عام 2004 كان العقيد مازن صبرى، مدير إدارة الرقابة الجنائية بمديرية أمن القاهرة حالياً، برتبة رائد شرطة ويعمل آنذاك رئيس مباحث روض الفرج، لا يزال يتذكر تلك الجريمة التى كشف تفاصيلها بعد غموض استمر 10 سنوات.. المتهمان شقيقان قتلا زوج شقيقتهما ووضعا جثته فى جوال.. وقاما بإلقائها فى الرشاح بمحافظة القليوبية. 6 أشهر كانت فاصلة على إسقاط عقوبة الجريمة عن «الجناة المجهولين» بعد مرور 10 سنوات على ارتكابها. العقيد مازن حكى ل«الوطن» تفاصيل الجريمة قائلاً: تلقيت بلاغاً من أهالى منطقة روض الفرج بنشوب مشاجرة بين شقيقين بسبب خلافات مالية بينهما، انتقلت أنا وقوة من المباحث إلى مكان البلاغ ونجحت فى التصالح بينهما، وأثناء مناقشة الشهود سمعت من «ترزى» فى المنطقة كان موجوداً أثناء المشاجرة أن أحد الطرفين هدد الآخر بأنه سوف يعترف على جريمة قتل ارتكبها شقيقه منذ 10 سنوات. يتابع العقيد صبرى قائلاً: المعلومة أنا اشتغلت عليها.. ومر حوالى أسبوع وتشاجر الشقيقان مرة أخرى وحضر أحدهما إلى ديوان القسم وطلب تحرير محضر ضد شقيقه يتهمه فيه بالتعدى عليه بالضرب. يضيف مازن قائلاً «وانتظرت حتى انتهى الشاب من تحرير المحضر ضد شقيقه، ثم طلبت مقابلته وناقشته حول الرواية التى رددها بأن شقيقه قتل زوج شقيقتهما منذ 10 سنوات.. وبدأ الشاب فى الاعتراف بتفاصيل الجريمة وقال إنه شارك مع شقيقه فى قتل زوج شقيقتهما بمنطقة القليوبية. وأضاف أن عمره كان 14 سنة آنذاك، أى منذ 10 سنوات، وأنهما قتلا الضحية ووضعا جثته فى جوال وقاما بإلقاء جثته فى الرشاح بمنطقة القليوبية. ويتابع العقيد مازن قائلاً «وبدأ المتهم فى شرح تفاصيل الواقعة وقال إنه توجه هو وشقيقه إلى شقة زوج شقيقتهما بالقليوبية للصلح بينه وبين شقيقتهما بعد أن غادر زوج شقيقتهما شقة الزوجية بسبب خلافات بينهما، وأثناء الحديث مع المجنى عليه نشبت مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، استل على أثرها شقيقى سكيناً من مطبخ الشقة وسدد للمجنى عليه عدة طعنات فى الصدر والبطن حتى سقط غارقاً فى دمائه.. والكلام ده كان يوم 14 ديسمبر 1995». يستكمل المتهم فى اعترافاته أمام العقيد مازن قائلاً: بعد الواقعة هربنا من الشقة وتركنا الجثة يومين وبعد كده رجعنا تانى الشقة وكان معانا دراجة نارية.. ووضعنا جثة المجنى عليه فى جوال واستقلينا الدراجة وألقينا بجثته فى الرشاح بالقليوبية، وحتى الآن لم يعرف أحد من عائلة المجنى عليه أن الضحية قُتل.. عشان شقيقى الأكبر كان يقوم بالاتصال بأشقاء الضحية كل شهرين وينتحل صفة الضحية ويخبرهم بأنه سافر إلى ليبيا ويعمل هناك فى إحدى المزارع. يتابع مازن قائلاً: أنا أخدت كلام المتهم وذهبت إلى مكتب اللواء فاروق لاشين، وكان يعمل آنذاك مدير إدارة البحث الجنائى بالقاهرة.. ودخلنا فى جدل مع عدد من الضباط وذلك لعدم وجود جثة.. لأن الجريمة غير كاملة.. واستمر الجدل ساعات طويلة حتى قرر اللواء لاشين استكمال البحث فى القضية والقبض على المتهم الثانى.. وعلى الفور ألقيت القبض على المتهم الثانى وشرح تفاصيل الواقعة كما جاء على لسان شقيقه. يضيف العقيد مازن صبرى قائلاً «أنا بعد اعترافات المتهمين انتقلت إلى إدارة الأمن العام وفحصت بلاغات العثور على الجثث المجهولة منذ 10 سنوات وفضلت مدة طويلة أفحص فى البلاغات حتى توصلت إلى جثة تحمل نفس المواصفات فى الملابس والشكل للمجنى عليه كما وصفه المتهمان. وتمت إحالة المتهمين للمحاكمة وعاقبتهما المحكمة بالسجن 10 سنوات».