"العودة إلى عصور الظلام"، كان هذا هو شعار أغلب محافظات مصر التي شهدت انقطاعًا للكهرباء، وصلت مدته إلى 6 ساعات في بعض المدن، بالتزامن مع موجة الطقس الحارة التي تشهدها البلاد. حيث شهدت محافظة الفيوم انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق بعد ظهر اليوم، لمدة وصلت إلى 20 دقيقة، وسط سخونة الجو الشديدة، وتوقفت المراوح وأجهزة التكييف عن العمل، في الوقت الذى شهدت فيه محافظة المنيا تصاعد أزمة غياب الكهرباء بشكل غير مسبوق، وصلت في عدد من قرى مركزي مغاغة وديرمواس، إلى 6 ساعات على فترات متقطعة، ففي مركز مغاغة، اشتكى أهالي قرى "آبا الوقف، والعباسية، وعباد شارونة، والشيخ زياد، ودهروط، ودهمرو، وميانة، وبلهاسه، وملاطية، وسيف النصر"، من انقطاع التيار الكهربائي، لساعات طويلة ليلًا ونهارًا، وعدم مراعاة ارتفاع درجة الحرارة، ولجأ بعضهم إلى النوم في شرفات منازلهم أو الشوارع؛ بسبب توقف المراوح. وفى الإسكندرية واصل التيار الكهربائي انقطاعه، اليوم، في ظل الموجة الحارة التي تجتاح المدينة، وزادت حالة الغضب والاستياء بين المواطنين الذين هربوا من الشوارع والتزموا منازلهم، وناشد المهندس محمد بكر، رئيس شركة كهرباء الإسكندرية، المواطنين ترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال، خاصة في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد خلال هذه الأيام، والتي يصعب قطع التيار الكهربائي لأكثر من ساعة متواصلة، خلال اليوم الواحد. فيما عاد مشهد انقطاع التيار الكهربي، يطل من جديد بمحافظة الغربية، لتعود العتمة للمنازل والشوارع، إلا أن هذه المرة، لم يكن الأمر تناوب في قطع التيار، حيث شهدت أغلب الأماكن انقطاعًا متزامنًا لفترات تتجاوز ال3 ساعات في المرة الواحدة، وشهدت العشرات من قرى مركز السنطة، قطع التيار لعدة مرات خلال اليوم الواحد، ولم تفلح محاولات المواطنين في الاتصال بمكاتب شركة الكهرباء، التي توحدت إجاباتها حول سبب الانقطاع، مؤكدة أنه يرجع لتخفيف الأحمال، وفي المقابل، تقدم عدد من محصلي الكهرباء بالغربية بمذكرة عاجلة لرئيس شركتهم، يؤكدون فيها رفض بعض المواطنين سداد فواتير الاستهلاك، احتجاجًا على قطع التيار وعدم انتظامه. كما واصلت أزمة انقطاع الكهرباء استمرارها على قرى ومدن محافظة الشرقية، ما دفع الأهالي إلى التهديد بالامتناع عن دفع الفواتير، وتسبب الانقطاع المتكرر في حالة من الغضب والسخط الذي اجتاح المواطنين، وجاء ذلك عندما استمر انقطاع التيار لأكثر من 5 ساعات بقرى مركز القنايات، ففي مركز أبو حماد، شكا الأهالي من تعرض أجهزتهم الكهربائية للتلف واستغلال البلطجية لفترات انقطاع الكهرباء لسرقة المارة بالإكراه، وبخاصة على الطرق السريعة أمام قرية وادي الملاك، مشيرين إلى أن انقطاع الكهرباء يتعدى 3 و 4 مرات في اليوم، وتتراوح مدة الانقطاع ما بين ساعتين إلى ساعتين والنصف في المرة الواحدة، في الوقت الذى يعاني فيه المرضى في بعض المستشفيات العامة والوحدات الصحية المختلفة بمدن ومراكز المحافظة، من ارتفاع درجة حرارة الجو وتوقف الأجهزة الطبية عن العمل، نظرًا لعدم وجود مولدات طواريء وهو ما يؤثر بالسلب على حالتهم الصحية ويهدد حياتهم بالخطر. واستمرت أزمة انقطاع الكهرباء عن قرى ومراكز محافظة الدقهلية، اليوم، لفترات استمرت نحو 7 ساعات، وتسبب الانقطاع المتكرر في حالة من الغضب والسخط الذي اجتاح المواطنين، وهو ما دفعهم للخروج إلى الحدائق والمنتزهات هربًا من حرارة الجو، كما شهدت محافظة دمياط نفس المشكلة، وسط حالة من الغضب التي انتابت المواطنين، وخاصة صناع الأثاث، وبالرغم من انخفاض فترة انقطاع الكهرباء عن المدة الماضية، إلا أن الحرفيين طالبوا بحل الأزمة التي أثرت سلبيًا على الصناعة منذ فترة حكم المعزول. وفى رد فعل رسمي على أسباب الأزمة قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن انقطاع الكهرباء المتوقع في فصل الصيف المقبل، سيكون في حدود ساعة واحدة يوميًا، بالتناوب بين المناطق، مشيرًا إلى أن العجز في توليد الكهرباء سيكون في حدود 1000 إلى 1500 ميجاوات. وأعلن الوزير أن شبكة كهرباء مصر ستستقبل قدرات إضافية تبلغ نحو 2400 ميجاوات في منتصف شهر يونيو الجاري، من 3 محطات لتوليد الكهرباء، وهي محطة شمال الجيزة بقدرة نحو 1000 ميجاوات ومحطة بنها بقدرة 750 ميجاوات ومحطة العين السخنة بقدرة 650 ميجاوات، مشيرًا إلى أن القدرات الكاملة لهذه المحطات ستدخل الخدمة تباعًا عند استكمالها خلال فترة وجيزة. وأضاف، خلال اتصال هاتفي ببرنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" مساء اليوم: "أقول بأمانة إذا تلقينا الوقود الكافي بدون تخفيض في كميته المطلوبة، فإنني أتوقع أن يكون العجز في توليد الكهرباء في معظم الأوقات في حدود 1000 إلى 1500 ميجاوات، ولكن في بعض الأوقات النادرة أو القليلة جدًا يمكن أن يصل إلى 2000 ميجاوات". وحفل موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بتعليقات ساخرة دونها النشطاء حول تكرار انقطاع التيار الكهربائي، من بينها: "مرسي رحل عن الحكم وترك الرجل الذي يحصل على 20 جنيها لقطع الكهرباء في مكانه"، فيما علق آخرون، : "الكهرباء بتقطع، حلها يا سيسي".