تمر يومياً بسيارتها على طريق حلوان ذاهبة إلى العمل، اعتادت أن تنظر يمين ويسار الطريق باحثة بعينيها على "الكائنات الطيبة" في طريقها، لا تخجل عندما تصف الحيوانات بأنها جزءاً منها، وذات يوم صادفها مشهد لكلب يأكل في ورقة على الطريق كاد أن يموت من الجوع، وقفت "أميرة عبدة" مسرعة بسيارتها جانب الطريق، "وطلعت عيش سخن ولبن كنت جيباهم للبيت، لقيت اخواتوا وعيلتوا طلعوا عشان ميتين من الجوع والعطش". جلست الشابة الثلاثينية بجانب الكلاب وسط الصحراء، "الطريق كله عبارة عن صحرا ومكان فقير جداً والكلب كان واقف قدام بيت مهجور، وقتها مخفتش انزل اول ما لقيت الكلب جعان قولت أكيد عشان بعمل حاجة كويسة، ربنا مش هيعمل فيا أي حاجة وحشة وقعت جنبهم وفضلت أقطع العيش في اللبن في قلب طبق فيل كان معايا عشان يشربوا وياكلوا لحد ما بقينا اصحاب". قررت "أميرة" أن تترك على طريقها يومياً أكلاً لكلاب المنطقة، "عشان احنا بقينا أصحاب خلاص، ودي أسرع صداقة حصلتلي في الدنيا وهفضل أجي ازورهم بردوا ومش هسيبهم"، مضيفة "لو ده جنان .. اتجنن، لو كل واحد شاف وهو ماشي على رجله أو جوه عربيته كلب أو قطة تعبان في الشارع، ياخده البيت يحميه لحد ما يبقى كويس، أو لو جعان وعطشان فيها ايه لو وقف عشان يشربوا قبل ما يموت، وبكده هيبقى عندنا رحمة بالحيوان والناس يبقى عندها رحمة ببعض".