تجاوزت عدد مشاهدات المناظرة التاريخية لفرج فودة، خلال مشاركته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1992، 70 ألف مشاهدة خلال 4 أيام؛ بعدما نشرتها قناة وزارة الثقافة على يوتيوب. وأتاحت وزارة الثقافة، التراث المرئي ضمن مبادرة الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك"، والتي تشكل إضافة حقيقية للقوى الناعمة المساهمة في رفع الوعي، خاصة أنَّها أتت بخطة تتناسب وإجراءات الدولة ومؤسساتها لمواجهة جائحة كورونا، والتى توقفت معها التجمعات والفعاليات الثقافية. وقدمت وزارة الثقافة، مناظرة فرج فودة التاريخية، في توقيت حساس؛ كوثيقة مسجلة تكشف نوايا وتوجهات جماعات أقرت بها قياداتها قبل نحو ثلاثة عقود، حيث تعكس إتاحة المناظرة بالضرورة ما تعنيه رسالة المبادرة التنويرية المؤكّدة سيادة كلمة الشعب ومؤسسات دولته الرافضة والمجابهة لأفكار وجرائم الإرهاب المسلح. وشهدت تعليقات وتفاعلات آلاف المشاهدين للمناظرة على يوتيوب تأييدًا إيجابيًا لمحتواها؛ بشكل يؤكّد وقوف المتابعين خلف مؤسسات الدولة ونبذ أفكار التطرف والعنف حيث شكلت نسبة التعليقات الإيجابية ما يقترب من نسبة 95%. وجرت المناظرة التاريخية مع المفكر الكبير الراحل فرج فودة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1992 بحضور الدكتور محمد عمارة، والشيخ محمد الغزالي ومأمون الهضيبي، أمام فرج فودة والدكتور محمد خلف الله، وأدارها الدكتور سمير سرحان، وجميعهم رحلوا عن عالمنا تباعًا. وشهدت المناظرة آراء متضادة بين تيارين حول علمانية ومدنية الدولة، في مقابل مفهوم الدولة الدينية والخلافة الذي تبنته جماعات دينية ومفكرون منتمون إليها، وأثارت ضجة كبيرة حول آراء المشاركين، تلتها واقعة اغتيال الدكتور فرج فودة على أيدي متشددين مسلحين.
