ضياء رشوان: لا حل للقضية الفلسطينية دون عدالة وتضحيات كبيرة    ضياء رشوان يحذر الشباب من الرد على الصهاينة بمواقع التواصل: عناصر مخابراتية تبث أفكارا مسمومة    تعرف على نتائج اليوم الثالث لبطولة افريقيا لشباب الطائرة    حبس زوج لاعبة الجودو في الإسكندرية لاتهامه بقتلها عمدا أمام طفليها التوأم    إسقاط الجنسية المصرية عن 3 متورطين في الاعتداء على البعثة الدبلوماسية بنيويورك    الجيل الديمقراطى: الإساءات للرموز العربية كشفت ارتباكهم من عودة وحدة الصف العربى    آرسنال يسعى لفوزه السادس على الأندية الإسبانية أمام أتلتيك بلباو بأبطال أوروبا    محافظ كفرالشيخ: تمويل ميسر لنشر ثقافة العمل الحر    «عاشور» يشترط المساواه ب«زيزو وتريزيجيه» لتمديد عقده.. والأهلي يغلق الملف    محافظ الغربية: الثقة في مؤسسات الدولة تبدأ من نزاهة وشفافية أداء العاملين بها    سيدتان تعثران على طفل حديث الولادة بجوار منزل في المنوفية    ضبط المتهم بسرقة أجهزة من داخل وحدة صحية في حدائق أكتوبر    توماس جورجيسيان يكتب: سيد درويش.. من عمَّر قلوبنا ببهجة مشعشعة    حمزة نمرة: جمهوري من كل الأعمار وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع    شيخ الأزهر: مستعدون للتعاون في إعداد برامج إعلامية لربط النشء والشباب بكتاب الله تعالى    مي فاروق ولميس الحديدي.. نجوم الفن والإعلام في عزاء أرملة سيد مكاوي    صلاح عبد العاطى: الفلسطينيون يواجهون إبادة جماعية ومخطط التهجير لا يزال قائمًا    احذر هذه المشروبات .. أضرار بالغة تصيب الجهاز الهضمى    جريمة تهز الوراق.. شقيقان ينهيان حياة شقيقتهما والسبب صادم    تسمم 3 شقيقات بسبب وجبة كشري في بني سويف    وزير الري: المياه عصب الحياة للمشروعات التنموية والعمرانية    المجلس الأعلى للنيابة الإدارية يعقد اجتماعه بتشكيله الجديد برئاسة المستشار محمد الشناوي    مونشنجلادباخ الألماني ينافس الأهلي على التعاقد مع مدير فني .. مالقصة؟    موفد مشيخة الأزهر ورئيس منطقة الإسماعيلية يتابعان برامج التدريب وتنمية مهارات شيوخ المعاهد    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل دينا الشربيني أمام البحر (صور)    حماس: شعبنا ومقاومته ماضون في الدفاع عن أرضهم    ما حكم أخذ قرض لتجهيز ابنتي للزواج؟.. أمين الفتوى يوضح رأي الشرع    كيفية قضاء الصلوات الفائتة وهل تجزئ عنها النوافل.. 6 أحكام مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    أستاذ بالأزهر يحذر من ارتكاب الحرام بحجة توفير المال للأهل والأولاد    حزب الله يعلن استعداده لخوض الانتخابات النيابية في لبنان    القليوبية تدعم التأمين الصحي بعيادات ووحدات جديدة (صور)    أسامة السعيد: الجامعة المصرية اليابانية.. مكان من المستقبل يجسد شراكة مصر واليابان    «باطلة من أساسها».. خالد الجندي يرد على شبهة «فترة ال 183 سنة المفقودة» في نقل الحديث (فيديو)    أبوريدة نائبًا أول لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم    د. أسامة أبوزيد يكتب: عودة الخطيب    تأجيل محاكمة 25 متهمًا بخلية القطامية لجلسة 12 نوفمبر    بكين تحقق مع نيفيديا وسط تصاعد التوتر التكنولوجي مع واشنطن    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    الفجر بالإسكندرية 5.16.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الثلاثاء 16 سبتمبر 2025    خافيير بارديم بالكوفية الفلسطينية في حفل جوائز إيمي    البنك المركزى يستضيف الاجتماع الأول لمجموعة عمل "تقرير الاستقرار المالي الإفريقي"    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    طبيب نفسي في ندوة ب«القومي للمرأة»: «لو زوجك قالك عاوزك نانسي عجرم قوليله عاوزاك توم كروز»    رابط نتائج الثالث متوسط 2025 الدور الثاني في العراق    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    بدء أعمال إزالة عقار حوض ال18 الآيل للسقوط فى الأقصر    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 126 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    بفرمان النحاس .. برنامج بدنى مكثف لتجهيز أحمد عبد القادر فى الأهلى    6 شهداء بينهم أطفال في غارة إسرائيلية على خيمة نازحين بغزة    رياضة ½ الليل| سر إصابة زيزو.. الأهلي في الفخ.. شكوى جديدة لفيفا.. ودرجات مصر ب «تشيلي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموسم الذى كان .. تصارع عليه الكبار فأصبح سوقًا لأفلام المقاولات
نشر في الشروق الجديد يوم 23 - 09 - 2009

لم يعد العيد مصدرا لفرحة الموزعين والمنتجين كما كان فى السابق.. وبالرغم من تسيد الموسم الصيفى الساحة فى تحقيق الإيرادات، فإن العيد دوما كان هو المعمل الذى يفرخ لنا النجوم كما حدث مع هانى رمزى وأحمد حلمى وكريم عبدالعزيز وغيرهم..
ولكن فى هذا العام تحول العيد إلى جرس إنذار للصناعة نفسها، فمع اقتراب شهر رمضان من موسم الصيف كان من المفترض أن تحاول شركات التوزيع والإنتاج فتح مواسم بديلة والعودة للمواسم القديمة كالعيدين وإجازة منتصف العام لكن يبدو وكأن الشركات قد فوجئت بالموسم بل وتتعامل معه باعتباره موسما سيئا ولا يستحق طرح الأفلام الكبيرة فيه كما اتضح من استبعاد الشركة العربية عرض أفلامها الحديثة وعلى رأسها «يوسف والأشباح» و«رسايل البحر» و«بنتين من مصر» و«أدرنالين» وطرحت أفلاما تنتمى لنوعية أفلام الفضل والبواقى.
ونحن هنا نفتح ملف العيد هذا الموسم الذى كان ولم يعد..
فى البداية يؤكد لنا المنتج حسين القلا أهمية موسم العيد حتى عندما كان يأتى شهر رمضان فى الصيف، وكان المنتجون حريصين على عرض أفلامهم فى هذا الموسم الذى كان يشهد صراعات كبرى بين النجوم الكبار وقتها عادل إمام ونادية الجندى ونبيلة عبيد وأحمد زكى ومحمود عبدالعزيز لكن منذ فترة طويلة والعيد يأتى شتاء، إلا أن موسم الصيف استمر فى نظر المنتجين موسما مهما. وهو ما يتوقع القلا أن تقل أهميته خلال عامين على الأكثر بسبب أن موسم الصيف يقصر رويدا رويدا، كما دخل موسمى العيد ورمضان فى بعضهما البعض..
ويضيف:
ولكن فى العام المقبل مثلا رمضان سيكون فى أول شهر سبتمبر وبالتالى لن يتم عرض أى أفلام فى الصيف فمن يغامر بأفلامه لمدة 4 أو 5 أسابيع فقط.
وبالنسبة لأفلام هذا العام «كيوسف والأشباح» و«رسايل البحر» لم تكن جاهزة للعرض فلهذا لم يتم عرضها ومن يعرض أفلاما كبيرة كهذه فى موسم عيد مع مدارس ومعه إنفلونزا الخنازير وأنا كمنتج أقوم بعمل حساباتى وأحدد متى أعرض فيلمى ومع من وأنا متأكد أن موسم الصيف سيختفى ولن يصبح الموسم الرئيسى خلال عامين من الآن وسيعود العيد موسما من أهم المواسم.
ولم ينف القلا أن الإيرادات الضعيفة فى موسم الصيف وراء الرغبة فى منح أفلام هذه الشركات فرصة للتعويض من خلال عرضها فى موسم العيد الحالى.
وتؤكد المنتجة والموزعة إسعاد يونس عندما سألناها عن موسم العيد ولماذا فقد أهميته، إن هذا الموسم له ظروفه الخاصة من حيث الأفلام التى كانت جاهزة للعرض وتضيف:
هناك أفلام لدينا كان مقررا لها أن تستمر فى عيد الفطر وعلى رأسها فيلم «طير إنت» الذى تم عرضه فى أواخر الموسم الصيفى وكنا قد قررنا ومنذ البداية أن يتم عرضه فى العيد أيضا وبالنسبة لباقى أفلامنا فهى غير جاهزة للعرض ومنها ما سيتم عرضه فى موسم عيد الأضحى المبارك.
وأكدت إسعاد أنها تتفق تماما مع رأى القلا فى أن موسم العيد سيستعيد قوته خلال السنوات المقبلة يعود كأهم مواسم السينما، ولكنها لا تتفق معه فى أن الموسم قد فقد قوته منذ فترة ففى الأعوام الماضية كان موسم العيد هو الموسم الذى يدشن مولد النجوم الجدد كهانى رمزى وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمى وأحمد عز، مشيرة إلى أن لكل موسم ظروفه التى تحدد طبيعة ونوعية أفلامه..
وتستطرد موضحة:
نحن كشركة لنا سياسة تحدد خطواتنا وندرس السوق جيدا قبل نزول أفلامنا وعلينا أن نضع نصب أعيننا مصلحة المنتج أولا‏،‏ لأنه أهم من الربح المادى السريع الذى لا يستمر طويلا لذلك قمنا بدراسة موسم عيد الفطر وما بعده فوجدنا بالآتى‏:‏ أولا دخول رمضان فى قلب الصيف أثر بشكل كبير على الأفلام التى عرضت فى هذا الموسم وكانت تكلفتها مرتفعة وأراد المنتجون أن تظل أفلامهم فى السوق لأطول فترة ممكنة حتى يستعيدوا ما صرفوه على أفلامهم.
ثانيا هذه الأفلام مازالت تدر عائدا ماديا جيدا لأن الجمهور يقبل على مشاهدتها حتى الآن فلماذا أسحبها من دور العرض‏،‏ الأمر الثالث هو أن موسم العيد أصبح لا يتعدى أياما قليلة لا تكفى لعرض أفلام كبيرة لأنه يتزامن مع دخول المدارس وبداية أكثر من مهرجان دولى مما يجعل الجمهور يعزف عن الذهاب للسينما‏،‏ ونحن لدينا أفلام عالية التكلفة وتتناول قضايا مهمة فلماذا أضحى بها للعرض لمدة أسبوع أو اثنين على الأكثر؟ لذلك لم نطرح فى موسم عيد الفطر سوى فيلم واحد فقط هو‏ «آخر كلام‏».‏
ومن وجهة نظرى سيظل الحال هكذا خلال الثلاث سنوات المقبلة حتى تتغير الخريطة‏،‏ وسيكون عيد الأضحى هو الموسم الأساسى لنزول الأفلام ذات التكلفة المرتفعة والعامرة بالنجوم السوبر ستار‏.‏
أما المنتج والموزع جابى خورى فيبدأ حديثه معنا بوجوب أن يفكر المنتج فى القيام بأكثر الخطوات فائدة لأفلامه وكيف يحقق لها النجاح ويحصل على أفضل الأوقات لعرضها.. وهو مثلا عندما عرض فيلمه «هى فوضى» ليوسف شاهين قبل موسم عيد الأضحى بأسبوعين هاجمه البعض، لكن الحقيقة أنه حقق نجاحا كبيرا.. وهذا يؤكدأهمية أن يختار المنتج الوقت المناسب لعرض فيلمه.
ويحلم خورى بالوقت الذى ننسى فيه كلمة موسم ونعرض أفلامنا طوال العام كما يحدث فى العالم كله وأكد جابى أن ما حدث هذا العام سواء فى موسم العيد، أو فى موسم الصيف شىء يستحق الدراسة من الجميع والتوقف عنده وتحليله ومراجعته، ولكنه يؤكد شيئا واحدا هو أن الفيلم الجيد يفرض نفسه مهما حدث. ويطالب جابى السوق كلها بالتعامل بمسئولية مع الصناعة وعدم إهدار الأموال الطائلة على الأفلام بلا هدف ولا فائدة.
أما المنتج والسيناريست محمد حفظى فيؤكد أنه سعيد مبدئيا باستمرار عرض فيلمه «العالمى» فى موسم عيد الفطر برغم أن موضوعه ليس تقليديا ولا يضم بين أبطاله أيا من أبطال الشباك التقليديين.
لكنه دليل على أن المهم هو إتقان صناعة فيلمك مهما حدث، ولا يتفق حفظى مع ما يقال حول انهيار موسم العيد، ففى العام الماضى قام هو شخصيا بعرض فيلمه «زى النهارده» فى نفس الموسم وكان أبطاله أيضا يلعبون البطولة المطلقة للمرة الأولى باستثناء أحمد الفيشاوى وكان موضوع الفيلم غريبا لكنه حقق نجاحا معقولا.
ويرجع حفظى ما حدث هذا العام ربما لرغبة الشركات الكبرى فى تعويض ما حدث لأفلامها فى موسم الصيف بسبب إنفلونزا الخنازير والأزمة الاقتصادية فقرروا منحها فرصة أخرى لكن ومع العام المقبل سيعود العيد موسما مهما كما كان.
ويحلم حفظى هو الآخر بأن ننسى كلمة مواسم وأن يتفق الجميع على حماية المنتج الصغير لأنه الأمل الأهم للصناعة فى التجارب المتمردة والمختلفة.
وتقول الناقدة خيريه البشلاوى: إذا تحدثنا عن جمهور السينما سنجد أن هناك فئتين، الأولى هى التى اعتادت على الذهاب إلى السينما فى أى وقت وهى التى تتذوق الأفلام وتبحث فيها عن استفادة، أما الفئة الثانية فهى التى تذهب إلى السينما مرة واحدة فى العام وتكون هذه المرة غالبا فى الأعياد فقط، وهذا الجمهور ليس له أى هدف من دخول السينما إلا المتعة وأن يكون هذا اليوم مختلفا عن باقى أيام العام، فهذا اليوم هو الوحيد الذى يكون معه سيولة مالية يدخل بها السينما ويتناول وجبة فى الشارع ويقف على الناصية مع أصحابه..
وتضيف: لذلك فأى منتج يملك سلعة مضروبة من الطبيعى أن يطرحها فى هذا التوقيت لكى يتخلص منها، لأن الجمهور المستهلك لا يفرق بين الجيد والردىء، والأهم عنده أن يدخل قاعة مظلمة تدور فيها شاشة عرض، ويأكل «الفشار، واللب، والشيبسى» وهذه الأشياء هى قمة المتعة بالنسبة له.
والموزعون أذكياء جدا حيث يطرحون هذه الأفلام ال«نصف لبة» فى هذا الموسم المؤقت الذى لا يتجاوز ال7 أيام، لأن هذه الأفلام من المستحيل أن يقبل عليها أحد إلا فى العيد لأنه وقت تكون فيه الناس منتعشة نسبيا، وجمهور العيد ليس له فئة عمرية معينة ولا ثقافة محددة فيشمل الأطفال والنساء والرجال الكبار والصغار.
وشبهت البشلاوى موسم العيد بسوق «الجمعة والسيدة عائشة» لأنها السوق التى من الممكن أن تطرح فيها أى بضاعة مهما كانت درجة رداءتها وتباع، كما شبهت أفلام هذا الموسم بساندوتشات الفول التى يقبل عليها البعض، وتقول: إذا ذهبنا إلى دور العرض طوال أيام العيد سنجد أغلب رواد السينما من سكان المناطق الشعبية.
وتضيف: أما بالنسبة للأفلام التى كان مقررا طرحها وتأجلت فهى الأفلام التى تحمل فكرا ومضمونا وتحتاج إلى جمهور لديه وعى ليشاهدها، لذلك حرص أصحابها على تأجيلها لموسم آخر بجمهور مختلف يصلح لمشاهدتها.. وهذه الأفلام فقط فى نظرى هى التى تستحق أن يكون لها موسم، أما باقى الأفلام والتى تعرض أيضا فى أهم المواسم مثل الصيف فيجب أن يتم وضعها فى «شيكارة» وتحرق..
وأشارت البشلاوى إلى أن جمهور السينما الحقيقى والذى يتعاطى السينما كفن لا سلعة ويتعامل معها أيضا برقى لا يتعدى 1% من رواد السينما حاليا، وهم نفس المجموعة التى تحرص على متابعة أفلام مهرجان القاهرة السينمائى، وتقول:
وهذا النوعية النادرة من جمهور السينما أؤكد للمرة المليون أنها لا تذهب إلى السينما فى العيد، لأن هذا الموسم للأطفال والبسطاء.
أما المخرج سيد سعيد فبدأ حديثه ضاحكا وهو يؤكد أن هذه الأفلام التى ربما لا تعجب المهتمين بأمر السينما سيفاجأ الجميع أنها ستحقق إيرادات أكثر من أفلام مهمة طرحت فى مواسم أخرى، لأن طبيعة العيد لا تتطلب أفلاما قوية وإنما يتطلب فقط أفلام الضحك والمغامرات، لأن الجمهور الذى يذهب إلى السينما يعتبرها «فسحة».
وهذا الجمهور لا يشغله أنه ذاهب إلى نجم معين، ولا يفكر فى من هو المؤلف أو الكاتب لأنه يخرج من الفيلم دون أن يعرف أسماءهم بالفعل، ولأن هذه ليست اهتماماته أصلا، فالسينما بالنسبة له فقط مجرد تضييع وقت، وأضاف سعيد مؤكدا أن نوعية جمهور العيد إذا قدمت لها أفلاما مهمة تحمل رسالة وفكرا ستهرب من السينما ولن تقبل عليها..
ويقول: لذلك أرى أنه من الطبيعى أن يبحث الموزعون عن نوعية أفلام سخيفة ودون المستوى ليطرحوها فى هذا الوقت، وأقول هذا رغم أننى ليس مؤمنا أصلا بتقسيم العام إلى مواسم بعضها للأفلام المهمة وبعضها للأفلام غير المهمة، والطبيعى أن نكون مثل دول العالم المهتمة بشئون السينما بأن يعمل الإنتاج طول العام ليكون لدينا أفلام مهمة طوال العام أيضا.
وأكد سعيد أن التدهور الذى وصلت إليه السينما فى هذه الفترة يعتبر أمرا طبيبعا لأنه ناتج عن ظاهرة تسمم مشترك بين الجمهور والقائمين على صناعة السينما، فالجمهور يمول الأفلام الرديئة بأمواله، والسينما تردها اليه بطبيعة الحال.
وعلى الجانب الآخر رفض المنتج منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما اتهام الموسم بأنه ضعيف وأنه لا يتحمل إلا وجود الأفلام الرديئة، وقال إن السبب الحقيقى فى عدم طرح الأفلام المهمة هو خوف الموزعين من قضاء إنفلوانزا الخنازير على الأفلام كما حدث مع أغلب أفلام الصيف، وإذا حدث هذا سيتعرض المنتجون الكبار لخسائر فادحه سيتأثر بها الإنتاج السينمائى لسنوات كثيرة قادمة..
وأضاف:
فتصريحات وزير الصحة أثارت الذعر فى قلوب السينمائيين فمنهم من كان يريد طرح أفلامه ولكن الجميع تراجع فى اللحظات الأخيرة للخوف من الخسارة، فالمنتجون كانوا فى حيرة كبيرة هل يغامرون ويطرحون أفلامهم أم يؤجلونها إلى أجل غير مسمى؟
وأشار شافعى أنه إذا استمر هذا الذعر من إنفلونزا الخنازير لن يكون فقط هذا الموسم هو السيئ الوحيد بل ستكون كل مواسم العام سيئة، فالظروف فقط هى من وضعت أصحاب الأفلام فى هذه الحيرة ولولا هذا الوباء لكان هذا الموسم من أهم المواسم هذا العام لأن هناك أفلاما كثيرة جيدة جاهزة للعرض..
وأضاف شافعى أن عدم وجود أفلام جيدة ليست فقط المشكلة الوحيدة، فهناك أزمة أخرى أهم وهى عدم وجود أفلام مهمة تملأ دور العرض وتنعشها، فكل الأفلام ليست على مستوى الحدث والسبب كما قلت هو تصريحات المسئولين وذعر الناس من إنفلونزا الخنازير وخوف المنتجين والموزعين من المغامرة..
وشدد منيب أنه ليس صحيحا أبدا ما يتردد أن موسم العيد هو الذى يتطلب أفلاما رديئة، مشيرا إلى وجود أفلام كثيرة مهمة تريد الوجود فى الموسم ولكن منتجيها خافوا من المغامرة، مؤكدا أن دور العرض تعطى الأولية للفيلم الجيد وليس للردىء..
وأكد شافعى أنه نصح المخرجة إيناس الدغيدى بعدم طرح فيلمها «مجنون أميرة» إلا أنها طرحته مجبره لأنها كانت قد بدأت بالفعل فى حملته الدعاية له..
الناقد طارق الشناوى يقول: الأفلام الرديئة التى تعرض الآن هى التى فشلت فى خلق مكان لها وسط منافسة الصيف لضعف مستواها سواء فى الإنتاج أو فى التمثيل أو فى النجوم، لذلك اضطر الموزعون لعرضها فى هذا الموسم، لأن الطبيعى أن أى فيلم فيه بادرة خير يعرض فى الموسم الصيفى، فالموسم الماضى كان به انتقاء للأفلام الأقوى وتبقت لنا منه هذه المجموعة من الأفلام.
ويضيف: زمان كان موسم عيد الفطر هو الأهم بين مواسم العام وكان يتصارع عليه فنانون كبار مثل عادل إمام وناديه الجندى وأحمد زكى، وظل هذا الحال حتى منتصف التسعينيات، لكن لأن رمضان يتحرك 11 يوما كل عام، فتغير معه الموسم المهم فتقلصت قوة موسم عيد الفطر، وأصبح الموسم الصيفى هو الأقوى وحدث هذا منذ طرح فيلم «اسماعيلية رايح جاى» فى 25 أغسطس عام 1997.
وأشار الشناوى إلى أن المتوقع فى هذا الموسم أن يستمر الأحمدان حلمى ومكى بفيلميهما «ألف مبروك»، و«طير أنت» فى حصد الإيرادات.
أما الناقد مصطفى درويش فبدأ كلامه بأنه أصبح محصنا ضد الصدمات لأنه اعتاد على رداءة الأفلام، وقال: زمان كان موسم عيد الفطر من أهم المواسم فبخلاف صراع نادية الجندى وعادل إمام عليه لأنه كان الأفضل بسبب استمراره حتى عيد الأضحى، وكان ينزل أكثر من 13 فيلما توزع على دور العرض وفى هذا الوقت كانوا يستغنوا عن الأفلام الأجنبية لتترك الفرصه للأفلام المصرية.
وأشار درويش إلى أن كل أفلام هذا العيد فى جوهرها تهريج وتظهر عليها علامات الرخص حتى قبل أن تشاهدها، وأضاف درويش أن سبب انهيار هذا الموسم، أنه يأتى بعد شهر رمضان فبعد زيادة عدد الفضائيات والمسلسلات بشكل غير طبيعى حدث للمشاهد حالة تشبع من كثرة متابعته للدراما طوال رمضان، فما يحدث لا يسمى إلا اغتيالا لموسم عيد الفطر، فالناس تخرج من شهر رمضان تعانى من تخمة من كثرة المسلسلات ودسامة القضايا التى تابعوها طوال الشهر.
وأعتقد أن الموزعين فكروا فى حل وسط بدلا من أن يتركوا الموسم بلا أفلام، وأيضا بدلا من أن يعرضوا الأفلام فى التليفزيونات بدون عرض سينمائى، ففكروا أن يعرضوا هذه الأفلام لمدة 4 أيام.
واعتقد أن السبب فى أزمات السينما المصرية أنها لا تسير أصلا على قواعد ثابتة وإنما تسير بنوع من العشوائية والفوضى، فالموزعون يعملون بمنطق «اللى تغلب به العب به».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.