«موسم ولا أى موسم أسعارنا بتتحدى كل المواسم» شعارات يرفعها كثيرون أطلق عليهم مؤخراً «أصحاب النصبة» كانوا مجرد باعة جائلين فى الشوارع لكنهم فى بعض المناطق استوطنوا ووضعوا أيديهم على أماكن قرروا أنها لهم دون غيرهم وإذا حدث وجاءت البلدية فيقولون «ربنا يستر بس هانعرف نتصرف»، ومع نهاية شهر رمضان واقتراب عيد الفطر انتشر هؤلاء الباعة فى الشوارع والمناطق المزدحمة بشكل كبير ولافت للأنظار فلا ضرائب يدفعونها ولا إيجارات والبضاعة ب«التقسيط». فى إمبابة ينتشر الباعة الجائلون أمام المحال بشكل كبير خلال هذه الأيام مما يؤدى إلى تضييق الطريق الرئيسى، بالإضافة إلى الضغط الشديد على الكهرباء، حيث يعتمد هؤلاء الباعة فى تواجدهم على سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة، وتوصيلها إلى فرشتهم لإنارتها من خلال «فيشة كهرباء»، تتم سرقتها من أعمدة الإنارة الرئيسية للطريق وتوزيعها على الباعة مقابل 5 جنيهات لكل لمبة، حيث أجمع أهالى المنطقة أن السرقة تتكرر من كل الأعمدة مما يسبب زيادة فى الضغط على كهرباء المنطقة. وبظهور مباحث الكهرباء للتفتيش على المكان تبدأ حملة الباعة فى قطع الأسلاك المسروقة وبعد انصراف الحملة تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، وخلال هذه الأيام وقبل العيد يزداد الوضع سوءاً فتزيد النصبات وتزيد «فيش الكهرباء» المسروقة فى التوزيع. يقول محمد صاحب فرشة ملابس أطفال فى وسط البلد: «الأيام الأخيرة من رمضان زى دلوقتى بيكون الشغل فيها على ودنه الناس كلها نازلة تشترى هدوم جديدة لأولادها وكمان حملات البلدية مش بتكون كتيرة اليومين دول عشان الصيام لكنها موجودة وبييجى البوكس وفيه اللى بيلحق يلم فرشته ويجرى وفيه لأ». ويقول: «اليومين دول أحسن موسم هو فعلاً اللى فيه بيع وشرا وإحنا أسعارنا أرخص من المحلات عشان كده الناس بتكون واقفة حوالين الفرشة بالكوم، وبالنسبة لى الفرشة أحسن من المحل عشان المحلات بتدفع إيجارات غالية وكهربا وضرايب وغيره طول السنة إنما أنا بقف بس فى آخر أسبوع من رمضان أبيع اللى عندى وأمشى». أما زين صاحب فرشة أحذية سيدات فى العتبة فقال: «لو هاتكتبوا الكلام ده عشان مصلحتنا فنقول ياريت الحكومة تسيبنا ناكل عيش عشان مفيش شغلانة غيرها قدامنا، وياريت البلدية تخف إيديها علينا كل اللى بنعمله إننا بناخد بواقى المحلات ونبيعه ومش بنعمل أكتر من كده يعنى لا سادين طريق ولا سارقين كهربا وهو أحسن ما نشتغل فى المخدرات». كانت كلمات زين معبرة جداً عن حاله فهو يقف أمام محل أحذية فى الرويعى بالعتبة يقوم بالاتفاق مع أصحاب المحال على بيع بواقى الأحذية لديهم على أن يأخذ نسبة، فيضيف: «أنا باتفق مع صاحب المحل إنه آخر كل موسم يدينى البواقى وأنا أبيعها بسعر مخفض، يعنى هو بيكسب وأنا بكسب وبنتقاسم مع بعض، يعنى المحل اللى أنا باقف أدامه بياخد منى فلوس إيجار للمكان اللى أنا فارش فيه وساعات ممكن اتفق معاه إنه ساعة ما البلدية تهجم أشيل البضاعة عنده».