اللواء عبدالمنعم سعيد احتفلت مصر أمس بالذكري 25 لاستعادة طابا بعد مفاوضات شاقة وصعبة قادها فريق مصري وطني محترف من خيرة القانونيين والعسكريين وأساتذة التاريخ والجغرافيا ضد العدو الاسرائيلي.. معركة الاستعادة كانت ملحمة وطنية من ملاحم معارك البطولة والشرف والمجد للمصريين استمرت علي مدي ست سنوات بعد الانسحاب الإسرائيلي من سيناء في 25 أبريل 1982 وخاضتها مصر بنفس الروح العظيمة التي خاضت بها حرب أكتوبر،.. وطابا التي لا تتعدي مساحتها كيلومتراً مربعاً واحداً، هي الجزء الأخير من سيناء الذي أعادته إسرائيل إلي مصر بعد قرار لصالحها صادر عن لجنة تحكيم دولية في 29 سبتمبر 1988، وانسحب آخر جندي إسرائيلي منها يوم 19 مارس 1989أحد أهم الشهود علي تلك الملحمة الوطنية هو اللواء عبد المنعم السعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة محافظ سيناء الاسبق وسآلناه عن معركة المفاوضات التي خاضها المصريون لاسترداد الارض.. يقول في البداية امتنعت إسرائيل عن تسليم طابا باعتبار ان العلامة رقم 91 هي آخر نقطة علي خط الحدود الدولية الممتد من رفح شمالا حتي طابا جنوبا وأن مكان النقطة 91 في مكان آخر يسمح لها بضم منطقة طابا لتكون داخل حدودها إلا أن مصر اعترضت علي ذلك وطلبت الرجوع إلي اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والتي ذكرت بأنه عند حدوث اختلاف في تنفيذها يتم حله عن طريق التفاوض أو التوافق أو التحكيم ورأت مصر التوجه إلي التحكيم مباشرة بعد فشل التفاوض الذي استمر مدة طويلة دون نتيجة تذكر. وبعد مناوشات ومحادثات كثيرة اقتنع الجانب الإسرائيلي بالتوجه إلي التحكيم. وبدأت عملية الإعداد للتحكيم بتشكيل لجان لوضع مشارطة التحكيم وأسلوب العمل أثناء بحث وعرض الموضوع علي قضاة التحكيم. واستقر الرأي في النهاية علي تشكيل محكمة من 5 أعضاء ثلاثة منهم من المحكمين الدوليين وواحد من إسرائيل وآخر من مصر.. . ووضع أثناء التوقيع علي مشارطة التحكيم الإجراءات التي تتبعها المحكمة التي نصت علي زيارة هيئة المحكمة لمناطق علامات الحدود المتنازع عليها «ومنها العلامة 91 الخاصة بطابا» والاستماع لشهود الطرفين واستجوابهم والمرافعات الشفوية لدفاع كل من الطرفين ثم تعقد هيئة المحكمة جلسات للمداولة قبل أن تصدر حكمها.. وبدأت مصر تقديم مذكرتها الأولي في 13 مايو 1987 شاملة 800 صفحة تناولت كل شيء بدءاً من نشأة النزاع والخلفية التاريخية وسؤال التحكيم ورؤية الدفاع المصري لاختصاص المحكمة ودورها والحجج والأسانيد القانونية لكن الجانب الإسرائيلي كان أسلوبه الانتظار حتي تقدم مصر مذكرة الدفاع الأولي ويطلع عليها ثم يرد بكل ما يستطيع في مذكرته الثانية.. ولذلك جاءت مذكرة الدفاع الإسرائيلي الأولي في نحو200 صفحة بملاحقها خالية من أي حجج أو أسانيد قوية لكن إسرائيل في مذكرتها المضادة والإضافية فشلت تماما في الرد المقنع علي المذكرات المصرية. وفي 14 مارس 1988 بدأت المرافعات الشفوية في مرحلتها الأولي ثم في 11 أبريل 1988 في مرحلتها الثانية وتظهر مصر في دفاعها بالحجج القانونية والشواهد والخرائط تؤكد موقع النقطة 91 الخاصة بطابا واستمعت المحكمة إلي 13 شاهدا من الجانب المصري و3 شهود فقط من الجانب الإسرائيلي.. وفي النهاية بعد التصويت علي الحكم بين أعضاء المحكمة الخمسة تم إعلان الحكم يوم الخميس 29 سبتمبر