سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقطوعة من المنبع: باعة يسرقون الكهرباء من أعمدة الإنارة.. أصلها ناقصة نائب رئيس الشركة القابضة للكهرباء: أخطرنا المحليات ولم نتلقّ استجابة.. ونائب محافظ القاهرة يرد: «الكهرباء بترمى مسئوليتها على المحليات وما بيوصلناش منها بلاغات»
فى الوقت الذى يعانى فيه المواطنون فى المنازل والمحال التجارية من الانقطاع المستمر للكهرباء، وفى الوقت الذى تطالب فيه الحكومة بترشيد الاستهلاك، نجد أن معظم الباعة من أصحاب الأكشاك يسرقون كهرباء من أعمدة الإنارة الممتدة بطول الطرق، لإنارة أكشاكهم بلمبات زينة للفت انتباه المارة إليها. «أكيد يعنى اللمبتين اللى مشغلهم عشان آكل منهم عيش مش هيفرقوا، ومش هما اللى معطلين الدنيا!».. قالها أحد أصحاب الأكشاك أسفل الكوبرى الدائرى فى الهرم. صاحب الكشك الذى طلب عدم ذكر اسمه يأخذ الكهرباء من أحد أعمدة الإنارة حتى الساعات الأخيرة من الليل: «أنا لو مش منور عندى، هاتسرق والبلطجية يقلّبونى»، مؤكداً أن «ده أكل عيش ووجود الأكشاك مهم جداً فى الشوارع، لأنها تخدم قطاعاً عريضاً من الناس». أحمد عوض، أحد الباعة الجائلين أعلى كوبرى أكتوبر، يرى أن الاستعانة بأسلاك الكهرباء لإنارة عربته الصغيرة ضرورة ملحة، لأنه لا يعرف طريقة أخرى لتوصيل الكهرباء: «طب حد يقول الحل فين وأنا أعمله»، لافتاً إلى أن المسئولين يمرون ليل نهار أعلى الكوبرى، وأنهم يتعاملون معهم بود كبير: «الضباط بيقفوا يشتروا مننا شاى، ولو إحنا غلط كانوا لمونا من على الكوبرى»، الشاب العشرينى يرى أن توصيل الكهرباء لا يضر بأحد، حيث إن السد العالى يوفر تياراً كهربياً يغطى المنطقة العربية بأكملها، وأن الإعلام يضخم من المشكلة: «الإعلام مكبّر الموضوع قوى، ما إحنا عندنا السد العالى، والخير زيادة والحمد لله». «أنا مش عارف الحكومة سايباهم ليه، يعنى إحنا عندنا محلات وشغل بيتعطل كل يوم بسبب انقطاع الكهرباء، ومع ذلك الحكومة سايبة سرقة الكهرباء عادى»، قالها محمود حاتم صاحب أحد المحال التجارية بالهرم. أحمد بندق، الذى أنار الكشك الذى يملكه بالمنيل بوَصلة من عمود الكهرباء، قال: «الحكومة بتولع العواميد الصبح من غير سبب، لكن إحنا على الأقل عندنا سبب وهو أكل العيش». من جانبه أكد مدحت رمضان، نائب رئيس الشركة القابضة للكهرباء، أن سرقة التيار خطر يهدد الأمن القومى، حيث إن النسب فى تزايد مستمر، مشيراً إلى أن العشوائية التى يتحرك خلالها المجتمع هى السبب الرئيسى للأزمة، وأن وزارة الكهرباء تكثف الحملات الأمنية بالتعاون مع شرطة الكهرباء للحد من عمليات السرقة الممنهجة، كما تخاطب الوزارة المحليات باعتبارها المسئول الأول والأخير أمام الدولة عن الأزمة: «قدمنا إخطاراً للمحليات، ولم نتلقّ استجابة». من ناحية أخرى قال اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، إن المحافظة تقوم بعمل محاضر للباعة الجائلين للحد من سرقة الكابلات، حيث إن عدد المحاضر قد يصل إلى 500 بلاغ فى اليوم الواحد، مؤكداً أن الكهرباء تُلقى بالمسئولية طيلة الوقت على المحليات لتُخلى مسئوليتها: «بترمى مسئوليتها على المحليات، وإحنا أصلاً ما بيوصلناش منها بلاغات».