إعادة تعيين قائد شرطة جامعة كاليفورنيا بعد هجوم على طلاب مناصرين للفلسطينيين    من حضر مراسم تأبين الرئيس الإيراني في طهران من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية؟    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    شاب يطعن شقيقته بخنجر خلال بث مباشر على "الانستجرام"    ناقد رياضي: الأهلي قادر على تجاوز الترجي لهذا السبب    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    موعد مباراة الزمالك وفيوتشر اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة    سيارة الشعب.. انخفاض أسعار بي واي دي F3 حتى 80 ألف جنيها    برقم الجلوس والاسم، نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة بورسعيد    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 23 مايو 2024    إحدى الناجيات من حادث «معدية أبو غالب» تروي تفاصيل جديدة عن المتسبب في الكارثة (فيديو)    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    الإعلان الأوروبى الثلاثى.. ضربة جديدة للأوهام الصهيونية    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    ضبط دقيق بلدي مدعم "بماكينة طحين" قبل تدويرها في كفر الشيخ    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    حظك اليوم| برج الحوت الخميس 23 مايو.. «كن جدياً في علاقاتك»    محمد الغباري: العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوطن" تنشر نص حوار نبيل العربي مع منى الشاذلي: مبارك صافح الفنانين وتجاهل "فريق طابا"
إسرائيل لا تخضع للقوانين بصفة عامة والتفاوض معهم صعب وهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون
نشر في الوطن يوم 30 - 04 - 2014

حل الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية ووكيل جمهورية مصر العربية في قضية استرداد طابا، ضيفا على برنامج "معكم" الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي على فضائية "سي بى سي تو".
روى العربي ذكراياته في استعادة طابا، حيث ترأس وفد مصر في التفاوض، وشكل لجنة قومية لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل (1985 - 1989) ونجح فريقه، في استعادة جزء غالٍ من أرض مصر في سيناء، وبعد مرافعات طويلة وتقديم الخرائط والوثائق العثمانية والإنجليزية والأممية على مدى ثلاث سنوات، بعد أن أنكر الإسرائيليون مصريتها، وبعد أن أخفوا الصورة الخاصة بالعمود الحدودي وإزالته وأخفت معالمه لتزييف التاريخ والاستمرار في إنكار أحقية مصر في أرض طابا، وبكى متأثرا لوفاة عدد من أعضاء اللجنة قبل أن يتم تكريمهم، كما تحدث عن أسباب حزنه من الرئيس الأسبق مبارك بعد رفع العلم في طابا، وإلى نص الحوار..
* أولا مبروك على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى وأشكر تشريفك وأنت الذي يؤتى إليك ولا تأتي..
أشكرك وجودي معاكي كان مهم لأن الموضوع مهم.
* وأنا من بعيد بابص على الورق لقيت لقب وكيل جمهورية مصر العربية.. وأنا بأقرأ فيه احكيلي عن هذا اللقب في حياتك؟
أولا القضاء الدولي بصفة عامة يختلف عن الداخلي يعني أنا لو ضايقتك في شيىء تاخديني المحكمة وفى هذه المرحلة من تطور النظام الدولي المعاصر للأسف الشديد فالقضاء الدولى ليس بهذه الطريقة بمعنى يجب أن يكون قبول من الدولة حتى يمكن أخذها إلى المحكمة وبالنسبة لنزاع طابا "مصر وإسرائيل" كانتا مرتبطتين بالمادة السابعة من معاهدة السلام اللي بتقول الفقرة الأولى أى نزاع ينشأ بين الأطراف يتم حله بالتفاوض وإذا فشل يتم اللجوء إلى التوفيق أو التحكيم.. والتفاوض فشل ومصر رفضت التوفيق ليه؟ لأن التوفيق ياخذ أمور غير قانونية بعكس التحكيم وأكتر من مرة كان رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، وهو أستاذ قانون في الأصل، يعقد جلسات وكنت باروح أحضرها ويحضرها الدكتور عصمت عبد المجيد، وكان بيقول لي لا تحكيم على السيادة، وكنت أرد أمال هنحلها إزاى ومصر مصممة على التحكيم، وحاولت الذهاب إلى محكمة العدل الدولية وواجهنا صعوبات كثيرة أولها إن التحكيم يكلف أموالا وكذلك اختيار إسرائيل لوكيل لها، والذى أقصده أن على كل طرف اختيار وكيل ليتحدث باسمه في القضية وهو متبع فى كل قضايا محكمة العدل الدولية.
* لكن الموضوع يخص المشاعر أكتر من الدبلوماسية والألقاب لأن وكيل جمهورية مصر العربية فى لجنة تحكيم طابا أمر مختلف؟
أنا بأشرحه أهه.. هو رئيس هيئة الدفاع وممثل الحكومة والذي يتحدث مع المحكمين ورئيس المحكمة بيتشاور معاه.
*قبل ما أدخل فى تفاصيل المسألة بدأت بدعوة من دكتور عصمت عبد المجيد وزير الخارجية المصري في وقتها لمنزله؟
تقصدى أما بدأت لجنة التحكيم اسمحيلي أعمل خلفية صغيرة أنا كنت فى الهند من 81 إلى 82 ورجعت سنة 83 إلى مصر واستلمت الملف في نوفمبر 83 وأنا حظى كويس لأن من نوفمبر 83 إلى بداية 85 كنت أقرأ ملفات لأن الانسحاب كان المفروض يتم 25 أبريل 82 جاءوا أثاروا المشاكل دى حوالي 14 نقطة وموضوعات لا قيمة لها ورفضوا الانسحاب وحصلت أزمة بين الدولتين وجه وكيل وزارة الخارجية الأمريكى والتقى بنظيريه المصري والإسرائيلي واتفقوا على اتفاق 25 أبريل إن إسرائيل تنسحب من كل حتة ما عدا المناطق المختلف عليها ويتم حلها طبقا للمادة السابعة اللي ذكرتها من اتفاقية كامب ديفيد، وبدأ التفاوض لمدة شهرين ثم غزت إسرائيل لبنان فأوقفت مصر التفاوض معها وسحبت السفير وأوقفت التفاوض 3 سنوات لما اتغيرت حكومة الليكود في إسرائيل وجت حكومة ائتلافية من "الليكود والعمل" اتصلوا بمصر وأول اتصال كان لما دعاني دكتور عصمت عبد المجيد في بيته وقال لى إن بكرة هييجى السفير الإسرائيلى عشان يتكلم فى الموضوع ده.
*احكيلى تفاصيل الجزئية دي لما طلبك تجيله البيت كنت تعرف أنت رايح ليه؟
لا.. بس كنت عارف إن الملف في الإدارة القانونية عندي فقال لي جهز نفسك عشان السفير الإسرائيلى جاى يتكلم فى هذا الموضوع، وجُم وقالوا إن الحكومة الائتلافية يسعدها التفاوض فى الموضوع وبدأ التفاوض مرة أخرى ودعوا إلى اجتماع فى بير سبع، كان فيه السفير عبد الحليم بدوي وأنا، كنا نرأس الوفد وكانت الاجتماعات مضحكة لأن كل واحد فيهم يقول تحكيم، والتاني يقول توفيق وإحالة النزاع إلى التوفيق على أساس أن التوفيق بطبيعته ليس وسيلة قضائية بحتة ويسمح باللجوء إلى اعتبارات سياسية وإحنا صممنا على موقفنا بالتحكيم إلى أن رضخوا للامر.
*موقف زى كده مدير الإدارة القانونية بوزارة الخارجية يبتدي منين؟
يبتدي من الموقع التاريخي وتاريخ المنطقة وخرايطنا والأسانيد القانونية لأن المساءلة لها تاريخ لأن إسرائيل احتلت سيناء 56 لما هجمت هي وبريطانيا وفرنسا وانسحبت في مارس 57 بقرار من الأمم المتحدة، وانسحبت من المناطق دى قبل كده وجت قوات الطوارىء ودى كانت من المشكلات فى مصر لأن المنطقة دى من الحدود الدولية غربا فى اتجاه مصر 3 كيلو ما كانش قوات مصرية أو أى مصري بيدخلها من 56 كان فيه القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
*يعنى أول خطوة قررت أن نتبدى بيها هو التأريخ طب بالنسبة لتشكيل اللجنة؟
لا لسه شوية كان فيه حاجة قبلها إن المسالة عايزة أجهزة الدولة كلها تعمل فيها فطلع قرار جمهوري بتشكيل لجنة قومية للتحكيم فى طابا من ضمنها دكتور وحيد رأفت، ودكتور مفيد شهاب، ودكتور طلعت الغنيمى، ودكتور صلاح عامر، وكذلك تشكيل لجنة عسكرية من سلاح المهندسين وأساتذة تاريخ زى الدكتور يونان لبيب رزق، وأساتذة جغرافيا زى الدكتور يوسف أبوالحجاج، ومن أجهزة أخرى، وذهبنا "أنا والدكتور عصمت عبد المجيد" إلى وزير العدل وقتها المستشار ممدوح عطية طلبنا اتنين من وزراة العدل، وكان المستشار أمين المهدى من مجلس الدولة، وزير العدالة الانتقالية الحالي، والمستشار فتحي نجيب، رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، وأساتذة جامعات وعملنا لهدفين الأول إن المحكمة تكشف عن وضع سابق ولا تنشىء وضعا جديدا.
*يعنى أيه؟
يعنى المحكمة لا تخترع مكان بل تلتزم بالعلامات الحدودية فعلى المحكمة كشف مكان العلامة، مش تخترع مكان جديد والهدف الثاني إن يحدد كل طرف مكانه بدقة إحنا حددنا مكان واستمرينا عليه أما إسرائيل فاخترعت مكانين جديدين لأن ليس لها أحقية في الأرض.
*حساك في جزء مش تاريخي.. جزء نفسى لما قبلت المسؤولية ماتقوليش إنك كنت مطمئن لآخر درجة؟
إطلاقا..
*ما تقوليش كنت منفرج الأسارير؟
شوفتي وشس فس الفيديو كان عامل إزاي.
*حضرتك كنت عارف المفاوض الإسرائيلى كويس، ولك خبرة سيئة في كامب ديفيد، وعارف إنه ملاوع والتحكيم الدولى المحكمين خاضعين لعالم مستقطب وقضية عربية - إسرائيلية.. عايزة أسمع أفكارك الذاتية فى هذا الموضوع؟
أولا: إسرائيل لا تخضع للقوانين بصفة عامة والتفاوض معهم صعب وهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون ولولا ذلك لما أنشأوا هذه الدولة وأنا قلتها لهم، وثانيا: أن من أهم أهدافها الإستراتيجية كسب الوقت وإفساد كل تفاوض لكسب وقت اكبر ولهذا كنا محددين لأننا نعلم ذلك واستعرضنا 44 اسم على مدى 3 أو 4 أشهر ولم نستطع الاتفاق على أسماء للمحكمين وكانوا دايما بيقترحوا أسماء إما يهود أو متحيزون لإسرائيل إلى أن استطعنا بعد مجهود شاق الاتفاق على اسمين واحد فرنسى رئيس سابق لمحكمة النقض الفرنسية، إحنا كنا بندور على ناس بيحترموا اسمهم ومش تحت ضغوط، وأستاذ قانون دولي في زيورخ من عائلة ميسورة لعدم الالتجاء إلى رشوته، ورحنا جينيف والاتنين ادونا ثلاثة اسماء في وروقة مغلقة فاتفقنا على رئيس المحكمة اللى اسمه "جونار لاجنرين" وده من كبار قضاة السويد وعائلة زوجته صاحبة بنك للأسف كنا بنهتم بالحاجات دي..
*كنتم بتعملوا دراسة لكل اسم مطروح من المحكمين؟
كنا بنستعين بمكتب محاماة فى باريس وبنكلفه يجيبلنا خلفيات كل واحد من هؤلاء، وكلفت الدكتورة فايزة أبو النجا أثناء بعثة لها فى جينيف إنها تجيب من أرشيف عصبة الأمم معلومات.
*بس اسمها مش موجود فى القائمة؟
أنا بعت أسماء أخرى وحتى من وقع معى على وثيقة الانسحاب أو مشارطة التحكيم لكن بكل أسف مش كل اللى طلعت أسمائهم كانوا بيشتغلوا فى كل القرارات، لكن هذا ما حصل.
*طب ودكتورة فايزة ليه لم تكمل معاكم؟
لا هى كان مطلوب منها مهمة أرشيف عصبة الأمم وجابت حاجات مهمة وقتها.
*برضه ما جاوبتنيش على السؤال؟ كنت متفائل.. متشائم.. متهيب؟
بكل صراحة أنا قعدت فترة طويلة كاتب استقالتى فى جيبى وكنت فى كل مقابلة مع الرئيس الأسبق مبارك، اللى كان مهتم جدا بهذا الموضوع، وكنت باخد تعليماتى من رئيس الوزراء مباشرة الدكتور عاطف صدقى، لأنى ما كنتش بأحب الضغوط لكن هذا لم يحدث وساعة ما وقعنا مشاطرة التحكيم وقيدنا سلطة المحكمة حسينا إن الوضع اتغير لأن إسرائيل اختارت مكانين يتنافيان مع المنطق ومع الطبيعة الجغرافية للمنطقة واللى تبين بعد فترة إن إسرائيل كانت تعلم أنها لن تكسب القضية ولكنها كانت تريد خسارة مصر للقضية وهناك خريطة فى 1906 ولها أهمية كبيرة جدا، وكانت معنا 91 وقدمت إسرائيل مكانین للموقع الذى تدعیه للعلامة 91 القاسم المشترك بیننا وبينها وقامت بطمس معالم العلامة.
*بعد أن تركتها فى موقعها ولم تدمرها ولم تخطر مصر بأنها قد أزالت جزءا من الهضبة وأبقت على االعلامة 90 فقط لإیهام مصر أنها العلامة 91؟
وذلك لأنه لم يكن لنا وجود فى هذه المنطقة كما قلت مسبقاً، وكانت الأراضى المصرية محتلة من 67 إلى 82 وقبلها لم يكن متواجدا إلا القوات الدولية ولم نكن نعلم إزالتها لهذا الجزء وتناست إسرائيل أنها وافقت على إنها آخر علامة ولكنها أخطأت حيث كانت تراهن على أخطاء الوفد المصرى ولكنه لم يحدث وأخبروا الأمريكيين بأنهم يراهنوا على خطأ الجانب المصرى وإن الأمر سينتهى بعجز المحكمة عن إصدار حكم ويؤجل الموضوع 10 سنوات أخرى وعلمنا ذلك من الأمريكيين فيما بعد.
*يعنى هما كانهم عايزين بمفهوم القضايا الفردية "يبوظوا القضية".. كلمنى عن العلامة 91 واللى أخدت مجهود بحثي واشرح لي ما هي العلامة 91 وإزاى حاولوا يعبثوا بها؟
العثمانيون والمصريون والإنجليز حطوا علامات وآخر واحدة كانت 91، والتي أزالتها إسرائيل عندما شقت الطریق، الذى یربط طابا بمیناء إیلات وأزالت جزءا من الهضبة وأبقت على الرقم 9 فقط لإیهام مصر أنها العلامة 91 وضيعوا أى معالم لعلامات أخرى لكى لا نعرف مكانها ورفضت كل الخرائط التى تقدمنا بها منها الخرائط الإنجليزية وكان الأمريكيون حياديون إلا المستشار القانونى الأمريكي اليهودي للخارجية الأمريكية العراقي صوفير، والذي رفض كل الخرائط.
*اتخانقت معاه مرة في الفترة دى؟
أنا اتخانقت معاه كتير لدرجة إن بعد عشرين سنة قابلته في جامعة إكسفورد وراح يشتكى لزوجتى إنى كنت باتخانق معاه.
*كدبلوماسى معروف بالهدوء إزاى احتديت على هذا الرجل؟
لأنه ما قدرش يحتد على وكان بيحتد على زميلي السفير علي أبو الخير بالكلام حول الخرائط ورفع صوته، وقلتله الاجتماع انتهى وقال لى إن ممكن نكمل الاجتماع على العشاء فأخبرته مش هاتعشى معاك، والوفد المصرى سابه ومشى لأننا لم نستطع تحمل تصرفاته.. واللى عايز أقوله إن الخرائط لو لم تكن مرفقة بالمعاهدة وتوقيع الأطراف عليها لا يكون لها حجية وستكون فى مرتبة القرائن فقط وإن كان لها أهميتها.
*دكتور نبيل بذلتم مجهودا كبيرا ولفيتوا بلاد كثيرة لاستكمال أوراق تلك القضية والحصول على الخرائط؟
بذلنا مجهودا كبيرا للحصول على الأرشيف التركي وإنجلترا طلبنا منها عن طريق السفير عز الدين عبد المنعم في لندن الحصول على خرائط ولكن كان يظل الشهود لهم أهمية كبرى وذهبت بنفسى إلى أرشيف الأمم المتحدة وكانت فى هذه المنطقة قوات دولية خلال تلك الفترة من دولتين يوغوسلافيا والدنمارك.. والدنمارك لم تساعدنا وكنا عايزين ضباط شهود يقولوا إنهم متواجدون هنا ودى كانت أراضى مصرية.
*مين اللى فكر فى نوعية الشهود؟
إحنا طلبنا شهود كتير وكان المسؤول عن استجواب الشهود "ديرك باوت" وهو أستاذ حقوق بجامعة كامبريدج وكان بيسأل الشهود هيقولوا أيه، مش بيغير شهادتهم بس بيسأل هيتكلموا في أيه.
*لدى قائمة بأسماء الشهود منهم الفريق كمال حسن علي، كان بيشهد بأيه؟ وإسماعيل شيرين زوج الأميرة فوزية؟
شهد بأنه كان وزير الدفاع وأخبر شارون بأن النقطة 91 هى النقطة الصحيحة، وشارون أخبره إن النقطة فى الوادى فشهد بأنه قال هذا الكلام كما شهد إسماعيل شيرين ووزير الحربية الأسبق، زوج الأميرة فوزية، بأنه ذهب إلى هذه المنطقة أكثر من مرة من 49 إلى 52 وأنها كانت منطقة خاضعة للجيش المصري.
*اللواء عبد الحميد حمدي مساعد وزير الدفاع السابق؟
كانت شهادته ظريفة جدا لأنه شهد بأنه كان ملازم فى هذه المنطقة لمدة 3 أشهر وأخبرهم بصعوبة الحياة فى هذه المنطقة وأنها "غلب ونكد وما فيش أكل وما فيش شرب وكأنها شكوى ومش شهادة".
*اللواء عبد الفتاح محسن مدير المساحة العسكرية؟
ده كان من أكثر الناس اللى كانوا يعرفوا سيناء وكان يقول إنه يعرفها ككف يده فكان يشرح بدقة ويجيب على أى سؤال بدقة شديدة حول تلك المنطقة وكان شخصا عظيما ولديه معلومات جيدة وكان له دور كبير فى استعادة طابا.
*طب دكتور يوسف أبو حجاج مسؤول الجوانب الجغرافية؟
كانت شهادته مهمة فى تحديد الحدود والجوانب الطبيعية للمنطقة.
*والعقيد اليوغوسلافى؟
كانا عقيدان مش واحد، وشهدا بأنهما كانا يقومان بدوريات فى هذه المنطقة فى داخل الأراضى المصرية.
*ماذا عن حجم الأوراق المتدوال بينكم وبين المحكمة؟
يجب أن تعرفي أن الاتفاق كان على وجود مذكرات لكل طرف وعليهما تقديم 3 مذكرات ويتم الرد عليها من كل طرف بعد تقديمها إلى المحكمة على ثلاثة مراحل وتم كتابتها فى مكتب فى فرنسا، إضافة إلى مرافعات شفوية كنت أنا بأبدأ دايما بيها وكانت مشكلة لأن كل المذكرات والمرافعات كانت بالإنجليزية والمجيد للإنجليزية كان واحدا فقط من أساتذة القانون الموجودين والحقيقة لازم أشهد بأن ضابط الاتصال للمخابرات الحربية المصرية اللواء بحري محسن حمدي له فضل كبير لأن الإسرائليين حاولوا بكل الوسائل تغيير معالم المنطقة ورفض أن ينصاع ووقفلهم ورفض كتابة محضر بما يريدون تزييفه من علامات وكتب محضر عكسي إلى أن زار المنطقة كمال حسن علي وشارون ولولاه لرسمت حدودنا بشكل آخر؛ ولذلك من أهم دروس معركة طابا، إنه لابد من أن تكون الخرائط والوثائق الخاصة بالحدود المصرية يتم الحفاظ عليها بصورة دقيقة وتخزينها بوزارة الخارجية لربما احتجنا لها، وهو ما طلبته من الدكتور عصمت عبد المجيد فيما بعد.
*حضرتك كنت أخدت إجازة من مدير الإدارة القانونية بالخارجية لكى تتفرغ لموضوع طابا؟
لا ما أخدتش إجازة ولا حاجة لأنه جزء من عملى ونقلت كسفير في جينيف بعد ذلك لمراقبة التحكيم.
*كثيرون فاهمين إن المعركة العسكرية هى الأساس في استرداد طابا؟
ده كلام صحيح لأنه لولا الجيش المصري والعبور ما كانش فيه حاجة خلاص، فالعبور أدى إلى معاهدة السلام وطبقا للمادة السابعة اتحل الموضوع بالطريقة دى لأننا اعتمدنا على العبور المصرى ولم نتفاوض من فراغ.
*لكن اللى فاهمين قضية طابا وأهمهم دكتور يونان لبيب رزق فاهمين إن الخارجية والدبلوماسية المصرية كانت الفارس الأول لهذه المعركة لكن هذا الرأى لا يتم تصديره للناس؟
أنا بأتفق مع هذا الرأى لأنه واقع ولكن كل أجهزة الدولة ساهمت بإعداد الأوراق والمواقف لكن الخارجية كانت المتحدث فى هذا الموضوع بلا شك.
*دكتور نبيل لم يتوقف الصراع على الخرائط والأدلة ولكنه امتد حتى على مكان الإقامة؟
مش إقامة لما تقرر إن يبقى فى سويسرا تكلمت معاهم وطالبتهم بعدم تدخل القضاء السويسرى وأخدت موافقات منهم لتجنب طعن الإسرائليين على الحكم إذا كان لصالحنا وجينيف قاعة آلاباما بيبقى فيها تحكيمات دولية اديهولنا نجتمع فيها واتعطلنا بسبب الخلاف على تقسيم مكان الاجتماعات بيننا وبين الإسرائليين لأنهم كانوا يريدون الحصول على القاعة الأكبر رغم إنهم كانوا أقل عددا ولجانا إلى القرعة وكسبوا رغم رفضى لها وكل الوفد كان فى حالة حزن وتشاءموا وبعدها بكام يوم أخطرونا بالبحث عن مكان آخر بسبب اجتماع لجورباتشوف وريجان فى المكان وطالبونا بالبحث عن مكان يجتمع فيه الوفدان وكنا لا نتفق على شيىء، ونختلف على أقل الأشياء حتى فى تبادل الهدايا التذكارية رغم رفضى للأمر، ولكنه حدث، وكانوا يريدون تصوير ما يقدمونه على أنها أشياء كبيرة وتنبهت إلى ذلك ولم أمكنهم من التصوير.
*الناس ممكن تسأل إن مصر اتكلفت فلوس كتير جدا؟
مليون دولار أو أقل وعندنا سجل بكل هذا.. خدى بالك إنتى بتتكلمى عن الثمانينيات والحق أقول إن الوفد المصرى كان بيحصل على أقل القليل من بدلات السفر المتعارف عليها عالميا، وعملوا أكثر من 5 سنوات دون أن يتاقضوا مليماً واحداً من الدولة عدا بدل السفر الحكومى.
*السؤال الأبقى من أى شخص لا يتسع أفقه للأمر يقول إن الموضوع لا يتعدى ألف متر لكل ذلك؟
إسرائيل كانت تهتم اهتمام شديد بعدم الانسحاب إلى الحدود الدولية فتكسر مبدأ الانسحاب ولا تنسى أن بعد قرار مجلس الأمن 242 اعتمدت على أن هناك خمس لغات معتمدة داخل مجلس الأمن منها اللغة الإنجليزية، وكان القرار غير واضح ولكن ما فسره اللغات الأخرى التي تم كتابة القرار بها، وإسرائيل انسحبت إلى الحدود الدولية عام 56 ولم تثير كل تلك المشكلات ولكنها هذه المرة شمت نفسها وأرادت الحصول على أراضٍ أكثر وطابا أيا كان مساحتها وهي 1200 متر وليست ألف متر، لا يجوز الحديث عن التخلى أو تحمل التنازل عنها أو عن شبر منها وحتى طبقا للدساتير ومعركة طابا انتصار حضاري، كما حدث فى 73 بالانتصار العسكري.
*كتبت فى كتابك وأرسلت خطابا بأسماء الأعضاء فى مارس 89؟
طلب مني هذا..
* وحتى هذه اللحظة أى بعد ما يزيد عن عشرين عاما لم تتفضل الدولة بتكريم أى فرد ممن ساهموا فى تحقيق هذا الإنجاز الكبير.. لماذا لا أدرى ولا أجد تفسيرا مقبولا؟
ليس لدى تفسير مقبول والانسحاب المفروض كان يتم يوم 26، جاني المستشار القانونس الأمريكى، وأخبرنى فى غرفتى بفندق طابا إن إسرائيل لا تستطيع الانسحاب هذا التاريخ، وقال أنت لم توافق لى على شيىء وطلب التأجيل إلى 15 مارس فقلت له إن 15 مارس عيد ميلادي ووافقت عليه، وجالي من القاهرة إنى أعد كلمة وإن فيه اجتماع فى مجلس الشعب وهيتحدث نائب رئيس الوزراء الدكتور عصمت عبد المجيد، والمشير أبو غزالة وأنا ولقيت إن تم إلغاء الاجتماع ثم تلقيت اتصالاً من رئاسة الجمهورية، يفيد بأن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، سيصافحنا ويشكرنا أنا وأعضاء اللجنة بعد رفع العلم في سيناء، وفوجئنا بمبارك بعد رفع العلم، يصافح الفنان الراحل فريد شوقي ويسرا وهشام سليم وانتظرنا أكثر من عشر دقائق ثم غادر المكان دون أن يصافحنا وأنا قابلته فى حاجات كتير بعدها ولم نتحدث عن هذا الموضوع أبدا ولم يصدق الدكتور حامد سلطان الذي أتى رغم مرضه إن هذا يحدث ولكن التكريم أمس يكفى.
*برغم قامتك الدبلوماسية واعتلائك أرفع المنصاب إلا إنك تتحدث عن تجاهل الرئيس الأسبق حسني مبارك وتجاهله للفريق الذي ساعد في استرداد طابا وفي داخلك غصة؟
كل الفريق لم ينتظروا تكريما أو مكافاة ولكن يؤسفني "توفى عدد كبير منهم وهذا ما يؤلمنى نقول حاجات فرايحي".
*كل ما تقوله له قيمة وإن كان ممزوجا بالدموع.. المهم إن التاريخ والأجيال تعرف القيمة ولا يهم رئيس الجمهورية يعرفها أو ما يعرفهاش فبعيدا عن أى جعجعات هناك من يكتبون التاريخ ويخدمون للبلد ورغم ذلك تحدثت بشكل محايد عن الرئيس مبارك واهتمامه بملف طابا فى كتابك برغم مرارتك الشخصية؟
الحقيقة أنا انتهيت من كتابى فى عهد الرئيس مبارك فى نوفمبر 2010 وجت يناير وتأجل نزول الكتاب وأنا أحترم القوانين ولأنى أصبحت وزيرا للخارجية احترمت عدم جواز قيام أى وزير بعمل تجاري ولو إنه مش عمل تجاري.. والكتاب بيتباع فى السوق وأحصل على 8 جنيهات من كل نسخة كتاب، وانتظرت إلى حين التحاقى بالجامعة العربية ونشرت الكتاب.
*دكتور نبيل العربى ليس بالشخصية المتفاخرة وكأنه يعتذر عندما يتحدث عن دوره فى كتابه.. كتب ما بين الأقواس يقول "لا شك أن النجاح فى استعادة طابا يمثل أهم انجاز في حياتي المهنية" لماذا؟
مش كل واحد تجيله فرصة فى الحياة يؤدى عملا لبلده ولكن النجاح له ميت أب والفشل يتيم والجميع يتحدثون عن موضوع طابا ولا أرد.. ومصر كانت انتصرت عسكريا وانتصرت حضاريا ضد إسرائيل واغرورقت عينيى بالدموع والعلم يرفع على طابا.
*مقدرش أغفل الجزء الشخصى في مشوارك المهنى لك زوجة فاضلة تشرفنا في الأستديو..
أنا أصفق لها..
*كانت تحضر المحكمة بانتظام ورئيس المحكمة سأل عنها عندما تغيبت لانشغالها وقال فين مدام العربى.. مدام العربى كنتى بتحضري كل جلسات المحكمة؟
فردت زوجته: "كل الجلسات حضرتها كانت مشوقة جدا".. وأنا اللى كنت مهتمة أروح وحتى حضرت بعض المناقشات بين مجموعة الخبراء المصريين وظنوا أننى محامية لاهتمامى بالحضور حتى قاضى المحكمة وإن لدى خلفية قانونية وكان الحضور بالنسبة لى فيلم سينمائى لقضية كبرى به إثارة وتشويق وحضرت كل جلسات القضية فى جينيف.
*إنتى أكيد حاسة بفخر الدكتور نبيل عن موضوع طابا بيكلمك عنه إزاى وبيقول لك إيه؟
بالنسبة له الموضوع مهم أوى إنه يمارس كل مهاراته وكل خبراته القانونية والدبلوماسية فى القضية ولكن بالإضافة إلى ذلك كونه إنسان مصري.
*التكريم اللي حصل مؤخرا من رئيس الجمهورية كان بيعني له أيه؟
الكثير.. بالاعتراف بمجهوده ومجهود المجموعة التى أدت مهمتها على أكمل وجه وهو يستحق وهذا يظهر من تأثره بالذين توفوا ولم يحضروا التكريم.. وأحب إن أقول له إننا فخورون به كأسرة وهو قريب منا كرب للأسرة وقال إنه هيدى النيشان لابنه الأكبر مروان وسيعطى لابنه الأصغر النيشان الذي حصل عليه من قبل للحفاظ على هذا التراث الذي يفخرون به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.