فى 14 فبراير الماضى طغى اسمه بقوة فى كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وتغنى به الليبيون خاصة فى مدن الشرق التى تكتوى يومياً بنار الجماعات الإرهابية والميليشيات الإسلامية، بعد إعلانه انتهاء شرعية «المؤتمر الوطنى» الذى تسيطر عليه جماعة الإخوان ومجموعات إسلامية، وإسقاط الإعلان الدستورى القائم، والدعوة إلى مرحلة انتقالية جديدة. هناك من لقّبه حباً له ب«سيسى ليبيا» واعتبروه المنقذ لهم من الإرهاب، وهناك من رآه شخصاً طامحاً إلى السيطرة على السلطة بوسائل غير مشروعة، بينما قلل آخرون من شأنه. هو خليفة بلقاسم حفتر، قائد القوات البرية بالجيش الليبى السابق، العسكرى المنشق عن نظام «القذافى» منذ أواخر الثمانينات، الذى عاد إلى ليبيا بعد منفى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية دام 20 عاماً. قاد القوات المسلحة الليبية خلال الحرب الليبية - التشادية وانتصر هناك واحتل تشاد فى فترة قصيرة، وحين طلب من «القذافى» الدعم المتوافر آنذاك، رفض «القذافى» خوفاً من أن يرجع «حفتر» منتصراً ويستولى على حكم ليبيا، ما تسبب فى وقوعه فى الأسر مع مئات الجنود الليبيين فى معركة «وادى الدوم» يوم 22 مارس 1987. وقبلها شارك فى حرب العبور مع مصر وكرم بحصوله على النجمة العسكرية فى عام 1974. بعد الأسر انشق مع بعض رفاقه من الضباط فى سجون تشاد، ليكونوا ما سموه «جيش وطنى معارض» ثم غادروا إلى واشنطن. عاد من منفاه فى مارس 2011 لينضم إلى ثورة 17 فبراير، وكان له الدور البارز فى دعم الثوار مادياً ومعنوياً فى جبهات القتال فى مدينة بنغازى. يقول «حفتر» إنه لا يريد سلطة، وإنما يريد عودة الاستقرار إلى ليبيا وإنهاء حكم الإخوان والميليشيات المسلحة، تحرك فى 14 فبراير الماضى ثم تراجع ليمهل السلطات فرصة لإنهاء الاضطرابات وسيطرة الميليشيات التى تقتل فى الشعب الليبى يومياً. استمر صمته المعتاد ولم يكن له ظهور فى الإعلام خلال الأشهر الماضية، لكن ظل اسمه يتردد بقوة فى مدن الشرق الليبى، ويعلن المواطنون تفويضهم له للقضاء على الإرهاب، ازدادت عمليات القتل والحرق والذبح، والحكومة التى باتت مجرد غطاء رسمى للميليشيات ساكنة لا تتحرك. ولما لم يجد أى استجابة كانت عودته فى الثالثة فجر الجمعة 16 مايو بعملية «كرامة ليبيا» التى أكد أنه ومن انضم إليه من قوات للجيش لن يتراجعوا عنها إلا بعد تطهير البلاد من الإرهاب.