مشهد لن يجده المتابعون على مواقع الإخوان والمتعاطفين معهم، فالصور التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي لطوابير تصويت المصريين في الخارج أمام السفارات، وعلامات النصر التي أشاروا بها، وصور السيسي التي رفعوها، وأعلام مصر التي لوحوا بها، ورقصهم علي تسلم الأيادي، كلها أمور لم ترصدها كاميرات الإخوان، لذا لم يعل لهم صوت هذه المرة، فالوضع الآن مختلف، وزوايا التصوير الخادعة لن تجدي نفعا مع العدد الهائل للمصريين في الطوابير، فكانت النتيجة "صوّت الجميع وسكت الإخوان". "المغتربون مش حاسين بالمرار اللي إحنا فيه ومش هاممهم، لكن الحقيقة هتبان في التصويت داخل مصر".. انطباع محمد عبد السلام الشاب الإخواني عن انتخابات المصريين في الخارج معلقا علي تجاهل الإخوان "هذه الطوابير لن تغير شيئا من مبادئنا بالمقاطعة، واللي بره مصر لن يسأل عن قريب له معتقل أو جار قتل في مظاهرة أو صديق اغتالته رصاصة غدر، لكن اللي جوه منكوي بالنار وعارف إن اللي بيحصل مهزلة". الصفحة الرسمية لحزب "الحرية والعدالة" خلت من أي إشارة عن الانتخابات الرئاسية في الخارج، وتساءل متابعوها عن سر الغياب عن اللحظة الراهنة، وعدم رصدها لصور التصويت أمام السفارات، وهو ما فسره الدكتور عماد عجوة عضو "الحرية والعدالة" بأن ما حدث على مدار يومين في سفارات مصر حول العالم شهد قدرا كبيرا من التدليس "السفارات وعدت الناس بتقديم دعم مادي ومعنوي للمغتربين بشرط التصويت في الانتخابات، ودي معلومات مؤكدة من زملاء لنا بالخارج"، "عجوة" أكد أن التصويت في مصر سيكشف العوار الذي لحق بهذه الانتخابات "الصورة الحقيقة هتبان في لجان الصعيد ما تبصش للناس المرتاحة بره مصر أو حتى في القاهرة والمحافظات الغنية"، الصورة التي لم يرها الإخوان، وأكدت الدكتورة هدى زكريا أستاذ الاجتماع السياسي، أنها تعكس رغبة المغتربين في العودة لوطن أفضل مستقر "أعرف ناس كتير خدت إجازة من دوامهم عشان تروح تنتخب ودي مش حاجة سهلة على مصري مسافر في الأساس عشان لقمة العيش"، معتبرة إهمال الإخوان للمشهد "خير وبركة" مبررة "الحاجة الحلوة عمرها ما بتلفت انتباهم هما دايما بيدوروا على الصورة الناقصة".