أخبار مصر اليوم: الحكومة تطالب التجار بتخفيض أسعار السلع.. تجدد انقطاع الكهرباء في عدة مناطق بالجيزة.. مفاجأة صادمة بشأن الحد الأدنى للقبول بكليات الطب.. ودرجات الحرارة غدا    الكهرباء: 65 مولدا متنقلا وتأمين مصدر تغذية إضافي لمحطة جزيرة الدهب    السيسي: التسوية العادلة للقضية الفلسطينية السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط    باريس سان جيرمان يقرر عدم التعاقد مع بديل لأشرف حكيمي    أرقام أحمد ربيع مع البنك الأهلي بعد انضمامه إلى الزمالك    السيطرة على حريق اندلع في محول كهرباء بالجيزة    رئيس حزب الجبهة: الدول التي تسقط لا تنهض مجددًا وتجربة مصر العمرانية الأنجح    برلماني: كان الأولى إغلاق السفارات الإسرائيلية ولكنهم ينفذون أجندة صهيونية    حزب الجبهة الوطنية: دعوات "الإرهابية" للتظاهر أمام السفارات المصرية "تحريضية" ولا تدعم القضية الفلسطينية    أمن أسوان يبحث لغز العثور على جثة شاب بين العمارات بمنطقة الصداقة    يبدأ العمل بها 1 أكتوبر .. تعرف علي أسباب إنشاء المحاكم العمالية بالمحافظات واختصاصاتها    هل ال5 سنوات ضمن مدة العمل؟.. تعرف على موقف نواب "الشيوخ" العاملين بالحكومة    «شيكودى» يغيب عن بتروجت 3 أشهر للإصابة    ترامب: عقوبات جديدة على روسيا ما لم تنه الحرب في 10 أيام    مدير "بروكسل للبحوث": فرنسا فقدت ثقتها في حكومة نتنياهو    «التعليم» تحدد موعد بداية العام الدراسي الجديد 2025-2026.. (الخريطة الزمنية)    إصابة 3 أشخاص بطلقات نارية فى مشاجرة بمدينة إدفو بأسوان    السفير المصرى لدى لبنان يعزي النجمة فيروز في وفاة نجلها زياد الرحباني    "جالي فيروس".. صبري عبد المنعم يكشف تطورات حالته الصحية    عمرو دياب vs تامر حسني.. من يفوز في سباق «التريند»؟    السياحة: وضع خطة تسويقية متكاملة لمتحف الحضارة    خالد الجندي : الذكاء الاصطناعي لا يصلح لإصدار الفتاوى ويفتقر لتقييم المواقف    أمين الفتوى : الشبكة ليست هدية بل جزء من المهر يرد فى هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟    تحذير عالمي| سرطان الكبد يهدد جيل الشباب    لمرضى التهاب المفاصل.. 4 أطعمة يجب الابتعاد عنها    رئيس جامعة برج العرب في زيارة رسمية لوكالة الفضاء المصرية    الغندور: صفقة تاريخية على وشك الانضمام للزمالك في انتقال حر    نقابة المهن التمثيلية تهنئ الفائزين بجوائز الدولة التقديرية فى الفنون والآداب    سعر ومواصفات 5 طرازات من شيرى منهم طراز كهرباء يطرح لأول مرة فى مصر    نصائح للاستفادة من عطلات نهاية الأسبوع في أغسطس    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    من أجل قيد الصفقة الجديدة.. الزمالك يستقر على إعارة محترفه (خاص)    ضخ المياه بعد انتهاء إصلاح كسر خط رئيسى فى المنصورة    تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب بمقابر الزرزمون بالشرقية    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    وزارة الأوقاف تعقد (684) ندوة علمية بعنوان: "خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي"    حتى لا تسقط حكومته.. كيف استغل نتنياهو عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة؟    وزير العمل: مدرسة السويدي للتكنولوجيا تمثل تجربة فريدة وناجحة    خاص.. الزمالك يفتح الباب أمام رحيل حارسه لنادي بيراميدز    "ياعم حرام عليك".. تعليق ناري من شوبير على زيارة صلاح للمعبد البوذي    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    38 قتيلا حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة فى الصين    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية - تفاصيل المناقشات    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    الأمراض المتوطنة.. مذكرة تفاهم بين معهد تيودور بلهارس وجامعة ووهان الصينية    بالأرقام.. رئيس هيئة الإسعاف يكشف تفاصيل نقل الأطفال المبتسرين منذ بداية 2025    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    جولة مفاجئة لمحافظ الدقهلية للوقوف على أعمال تطوير شارع الجلاء بالمنصورة    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    مجمع إعلام القليوبية يطلق أولى فعاليات الحملة الإعلامية «صوتك فارق»    «بيفكروا كتير بعد نصف الليل».. 5 أبراج بتحب السهر ليلًا    أُسدل الستار.. حُكم نهائي في نزاع قضائي طويل بين الأهلي وعبدالله السعيد    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 في شمال سيناء    الكهرباء: الانتهاء من الأعمال بمحطة جزيرة الذهب مساء اليوم    السيطرة على حريق بمولد كهرباء بقرية الثمانين في الوادي الجديد وتوفير البديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموسم الذى كان .. تصارع عليه الكبار فأصبح سوقًا لأفلام المقاولات
نشر في الشروق الجديد يوم 23 - 09 - 2009

لم يعد العيد مصدرا لفرحة الموزعين والمنتجين كما كان فى السابق.. وبالرغم من تسيد الموسم الصيفى الساحة فى تحقيق الإيرادات، فإن العيد دوما كان هو المعمل الذى يفرخ لنا النجوم كما حدث مع هانى رمزى وأحمد حلمى وكريم عبدالعزيز وغيرهم..
ولكن فى هذا العام تحول العيد إلى جرس إنذار للصناعة نفسها، فمع اقتراب شهر رمضان من موسم الصيف كان من المفترض أن تحاول شركات التوزيع والإنتاج فتح مواسم بديلة والعودة للمواسم القديمة كالعيدين وإجازة منتصف العام لكن يبدو وكأن الشركات قد فوجئت بالموسم بل وتتعامل معه باعتباره موسما سيئا ولا يستحق طرح الأفلام الكبيرة فيه كما اتضح من استبعاد الشركة العربية عرض أفلامها الحديثة وعلى رأسها «يوسف والأشباح» و«رسايل البحر» و«بنتين من مصر» و«أدرنالين» وطرحت أفلاما تنتمى لنوعية أفلام الفضل والبواقى.
ونحن هنا نفتح ملف العيد هذا الموسم الذى كان ولم يعد..
فى البداية يؤكد لنا المنتج حسين القلا أهمية موسم العيد حتى عندما كان يأتى شهر رمضان فى الصيف، وكان المنتجون حريصين على عرض أفلامهم فى هذا الموسم الذى كان يشهد صراعات كبرى بين النجوم الكبار وقتها عادل إمام ونادية الجندى ونبيلة عبيد وأحمد زكى ومحمود عبدالعزيز لكن منذ فترة طويلة والعيد يأتى شتاء، إلا أن موسم الصيف استمر فى نظر المنتجين موسما مهما. وهو ما يتوقع القلا أن تقل أهميته خلال عامين على الأكثر بسبب أن موسم الصيف يقصر رويدا رويدا، كما دخل موسمى العيد ورمضان فى بعضهما البعض..
ويضيف:
ولكن فى العام المقبل مثلا رمضان سيكون فى أول شهر سبتمبر وبالتالى لن يتم عرض أى أفلام فى الصيف فمن يغامر بأفلامه لمدة 4 أو 5 أسابيع فقط.
وبالنسبة لأفلام هذا العام «كيوسف والأشباح» و«رسايل البحر» لم تكن جاهزة للعرض فلهذا لم يتم عرضها ومن يعرض أفلاما كبيرة كهذه فى موسم عيد مع مدارس ومعه إنفلونزا الخنازير وأنا كمنتج أقوم بعمل حساباتى وأحدد متى أعرض فيلمى ومع من وأنا متأكد أن موسم الصيف سيختفى ولن يصبح الموسم الرئيسى خلال عامين من الآن وسيعود العيد موسما من أهم المواسم.
ولم ينف القلا أن الإيرادات الضعيفة فى موسم الصيف وراء الرغبة فى منح أفلام هذه الشركات فرصة للتعويض من خلال عرضها فى موسم العيد الحالى.
وتؤكد المنتجة والموزعة إسعاد يونس عندما سألناها عن موسم العيد ولماذا فقد أهميته، إن هذا الموسم له ظروفه الخاصة من حيث الأفلام التى كانت جاهزة للعرض وتضيف:
هناك أفلام لدينا كان مقررا لها أن تستمر فى عيد الفطر وعلى رأسها فيلم «طير إنت» الذى تم عرضه فى أواخر الموسم الصيفى وكنا قد قررنا ومنذ البداية أن يتم عرضه فى العيد أيضا وبالنسبة لباقى أفلامنا فهى غير جاهزة للعرض ومنها ما سيتم عرضه فى موسم عيد الأضحى المبارك.
وأكدت إسعاد أنها تتفق تماما مع رأى القلا فى أن موسم العيد سيستعيد قوته خلال السنوات المقبلة يعود كأهم مواسم السينما، ولكنها لا تتفق معه فى أن الموسم قد فقد قوته منذ فترة ففى الأعوام الماضية كان موسم العيد هو الموسم الذى يدشن مولد النجوم الجدد كهانى رمزى وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمى وأحمد عز، مشيرة إلى أن لكل موسم ظروفه التى تحدد طبيعة ونوعية أفلامه..
وتستطرد موضحة:
نحن كشركة لنا سياسة تحدد خطواتنا وندرس السوق جيدا قبل نزول أفلامنا وعلينا أن نضع نصب أعيننا مصلحة المنتج أولا‏،‏ لأنه أهم من الربح المادى السريع الذى لا يستمر طويلا لذلك قمنا بدراسة موسم عيد الفطر وما بعده فوجدنا بالآتى‏:‏ أولا دخول رمضان فى قلب الصيف أثر بشكل كبير على الأفلام التى عرضت فى هذا الموسم وكانت تكلفتها مرتفعة وأراد المنتجون أن تظل أفلامهم فى السوق لأطول فترة ممكنة حتى يستعيدوا ما صرفوه على أفلامهم.
ثانيا هذه الأفلام مازالت تدر عائدا ماديا جيدا لأن الجمهور يقبل على مشاهدتها حتى الآن فلماذا أسحبها من دور العرض‏،‏ الأمر الثالث هو أن موسم العيد أصبح لا يتعدى أياما قليلة لا تكفى لعرض أفلام كبيرة لأنه يتزامن مع دخول المدارس وبداية أكثر من مهرجان دولى مما يجعل الجمهور يعزف عن الذهاب للسينما‏،‏ ونحن لدينا أفلام عالية التكلفة وتتناول قضايا مهمة فلماذا أضحى بها للعرض لمدة أسبوع أو اثنين على الأكثر؟ لذلك لم نطرح فى موسم عيد الفطر سوى فيلم واحد فقط هو‏ «آخر كلام‏».‏
ومن وجهة نظرى سيظل الحال هكذا خلال الثلاث سنوات المقبلة حتى تتغير الخريطة‏،‏ وسيكون عيد الأضحى هو الموسم الأساسى لنزول الأفلام ذات التكلفة المرتفعة والعامرة بالنجوم السوبر ستار‏.‏
أما المنتج والموزع جابى خورى فيبدأ حديثه معنا بوجوب أن يفكر المنتج فى القيام بأكثر الخطوات فائدة لأفلامه وكيف يحقق لها النجاح ويحصل على أفضل الأوقات لعرضها.. وهو مثلا عندما عرض فيلمه «هى فوضى» ليوسف شاهين قبل موسم عيد الأضحى بأسبوعين هاجمه البعض، لكن الحقيقة أنه حقق نجاحا كبيرا.. وهذا يؤكدأهمية أن يختار المنتج الوقت المناسب لعرض فيلمه.
ويحلم خورى بالوقت الذى ننسى فيه كلمة موسم ونعرض أفلامنا طوال العام كما يحدث فى العالم كله وأكد جابى أن ما حدث هذا العام سواء فى موسم العيد، أو فى موسم الصيف شىء يستحق الدراسة من الجميع والتوقف عنده وتحليله ومراجعته، ولكنه يؤكد شيئا واحدا هو أن الفيلم الجيد يفرض نفسه مهما حدث. ويطالب جابى السوق كلها بالتعامل بمسئولية مع الصناعة وعدم إهدار الأموال الطائلة على الأفلام بلا هدف ولا فائدة.
أما المنتج والسيناريست محمد حفظى فيؤكد أنه سعيد مبدئيا باستمرار عرض فيلمه «العالمى» فى موسم عيد الفطر برغم أن موضوعه ليس تقليديا ولا يضم بين أبطاله أيا من أبطال الشباك التقليديين.
لكنه دليل على أن المهم هو إتقان صناعة فيلمك مهما حدث، ولا يتفق حفظى مع ما يقال حول انهيار موسم العيد، ففى العام الماضى قام هو شخصيا بعرض فيلمه «زى النهارده» فى نفس الموسم وكان أبطاله أيضا يلعبون البطولة المطلقة للمرة الأولى باستثناء أحمد الفيشاوى وكان موضوع الفيلم غريبا لكنه حقق نجاحا معقولا.
ويرجع حفظى ما حدث هذا العام ربما لرغبة الشركات الكبرى فى تعويض ما حدث لأفلامها فى موسم الصيف بسبب إنفلونزا الخنازير والأزمة الاقتصادية فقرروا منحها فرصة أخرى لكن ومع العام المقبل سيعود العيد موسما مهما كما كان.
ويحلم حفظى هو الآخر بأن ننسى كلمة مواسم وأن يتفق الجميع على حماية المنتج الصغير لأنه الأمل الأهم للصناعة فى التجارب المتمردة والمختلفة.
وتقول الناقدة خيريه البشلاوى: إذا تحدثنا عن جمهور السينما سنجد أن هناك فئتين، الأولى هى التى اعتادت على الذهاب إلى السينما فى أى وقت وهى التى تتذوق الأفلام وتبحث فيها عن استفادة، أما الفئة الثانية فهى التى تذهب إلى السينما مرة واحدة فى العام وتكون هذه المرة غالبا فى الأعياد فقط، وهذا الجمهور ليس له أى هدف من دخول السينما إلا المتعة وأن يكون هذا اليوم مختلفا عن باقى أيام العام، فهذا اليوم هو الوحيد الذى يكون معه سيولة مالية يدخل بها السينما ويتناول وجبة فى الشارع ويقف على الناصية مع أصحابه..
وتضيف: لذلك فأى منتج يملك سلعة مضروبة من الطبيعى أن يطرحها فى هذا التوقيت لكى يتخلص منها، لأن الجمهور المستهلك لا يفرق بين الجيد والردىء، والأهم عنده أن يدخل قاعة مظلمة تدور فيها شاشة عرض، ويأكل «الفشار، واللب، والشيبسى» وهذه الأشياء هى قمة المتعة بالنسبة له.
والموزعون أذكياء جدا حيث يطرحون هذه الأفلام ال«نصف لبة» فى هذا الموسم المؤقت الذى لا يتجاوز ال7 أيام، لأن هذه الأفلام من المستحيل أن يقبل عليها أحد إلا فى العيد لأنه وقت تكون فيه الناس منتعشة نسبيا، وجمهور العيد ليس له فئة عمرية معينة ولا ثقافة محددة فيشمل الأطفال والنساء والرجال الكبار والصغار.
وشبهت البشلاوى موسم العيد بسوق «الجمعة والسيدة عائشة» لأنها السوق التى من الممكن أن تطرح فيها أى بضاعة مهما كانت درجة رداءتها وتباع، كما شبهت أفلام هذا الموسم بساندوتشات الفول التى يقبل عليها البعض، وتقول: إذا ذهبنا إلى دور العرض طوال أيام العيد سنجد أغلب رواد السينما من سكان المناطق الشعبية.
وتضيف: أما بالنسبة للأفلام التى كان مقررا طرحها وتأجلت فهى الأفلام التى تحمل فكرا ومضمونا وتحتاج إلى جمهور لديه وعى ليشاهدها، لذلك حرص أصحابها على تأجيلها لموسم آخر بجمهور مختلف يصلح لمشاهدتها.. وهذه الأفلام فقط فى نظرى هى التى تستحق أن يكون لها موسم، أما باقى الأفلام والتى تعرض أيضا فى أهم المواسم مثل الصيف فيجب أن يتم وضعها فى «شيكارة» وتحرق..
وأشارت البشلاوى إلى أن جمهور السينما الحقيقى والذى يتعاطى السينما كفن لا سلعة ويتعامل معها أيضا برقى لا يتعدى 1% من رواد السينما حاليا، وهم نفس المجموعة التى تحرص على متابعة أفلام مهرجان القاهرة السينمائى، وتقول:
وهذا النوعية النادرة من جمهور السينما أؤكد للمرة المليون أنها لا تذهب إلى السينما فى العيد، لأن هذا الموسم للأطفال والبسطاء.
أما المخرج سيد سعيد فبدأ حديثه ضاحكا وهو يؤكد أن هذه الأفلام التى ربما لا تعجب المهتمين بأمر السينما سيفاجأ الجميع أنها ستحقق إيرادات أكثر من أفلام مهمة طرحت فى مواسم أخرى، لأن طبيعة العيد لا تتطلب أفلاما قوية وإنما يتطلب فقط أفلام الضحك والمغامرات، لأن الجمهور الذى يذهب إلى السينما يعتبرها «فسحة».
وهذا الجمهور لا يشغله أنه ذاهب إلى نجم معين، ولا يفكر فى من هو المؤلف أو الكاتب لأنه يخرج من الفيلم دون أن يعرف أسماءهم بالفعل، ولأن هذه ليست اهتماماته أصلا، فالسينما بالنسبة له فقط مجرد تضييع وقت، وأضاف سعيد مؤكدا أن نوعية جمهور العيد إذا قدمت لها أفلاما مهمة تحمل رسالة وفكرا ستهرب من السينما ولن تقبل عليها..
ويقول: لذلك أرى أنه من الطبيعى أن يبحث الموزعون عن نوعية أفلام سخيفة ودون المستوى ليطرحوها فى هذا الوقت، وأقول هذا رغم أننى ليس مؤمنا أصلا بتقسيم العام إلى مواسم بعضها للأفلام المهمة وبعضها للأفلام غير المهمة، والطبيعى أن نكون مثل دول العالم المهتمة بشئون السينما بأن يعمل الإنتاج طول العام ليكون لدينا أفلام مهمة طوال العام أيضا.
وأكد سعيد أن التدهور الذى وصلت إليه السينما فى هذه الفترة يعتبر أمرا طبيبعا لأنه ناتج عن ظاهرة تسمم مشترك بين الجمهور والقائمين على صناعة السينما، فالجمهور يمول الأفلام الرديئة بأمواله، والسينما تردها اليه بطبيعة الحال.
وعلى الجانب الآخر رفض المنتج منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما اتهام الموسم بأنه ضعيف وأنه لا يتحمل إلا وجود الأفلام الرديئة، وقال إن السبب الحقيقى فى عدم طرح الأفلام المهمة هو خوف الموزعين من قضاء إنفلوانزا الخنازير على الأفلام كما حدث مع أغلب أفلام الصيف، وإذا حدث هذا سيتعرض المنتجون الكبار لخسائر فادحه سيتأثر بها الإنتاج السينمائى لسنوات كثيرة قادمة..
وأضاف:
فتصريحات وزير الصحة أثارت الذعر فى قلوب السينمائيين فمنهم من كان يريد طرح أفلامه ولكن الجميع تراجع فى اللحظات الأخيرة للخوف من الخسارة، فالمنتجون كانوا فى حيرة كبيرة هل يغامرون ويطرحون أفلامهم أم يؤجلونها إلى أجل غير مسمى؟
وأشار شافعى أنه إذا استمر هذا الذعر من إنفلونزا الخنازير لن يكون فقط هذا الموسم هو السيئ الوحيد بل ستكون كل مواسم العام سيئة، فالظروف فقط هى من وضعت أصحاب الأفلام فى هذه الحيرة ولولا هذا الوباء لكان هذا الموسم من أهم المواسم هذا العام لأن هناك أفلاما كثيرة جيدة جاهزة للعرض..
وأضاف شافعى أن عدم وجود أفلام جيدة ليست فقط المشكلة الوحيدة، فهناك أزمة أخرى أهم وهى عدم وجود أفلام مهمة تملأ دور العرض وتنعشها، فكل الأفلام ليست على مستوى الحدث والسبب كما قلت هو تصريحات المسئولين وذعر الناس من إنفلونزا الخنازير وخوف المنتجين والموزعين من المغامرة..
وشدد منيب أنه ليس صحيحا أبدا ما يتردد أن موسم العيد هو الذى يتطلب أفلاما رديئة، مشيرا إلى وجود أفلام كثيرة مهمة تريد الوجود فى الموسم ولكن منتجيها خافوا من المغامرة، مؤكدا أن دور العرض تعطى الأولية للفيلم الجيد وليس للردىء..
وأكد شافعى أنه نصح المخرجة إيناس الدغيدى بعدم طرح فيلمها «مجنون أميرة» إلا أنها طرحته مجبره لأنها كانت قد بدأت بالفعل فى حملته الدعاية له..
الناقد طارق الشناوى يقول: الأفلام الرديئة التى تعرض الآن هى التى فشلت فى خلق مكان لها وسط منافسة الصيف لضعف مستواها سواء فى الإنتاج أو فى التمثيل أو فى النجوم، لذلك اضطر الموزعون لعرضها فى هذا الموسم، لأن الطبيعى أن أى فيلم فيه بادرة خير يعرض فى الموسم الصيفى، فالموسم الماضى كان به انتقاء للأفلام الأقوى وتبقت لنا منه هذه المجموعة من الأفلام.
ويضيف: زمان كان موسم عيد الفطر هو الأهم بين مواسم العام وكان يتصارع عليه فنانون كبار مثل عادل إمام وناديه الجندى وأحمد زكى، وظل هذا الحال حتى منتصف التسعينيات، لكن لأن رمضان يتحرك 11 يوما كل عام، فتغير معه الموسم المهم فتقلصت قوة موسم عيد الفطر، وأصبح الموسم الصيفى هو الأقوى وحدث هذا منذ طرح فيلم «اسماعيلية رايح جاى» فى 25 أغسطس عام 1997.
وأشار الشناوى إلى أن المتوقع فى هذا الموسم أن يستمر الأحمدان حلمى ومكى بفيلميهما «ألف مبروك»، و«طير أنت» فى حصد الإيرادات.
أما الناقد مصطفى درويش فبدأ كلامه بأنه أصبح محصنا ضد الصدمات لأنه اعتاد على رداءة الأفلام، وقال: زمان كان موسم عيد الفطر من أهم المواسم فبخلاف صراع نادية الجندى وعادل إمام عليه لأنه كان الأفضل بسبب استمراره حتى عيد الأضحى، وكان ينزل أكثر من 13 فيلما توزع على دور العرض وفى هذا الوقت كانوا يستغنوا عن الأفلام الأجنبية لتترك الفرصه للأفلام المصرية.
وأشار درويش إلى أن كل أفلام هذا العيد فى جوهرها تهريج وتظهر عليها علامات الرخص حتى قبل أن تشاهدها، وأضاف درويش أن سبب انهيار هذا الموسم، أنه يأتى بعد شهر رمضان فبعد زيادة عدد الفضائيات والمسلسلات بشكل غير طبيعى حدث للمشاهد حالة تشبع من كثرة متابعته للدراما طوال رمضان، فما يحدث لا يسمى إلا اغتيالا لموسم عيد الفطر، فالناس تخرج من شهر رمضان تعانى من تخمة من كثرة المسلسلات ودسامة القضايا التى تابعوها طوال الشهر.
وأعتقد أن الموزعين فكروا فى حل وسط بدلا من أن يتركوا الموسم بلا أفلام، وأيضا بدلا من أن يعرضوا الأفلام فى التليفزيونات بدون عرض سينمائى، ففكروا أن يعرضوا هذه الأفلام لمدة 4 أيام.
واعتقد أن السبب فى أزمات السينما المصرية أنها لا تسير أصلا على قواعد ثابتة وإنما تسير بنوع من العشوائية والفوضى، فالموزعون يعملون بمنطق «اللى تغلب به العب به».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.