروا، بجانب أن هناك عدداً من اللاعبين يصعب التعرف عليهم حالياً بسبب ارتباطهم مع الأندية. ■ لكنك قمت بضم عدد كبير من اللاعبين خلال المعسكرات الأولى؟ - هذا صحيح، لأننى أرغب فى التعرف على أكبر عدد ممكن من اللاعبين، العمل فى هذه المرحلة صعب للغاية، لأنك محكوم بأعمار سنية محددة، وقد تجد المجموعة المميزة مع الأندية مرتبطة باللعب فى الدورى العام والبطولات الأفريقية، فتضطر لضم لاعبين آخرين لا تعرف إن كانوا معك فى المستقبل أم لا، فتجدنى مجبراً على إيجاد البديل، وفى العموم العمل فى المنتخب الأولمبى أصعب من منتخبات الشباب. ■ لماذا؟ - فى منتخبات الشباب، من السهل عليك أن تؤجل دورى القطاعات 19 و17 سنة، ولكن فى الأولمبى، اللاعبون يكونون مع الفريق الأول، ولا يمكن تأجيل أو إلغاء الدورى الممتاز، وما يزيد من صعوبة الأمر، أنهم لا يشاركون بانتظام، والوضع الراهن فى المنتخب الأولمبى صعب للغاية، لأننى لا أمتلك قواماً مستقراً للفريق. ■ هل تدريب الأندية أسهل من المنتخبات؟ - لا توجد قاعدة ثابتة لهذا الأمر، داخل النادى الكبير القوام الأساسى للفريق يضم لاعبين كباراً، ووقتها تتعامل معهم وتحتك بهم يومياً، ولكن مع الفرق الصغيرة يصبح تدريب المنتخبات أسهل، خصوصاً المنتخب الأول، لما به من قاعدة عريضة، وباختصار تدريب الأهلى والزمالك أسهل من المنتخبات. ■ توليت مهمة تدريب الأهلى بكل ما يمتلكه من لاعبين كبار، والآن شباب المنتخب الأولمبى، ما الفارق بين تدريب النجوم والشباب؟ - عند تدريب اللاعبين الشباب، يكون هناك تحدٍ خاص، لأننى أقوم ببناء فريق، وتكوين شخصيتهم داخل الملعب وخارجه، وبالتالى أستعيد معهم مخزوناً فنياً وتكتيكياً، أما اللاعب الكبير، فيمتلك الخبرات الفنية والذهنية ويحفظ كل هذه الأساسيات. ■ كيف ترى مستقبل المنتخب الأولمبى؟ - لا يمكن أن أقطع أى وعد بشأنه، تعاقدت لتدريب الفريق من أجل التأهل للأولمبياد، وإذا أخفقت ستكون التجربة غير ناجحة، ولكننى سأعمل على تحقيق الهدف، على الرغم من أنه من الممكن أن تكون «القماشة» التى تحقق الهدف غير متوافرة معى حالياً، ولكننى سأسعى لتحقيقه. ■ هل ترى أنه تحدٍ خاص بك؟ - بالتأكيد، لأننى قد لا أمتلك اللاعبين الذين يساعدونى لتحقيق التأهل، ولكنها تجربة وستحسب علىّ كمدرب، ولكننى قبلت التحدى، وسأسعى لتحقيق الهدف، حالياً لا يمكن أن أحدد موقع المنتخب الأولمبى بين أقرانه، ولكننى عندما أقف على أرض صلبة، سأحدد أين يقع، وما طموحاتى مع الفريق. ■ هل أنت نادم على تولى مهمة المنتخب الأولمبى؟ - لو ندمت لن أعمل، هو تحدٍ كبير لى، وأسعى للنجاح لإضافة شىء للكرة المصرية ولرصيدى، وهذا سؤال يسعدنى لأنه تقدير لى، ولكن المنتخب الأولمبى شىء كبير جداً فى مصر، وأسعى كى أنجح معه. ■ هل المنتخب الأول ضمن طموحاتك؟ - بالتأكيد، ولكن ليس الآن، عندما «يشاء ربنا»، الجهاز الفنى الحالى جهاز كبير يقوده مدرب قدير، لذا يجب أن نسانده حتى تعود الكرة المصرية مجدداً لتسيد أفريقيا. ■ ننتقل لمفاوضات الأهلى؟ - لا يمكن أن أتحدث عن هذا الأمر، قد يكون اسمى مطروحاً لدى مسئولى الأهلى، ولكننى أستمع إليه مثل الجميع، أنا فى مكان محترم ويجب أن أحترمه، ولا أتحدث عن كيان آخر، لأن هذه طباعى، لا يمكن أن أقلل من احترام المكان الذى أعمل فيه حالياً. ■ لكن البعض يعلق على طريقة خروجك من الأهلى فى ولايتك الأخيرة؟ - هذا كلام غريب، خرجت من الأهلى بكل احترام وحافظت على الكيان الذى عشت وتعلمت فيه، لهذا سأرحل و«أنا ساكت»، ولكننى بشكل عام ظلمت كثيراً فى الأهلى. ■ ومن ظلمك: الإدارة أم الجماهير؟ - لن أتحدث فى تفاصيل، ولكننى ظلمت فى الأهلى كثيراً، ورحلت فى صمت حفاظاً على المكان والكيان. ■ كيف ترى تجربة محمد يوسف مع الأهلى؟ - «يوسف» بالتأكيد عمل فى ظروف صعبة، والظروف التى كانت موجودة فى النادى هى التى وضعته فى المكان الذى كان به، وهو تقبل هذا، وهذا شىء يحسب له. ■ أى ظروف تلك التى تتحدث عنها؟ - لو كانت الظروف المادية وغيرها طبيعية، لكان هناك تفكير فى مدرب آخر، أو مدرب أجنبى، ولكن الأمور سارت فى طريقه وهو تقبل المسئولية. ■ وهل استفاد «يوسف» من التجربة؟ - يوسف «كسب وخسر»، كسب لأنه درب الأهلى وصنف على هذا الأساس، وخسر لأن فى الفترة الأخيرة خرج بشكل قد يؤثر عليه مستقبلاً، لأن المطالب برحيله زادت وكانت واضحة ومتواصلة. ■ ما تقييمك لتجربة ليبيا؟ - أضافت لى الكثير، وتجربة رائعة وناجحة بكل المقاييس، لأنها التجربة الخارجية الثانية لى، مع شعب وثقافة مختلفة، وقمت بعمل طفرة فى البنية التحتية للنادى، لدرجة أنها نالت إشادة أحد الوفود الإسبانية التى زارت النادى، وكانت هناك مفاوضات للعودة مجدداً، ولكننى رفضت احتراماً للمكان الموجود فيه حالياً. ■ ما الذى يمنع أن تحقق هذه الطفرة فى الأفكار فى مصر؟ - لا يوجد مانع، عندما وجدت فى الأهلى، كان هناك تفكير للتطور، سواء فى البنية التحتية أو الملعب الخاص، وليس الأهلى فقط كل أندية مصر يمكنها التطور ولكن عندما يعود الاستقرار مجدداً. ■ إلى أى مدى تأخرت الكرة المصرية فى الفترة الماضية؟ - الكرة المصرية تأخرت عشر سنوات، نحتاج لوقت طويل جداً، وعمل شاق للعودة لما كنا عليه قبل أربع أو خمس سنوات، ولكننا نمتلك النوعية التى يمكنها العودة مجدداً بشرط العمل. ■ هل يمكن أن تتولى مهمة تدريب الزمالك؟ - لِم لا، لو توافرت فرصة فى توقيت معين، يمكن أن أفكر وأدرس العرض، ولا مانع عندى فى ذلك. ■ ما رأيك فى تجربة «ميدو» مع الأبيض؟ - تجربة جيدة وجريئة من نادى الزمالك أن يتولى «ميدو» المهمة وهو فى هذه السن، لكننى لا يمكن أن أحكم عليه فى الوقت الحالى حتى لا أظلمه، يجب أن نمنحه الوقت الكافى حتى نحكم على التجربة فنياً، خصوصاً أنه يمتلك الشخصية والخبرات التى اكتسبها كلاعب.