على مدار ثلاثة أيام، تسمعه يئن، يختبئ بين الصخور من فرط الألم. نادته، كعادتها كل صباح، لكنه لم يستجب، قدميه لم تتوقف عن النزف، فقررت "أميرة عبده" أن تدخل أطراف يدها بين الصخور حتى تمسكه.. "وفعلاً فضلت وراه لحد ما طلعته، من كام يوم شفت عربية في الشارع بتاعنا داست على رجله وطلعت تجري، الناس انعدم فيها الرحمة للدرجة دي، ده خامس كلب أشوفه كده، ومبيهونش عليهم ينزلوا يشوفوهم وهما سامعينهم بيصرخوا من كتر الوجع". اعتادت الشابة الثلاثينية، أن تضع الأكل أمام بوابة منزلها قبل ذهابها إلى العمل.. "عشان فيه كلبة عندنا في الشارع ولدت أطفال كتير ومن ساعتها وأنا براعيهم وبنزل لهم مية وأكل، والكلب اللي داسته عربية ده واحد منهم.. أول ما حصلت الحادثة كنت بنزل أكل لاخواته وأمه وهو يفضل جعان مش قادر يطلع من كتر التعب، وأول ما عرفت أطلعه أخدته على الدكتور على طول، عشان كانت رجله عفنت من كتر الدم اللي بينزل، والدكتور أول ما شافه قال لازم رجله تتبتر ومستحيل تتعالج من كتر الدود اللي بينزل منها". قررت "أميرة" أن تأخذ "كراملا" - الاسم التي اختارته للكلب الصغير - إلى منزلها، أملا أن يندمل الجرح ولا يحتاج الى عملية بتر قدميه.. "قلت للدكتور ينضف الجرح ويديني 4 أيام وأنا هفضل جنبه أغير على الجرح وأكيد هيبقى أحسن، عشان هو زيه زي الإنسان محتاج رعاية، وفعلاً أخدت إجازة من الشغل وفضلت واخدة بالي منه لحد ما بقى يقوم على رجله شوية بشوية، بعد ما كان مبيقفش خالص، ولما أخدته للدكتور مكانش مصدق، وقاللي مش هيحتاج لعملية ووضعه اتحسن، ومن وقتها رجعته البيت معايا من تاني عشان بقى واحد مننا، ودلوقتي مبقاش يقدر يستغنى عني وبيخبيلي الشرابات عشان منزلش من البيت". كل ما تتمناه "أميرة"، أن يهتم جميع المصريين بحقوق الحيوان، وأن يعلموا أطفالهم الرفق به.. "نفسي الناس يبقى جوه قلوبها رحمة، على الأقل لما حد يدوس كلب ولا قطة في الشارع ويشوفه بيتألم، يحاول يساعدة بأي حاجة، حتى لو بكباية ميه قبل ما يموت.. إحنا هندخل الجنة بيهم، عشان كده لما بلاقي أي حيوان تعبان بحاول آخده معايا وأعالجه وبعدين أخلي حد يتبناه، بس كراملا أنا مبقيتش أقدر أستغنى عنه وبقى ابني خلاص".