أجساد نحيلة ملقاة على الطرقات، بعضها فارق الحياة والبعض الآخر ينازع في النفس الأخير، مشهد متكرر يقابله سكان مدينة الرحاب لكلاب سبق ووضع أحد السكان السم لهم، اعتقاداً منه بأنها الوسيلة الوحيدة للقضاء على الكلاب الضالة، هذا ما اعتبره عصام فراج، أحد أهالي المنطقة، أنه أسلوب معالجة المشكلات بخطأ غير رحيم،: "حاولت اتكلم معاه أكتر من مرة وبرضه مفيش فايدة، الكلاب بتتعذب ولا منها ميتة ولا منها عايشة". أثناء ذهاب عصام إلى عمله، وقعت عيناه على كلب ضال يأن من شدة الألم: "قررت وقتها أني أخده وأوديه للدكتور عشان أنقذه بس لقيت الوقت عدى وكان مات، الناس مبقاش في قلوبها رحمة، والراجل اللي بيحط السم للكلاب شايف إنه صح"، مضيفاً: "المرة اللي حاولت أنقذ فيها الكلب ده كانوا اللي اتسموا مش كتير وواحد فيهم نجى، بعد ما وديته للدكتور، يعني لو كل واحد شاف كلب على الطريق بيموت وحاول ينقذه أو شاف حد بيأذيهم وحاول يقنعه بأنه غلط هنبقى في النهاية بننقذ روح زيه زينا". قرر الرجل الأربعيني، في كل مرة يرى فيها مشهد تعذيب الكلاب في وسط الطريق من شدة السم، "هخدهم على الدكتور واحاول اعالجهم واللي مات هدفنه، مش بايدي حاجة اكتر من كدة اعملها ليهم"، مضيفاً "عديت على معظم بيوت اهالي المنطقة وحاولت اقنعهم ان اللي يشوف كلب تاني بيموت يحاول ينقذوهم ويشربوهم مياة بملح عشان يرجع وفي الحالة دي هيفوق، والناس وافقتني بس مين اللي هيعمل، عشان ميبقاش فيه كلاب تاني تموت متعذبة لحد ما جهاز المدينة يجي ويشوف حل في الناس اللي بتحط سم للكلاب باليل عشان تخلص منهم". لم يجد "عصام" مبرراً لكثرة تسمم الكلاب الضالة في منطقته الراقية، "اكيد فيه ناس تانية غير الراجل ده في المنطقة بتسمم الكلاب، وفاكرين ان هو ده الحل الوحيد اللي يخلصوا منه زي الاماكن الشعبية، الناس دي بتبقى معظمها مش متعلمين وليهم مبرر لكن عندنا في المنطقة ايه مبررهم انهم يموتوا الكلاب بالشكل ده". لا يريد "عصام" سوى مطلب واحد من جهاز المدينة، "الكلاب عندنا أليفة جداً ومبيعملوش مشاكل وحاولت اكتر من مرة اكلم جهاز المدينة عشان يشوفوا رميتهم وسط الشارع وهما بيطلعوا في الروح ومحدش بيهتم ولا بيساعد، والكلاب مرميه نفس طالع وخارج ومتعذبين، وانا مش هقولهم الا حاجة واحدة كما تدين تدان وبكرة الدور عليكوا".