كل عام تزيد مواسم السينما اختناقا وبسبب تضاؤل مدة الموسم الصيفى نتيجة تزامنه مع حلول شهر رمضان، لم يجد المنتجون مفرا لطرح أفلامهم سوى فى موسمى عيد الفطر وعيد الأضحى، الذى تسعى كل الأفلام السينمائية التى يتم تصويرها حاليا للطرح به وأبرزها فيلم «فاصل ونواصل» لكريم عبدالعزيز و«365 يوم سعادة» لأحمد عز و«بلبل الحيران» لأحمد حلمى و«زهايمر» لعادل إمام و«كف القمر» لخالد صالح، ومن الملاحظ سقوط الموسم الذى يتوسط العيدين من حسابات الكثير من المنتجين الذين عزفوا عن طرح أى فيلم به. وبسبب اختزال 4 مواسم سنوية فى موسمين فقط والتفريط فى موسم كان يعد متنفسا لبعض الأعمال، أجرينا هذا التحقيق: فى البداية بادرنا المنتج محمد حسن رمزى بقوله: أفكر فى طرح فيلم «الهاربتان» قبل عيد الأضحى وهو من بطولة ريم البارودى ونيرمين ماهر، وفيلم آخر من إنتاج شركة دولار فيلم وأضاف: المنتج (اللى بيفهم) يطرح فيلمه الجاهز فى الموسم الذى يمتد من بعد عيد الفطر بنحو 4 أسابيع حتى شهر مايو لأنه موسم ممتاز للغاية، وكان قبل ذلك هو الأعلى ذروة، ولكن منذ عدة سنوات بدأ الاتجاه إلى الموسم الصيفى». وأوضح رمزى: أن هناك عدة مشاكل تسببت فى عدم طرح أفلام عربية فى موسم بين العيدين وأهمها «مشكلات تمويل الأفلام، وقلة البيع للمحطات الفضائية التى كانت تشترى بل وتشارك فى أفلام عدة، والأهم والأخطر من ذلك هى القرصنة التى تقلل فرص نجاح الفيلم وتخسر المنتج الكثير وللأسف كل تلك الأسباب مجتمعة تشارك فى قلة الإنتاج السينمائى». واتفق معه فى الرأى المنتج وائل عبدالله الذى قال: «هذا الموسم بالنسبة لنا جيد جدا وكنا من قبل أن نطرح به أفلاما عدة، ولكن للأسف الأزمة المالية التى حدثت أجبرتنا على قرار عدم إنتاج أفلام لتلك الفترة بالذات وأضاف: السبب الآخر فى عدم وجود أفلام عربى الآن هو أنه لا توجد أعمال جاهزة وكله ما زال فى مرحلة التصوير، ونحن لدينا فيلم فاصل ونواصل لكريم عبدالعزيز الذى نحاول طرحه فى عيد الأضحى ولكنى أشك حتى فى لحاقه به». ومن جانبه، اختلف المنتج هانى جرجس فوزى مع سابقيه فى الرأى، حيث علل عدم طرح أفلام جديدة فى موسم بين العيدين لعدة أسباب تشكل فى مجموعها حاجزا لطرح أى فيلم فى هذه الفترة قائلا: كل الأفلام التى يتم تصويرها حاليا ميزانياتها كبيرة جدا وأبطالها نجوم كبار سواء كريم عبدالعزيز أو أحمد حلمى أو عادل إمام أو أحمد عز أو غيرهم، وبالتالى مع افتراض انتهاء تصوير تلك الأفلام وطرحها فى هذا الموسم فالإيرادات التى ستحققها ستكون ضعيفة للغاية، أما فى عيد الأضحى فهناك فرصة لحصد إيرادات أكبر، والسبب الثانى يتمثل فى قصر مدة هذا الموسم الذى يستغرق ربما أقل من شهرين، وبالتالى من الممكن أن يضطر المنتج لسحب الفيلم من السوق استعدادا لطرح أفلام جديدة فى العيد، أما السبب الثالث فيتعلق بقلة الإنتاج السينمائى أساسا طوال العام». ومن ناحيته، استبعد الناقد رفيق الصبان مسألة قلة الإنتاج السينمائى من المشاركة فى عدم طرح أفلام خلال هذا الموسم، قائلا: هناك أفلام كثيرة فى العلب تنتظر موعد عرضها والحمد لله هناك إنتاج جيد، أما السبب الرئيسى فى ذلك فهو احتكار الكيانات الكبرى للسوق وبالتالى لا يوجد ما يحرك مياه السوق الراكدة، وشركات التوزيع لها حسابات وتوازنات لا يفهمها الناس والأهم بالنسبة إليهم هى مواسم الأعياد الآن ومن وجهة نظرى أجد أن تلك الحسابات مغلوطة لأن البضاعة الجيدة تعلن عن نفسها والفيلم الجيد لا موسم له لأنه بمجرد طرحه سيجذب إليه المشاهدين أينما كانوا، ومن يحب السينما سيذهب إليها أيا كان الوقت. أما الناقد طارق الشناوى فأرجع السبب إلى عدم وجود فلسفة إنتاجية حقيقية تمثل خطا أو نهجا يسير عليه المنتجون دائما وبالتالى تضمن لهم الإنتاج فى كل الأحوال سواء اليسيرة أو الصعبة، وبناء على ذلك يعتمد بعض المنتجين على مساهمة القنوات الفضائية التى تعد فى منتهى الخطورة. والسبب فى ذلك أن هذه القنوات لم تسدد ما عليها من مستحقات للشركات مما ساهم فى قلة الإنتاج السينمائى، وبعد أن كان يوجد نحو 10 أفلام زيادة منذ عدة سنوات، قلت النسبة كثيرا، وأضاف: للأسف لا يوجد مناخ صحى أصلا يشجع على الإنتاج وهو ما يخلق العذر للمنتجين الذين يضطرون لملء دور العرض بالأفلام الأجنبية، فالدولة للأسف لا تدعم شيئا، وكل عام ستزيد المواسم اختناقا أكثر بسبب زحف رمضان 11 يوما للأمام سنويا، وكل ذلك يفرض إعادة الحسابات مرة أخرى».