بدأ مشواره مع كرة القدم كبيراً، فقد رفض والده السيد جودة رمزى، انتقاله إلى الترسانة، وصمّم على أن مكان ابنه الطبيعى داخل النادى الأهلى، وقد كان.. خاض رحلة احتراف طويلة استمرت ما يقرب من 15 عاماً فى الملاعب الأوروبية، منحته لقب أمير المحترفين.. اعتزله الإعلام المصرى لاعباً ومدرباً فى ظاهرة غريبة لا ينكرها.. لعب لأبرز الأندية الألمانية وكان أغلى لاعب مصرى وعربى عام 1994.. طموحاته فى عالم التدريب تساوى نجوميته كلاعب داخل المستطيل الأخضر.. هانى رمزى المدير الفنى لوادى دجلة وقائد المنتخب الأولمبى السابق كسر الصمت، وتحدّث ل«الوطن» عن تجربته مع ليرس البلجيكى ومغامرة دجلة وحلمه مع الأهلى، كاشفاً كواليس أولمبياد لندن وما جرى معه قبلها وبعدها. * فى البداية، لماذا العودة إلى مصر والدخول فى تجربة جديدة لك مع دجلة؟ - فى الأساس، أنا مستشار فنى لشركة وادى دجلة لكرة القدم، التى تشمل أندية وادى دجلة وليرس وتيرن أوت، وهناك بند يتيح لمجلس الإدارة الاستعانة بى فى قيادة أى فريق من الثلاثة فى حالات الطوارئ، وبالفعل عرض علىّ ماجد سامى تولى مسئولية وادى دجلة خلال الفترة الحالية، مستغلاً وجودى فى مصر لقيادة الفريق فى الثمانى مباريات المقبلة، وهو ما رحّبتُ به على الفور. * ألا تراها مغامرة أن تتولى مسئولية دجلة فى ظروفه الحالية؟- بالتأكيد مغامرة، ولكنى آمل فى فتح باب الانتقالات خلال الفترة المقبلة لتدعيم الفريق بعد رحيل ما يقرب من 20 لاعباً قبل انطلاق الدورى، وأنا أعلم أن الأمور صعبة، ولكن المدرّب يحتاج دائماً إلى المغامرة، وأنا أنظر إلى تجربة دجلة على أنها تحدٍّ جديد. * هل هى مشابهة لتجربة ليرس أيضاً؟ - إلى حد كبير، ولكن ليرس كان أمامه 14 مباراة، أما دجلة فلديه ثمانى مباريات فقط، بجانب أن مجموعة دجلة فى الدورى صعبة للغاية، لكن البداية أمام حرس الحدود ليست سيئة بالتعادل، لكننا نسعى للأفضل. * وما كواليس تجربة ليرس؟ - أنا أحب ماجد سامى وأحترمه، وبالتالى توليت المسئولية، ولكن الأمور كانت صعبة إلى حد كبير، خصوصاً مع وجود لاعبين مصريين ومدرب مصرى بدأت الجماهير تتعامل بشىء من الضغط على الفريق وعلى اللاعبين، وحتى مع ماجد سامى نفسه، بسبب وجود هذا العدد من اللاعبين المصريين فى الفريق. * البعض اعتقد أن تجربة ليرس وضعت قدمك كمدرب فى أوروبا، فهل تعرقلك العودة؟ - التعاقد مع شركة وادى دجلة كان له دور فى ذلك بالطبع، ولكن كما قلت لك هو تحدٍّ جديد، وراضٍ عن تجربتى مع ليرس، لأنها فتحت باباً جديداً لى، وبعض الأندية الألمانية سألتنى بالفعل عن موقفى خلال الفترة المقبلة، ورأيت أن الفترة المقبلة فى ليرس لن تضيف لى الكثير، فقرّرت أن أخوض التجربة مع دجلة. * موقفك يذكرنى بتجربة سامى الجابر مع أوكسير الفرنسى، هل من الممكن أن تعيدها؟ - كما أشرت إليك، هناك عدد من العروض الخارجية بالفعل، من ألمانيا ومن الإمارات، وبداخلى رغبة للعودة إلى أوروبا فى الموسم المقبل، سواء عن طريق ليرس أو أحد الفرق الألمانية أو البلجيكية، ولن أتخلى عن طموح التدريب فى أوروبا، وأحياناً تحتاج للعودة إلى الوراء لتكون نقطة انطلاق للأمام. * ذكرت فى حديثك أنك تمتلك عروضاً من أندية ألمانية، فماذا عنها؟ - لا توجد عروض واضحة أو محدّدة، ولكن هناك عدداً من الوكلاء سألونى عن مستقبلى فى أوروبا، وإمكانية عودتى للعمل فى أوروبا، وأجبتهم بأنى أجلت كل شىء حتى يونيو المقبل. * كيف ترى خطوة حسن شحاتة فى «ميونيخ 1860»؟ - أنا سعيد جداً لهذه الخطوة، لأن «ميونيخ 1860» من الفرق التاريخية الكبيرة فى ألمانيا، وأخرج لاعبين كباراً أمثال توماس هاسلر وأوليفركان، بجانب امتلاكه ملعباً رائعاً وجماهير كبيرة، وفى المجمل وجود حسن شحاتة هناك فخر كبير لنا جميعاً كمصريين. * هل تعتقد أن حسن شحاتة سيضيف إلى «ميونيخ 1860»؟ - بالتأكيد، لأنه مدرب عالمى واسم كبير، وبالتأكيد ستكون له بصمة، وأتوقع له النجاح. * كيف ترى تجربة الثلاثى «صلاح» و«الننى» و«حجازى»، وهم من خريجى مدرستك التدريبية؟ - أنا سعيد للغاية بما يقدّمه «الننى» و«محمد صلاح»، والثانى سينتقل إلى أحد الأندية الكبيرة فى إسبانيا أو إنجلترا أو إيطاليا، لأنه يقدّم مستوى رائعاً، ويمتلك ما يؤهله للتألق فى أوروبا. * والننى؟ - مدرب بازل مورات ياكين، صديق شخصى لى وكان زميلى فى كايزسلاوترن، وأنا على اتصال دائم به، وآخر مكالمة بيننا كانت عقب مباراة توتنهام، وباركت له على الصعود، وهو دائم الإشادة ب«الننى»، والدليل أنه طلب شراءه بصورة دائمة. * ما سبب تألق الثنائى من وجهة نظرك؟ - بازل كان يعلم جيداً ماذا يريد من محمد صلاح، قبل ضمه، وعندما لعبنا مع الفريق السويسرى ودياً أخبرنى المدير الفنى أن «صلاح» لن يبق فى بازل أكثر من موسمين، مثلما فعلوا مع «شاكيرى» الذى انتقل إلى «بايرن ميونيخ» مقابل نحو 12 مليون يورو، والآن «صلاح» وصل سعره إلى 4 أو 5 ملايين يورو، وسينتقل إلى أحد الأندية الكبيرة خلال شهور. * نعود إلى حجازى. - أنا على اتصال دائم بأحمد حجازى، وسيعود إلى الملعب خلال أيام، وأؤكد لك أن «حجازى» سيحقق نفس ما حققه «الننى» و«صلاح».* مَن غير الثلاثى من جيلهم كان يستحق الاحتراف؟ - صالح جمعة، لاعب صغير فى السن وإمكانياته كبيرة، وأرى أنه لا بد أن يحترف حالياً، وإذا لم يخرج بعد كأس العالم المقبلة، ستكون مشكلة كبيرة بالنسبة له. * هل ترى أنه سيُحقق ذات النجاحات، خصوصاً أن عقليته مختلفة بعض الشىء؟ - السمات الشخصية والنفسية هى التى تحدّد مقياس نجاح اللاعب، فمن الممكن أن تؤثر الأزمات الخارجية عليه وعلى مشواره. أعتقد أنه يحتاج إلى شخص ناضج بجانبه ليُرشده إلى الطريق الصحيح فى أوروبا، لأن نجاحه فنياً ليس صعباً. * عملت مع المنتخب الأولمبى فى ظروف صعبة، فماذا عنها؟ - الظروف التى مررنا بها صعبة للغاية، ومنها عدم وجود نشاط كروى فى هذه الفترة، وكنا نتدرب أثناء حظر التجول وما أدى إلى دخولنا فى معسكرات طويلة المدى، بالشكل الذى أصاب اللاعبين فى هذه السن بالملل، بالإضافة إلى الهجمة الإعلامية غير المبرّرة على الفريق وعلى الجهاز الفنى لدرجة التشكيك فيهم أخلاقياً.[FirstImage2] * هل كان هناك أى تقدير من المسئولين لهذه الظروف؟ - بالعكس، لم يكن هناك تقدير من المسئولين لأى شىء، لقد عملنا عامين ونصف العام تقريباً، لم يسأل عنا أى شخص، ولم يأتِ مسئول واحد لمشاهدة مباراة أو تدريب، خُضنا مباراتين باسم منتخب مصر الأول أمام النيجر، وحققنا الفوز على أرضنا، وخسرنا أمام سيراليون فى الدقيقة الأخيرة، ولم يكن هناك أى تقدير لهذه التضحيات، لدرجة أن أياً من المسئولين لم يكلف نفسه ليقابلنا بالمطار بعد العودة. * ألم يكن هناك أىّ تجاوب من الاتحاد؟ - دعنى أخبرك أن التقدير الذى حصلت عليه من اتحاد الكرة تجاه كل ما سبق هو أننى دفعت من جيبى الخاص 50 ألف جنيه غرامة عن مشكلة تتعلق بخوض مباراة بعيداً عن الشركة الراعية. * بمناسبة الشركة الراعية، كثر الكلام وقتها عن أنك تريد اللعب مع منتخبات بعينها، هل من رد؟ - لا أريد الحديث فى هذه الأمور، الحمد لله الكل يعلم أن هانى رمزى أكبر من أن يرد على هذا الكلام، وكل ما كان يهمنى هو فترة الإعداد الجيّدة للاعبين، والشركة كانت تنظّم مباريات مع فرق من المستوى الثالث والرابع، ولم تكن تهتم بالفريق قدر اهتمامها بالتسويق والأرباح. * لماذا خرج هذا الكلام حولك أنت تحديداً؟ - لأن من نظّم للفريق مباريات قوية كانت شركة أخرى، هى التى فضّلتُ التعامل معها، وخرج كلام «سخيف» بأنى على علاقة بهذه الشركة السويسرية، وهو كلام عارٍ من الصحة، هذه الشركة أحضرت مباريات مع إسبانيا وبارجواى ومعسكراً على أعلى مستوى فى أبوظبى هو ما كنت أحتاج إليه، بالتالى هناك شركة تحترمك وتقدّم مباريات قوية، وأخرى كل همّها التجارة وجمع الأموال، وأنا كنت أنظر إلى مصلحة فريقى. * البعض اتهمك بمحاربة ربيع ياسين فى منتخب 2009، والاستيلاء على منصبه؟ - بالعكس؛ منتخب 2009 لم يكن فى حساباتى، لقد كنت أعمل فى إنبى وأشعر بالاستقرار، ووزير البترول وقتها المهندس سامح فهمى، رفض التخلى عنى لجهاز المنتخب، ووافق بعد إلحاح كبير من المسئولين. * لماذا إذن خرجت هذه الأقاويل؟ - لا أعرف، أنا لست مسئولاً عما حدث، كما ذكرت لك أننى كنت أعمل مع إنبى ومستقر فى عملى، ولم أكن «خالى شغل» حتى أقفز على عمل زميل، ومن أحضر «سكوب» فى الأساس هو الكابتن «الجوهرى» رحمه الله، وربيع ياسين عمل مع «سكوب» لفترة، ولكن لأسباب لا أعرفها تم إبعاده وعُرض الأمر علىّ، وحدث ما ذكرته لك. * كيف ترى المنتخب الأول حالياً؟ - أقدّر «برادلى» كثيراً، فهو رجل بكل معانى الكلمة، ويعمل فى ظروف صعبة جداً، لا يتحمّلها أى مدرب، سواء مصرى أو أجنبى، ولكنه يمتلك الإصرار والجراءة والتنظيم، ولديه هدف محدّد يريد الوصول إليه، وصراحة لا أعرف سبب الهجوم عليه. * ممكن بسبب عدم التأهل لبطولة الأمم الأفريقية؟ - لكنه فى الوقت نفسه يسير جيداً فى طريق التأهل للمونديال، وربما الخروج من أمم أفريقيا فى صالحنا للتركيز على التأهل للمونديال، وأنا أرى أننا قريبون جداً من التأهل للمونديال، على الرغم من أنه لا يمتلك جيل حسن شحاتة، نحن فى مرحلة انتقالية بين جيلين، ونحقق هذه النتائج. * لماذا لا تفكر فى العمل بالأهلى؟- بالعكس؛ أتمنى العمل فى النادى الأهلى، لأنه نادٍ كبير وبيتى فى الأساس، ولكن هناك تقصيراً من جانبى، أنا لا أظهر فى النادى بشكل مستمر، وبالتالى أنا بعيد عن الصورة، وفى الوقت نفسه لا أحب الوجود، حتى لا يقال إننى أعرض نفسى وأريد «الشعبطة» فى أى منصب، وأنا لا أحب أن أضع نفسى فى هذه المواقف، لكن هذا لا يعنى أن الأهلى ليس فى طموحاتى. * هل تتابع الأهلى دائماً؟ - بالتأكيد؛ متابع لأخبار الفريق بما أنى أهلاوى، حتى وأنا فى الخارج. * وما رأيك فى قرار رحيل النجوم؟ - أرى أن الأهلى فكر بطريقة عملية واحترافية جداً، الوضع فى مصر لم يكن واضحاً، ومصير الدورى لم يكن واضحاً، والقرار الذى اتخذته إدارة الأهلى كان صحيحاً بنسبة 100%، واللاعبون على حق فى الرحيل خلال هذه الفترة. * وهل استفاد الأهلى من هذه التجربة؟ - بالطبع، على الجانب الفنى، هناك عدد كبير من اللاعبين استفادوا بالخروج إلى أوروبا، وعدد من اللاعبين تم تصعيدهم من قطاع الناشئين، وبالتالى الأهلى استفاد بشكل كبير من هذا القرار. * هل تفكر فى العودة للعمل مع منتخبات الشباب؟ - لا أعتقد، أنا أرى أن أفضل مَن يتولى مسئولية أحد منتخبات الشباب هو معتمد جمال، مع احترامى للجميع هو مدرب صاحب خبرة كبيرة، وعمل مع مدربين كبار، ويدرّب حتى من قبل هانى رمزى، لذا أعتقد أنه الأصلح لتولى المسئولية.. * هل تشعر أنك ظُلمت فى مصر ولم تأخذ حقك بالقدر الكافى؟ - من الممكن أن يكون هذا صحيحاً، وأنا أتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية بسبب ابتعادى عن الظهور الإعلامى وعدم الوجود بشكل مستمر، وهناك عدد من المدربين ينجح فى التعامل مع الإعلام أكثر من العمل داخل الملعب، والجزء الثانى أنه من الممكن أن يكون هناك بعض التعمّد لإبعاد هانى رمزى عن الأضواء. * طوال مشوارك، هل هناك شىء ندمت عليه؟ - لا، لا يوجد أى قرار اتخذته فى مسيرتى وندمت عليه، ولكن هناك بعض القرارات التى ندمت عليها أثناء ولايتى للمنتخب الأولمبى، كان يجب أن يكون هناك مزيد من السيطرة، خصوصاً فيما يتعلق بإحالة بعض أعضاء الجهاز إلى التحقيق. نقلا عن الوطن