استمرار الزحام على فروع البنوك ومكاتب البريد للحصول على ال500 جنيه "منحة كورونا".. وصرف المعاشات

شهد محيط أفرع البنك الأهلى بغالبية المحافظات، زحاماً شديداً من قبل عدد من المواطنين لليوم الثانى اليوم، بعدما سرت شائعة بصرف منحة استثنائية قدرها 500 جنيه للعمالة غير المنتظمة من مقار البنك، كمساعدة لهم خلال أزمة «كورونا»، كما شهدت البنوك ومكاتب البريد زحاماً آخر لصرف المعاشات.
ففى محافظة الجيزة، وقفت فكرية محمد أحمد، 58 عاماً، وسط العشرات من النسوة اللاتى أتين أمام مقر البنك الأهلى بشارع «إلهامى الكردانى» بالدقى، فى انتظار الحصول على مبلغ 500 جنيه عن كل بطاقة رقم قومى، تعيش هذه السيدة أعلى إحدى البنايات فى الدقى، قبل 20 عاماً، حيث كان زوجها يعمل «بواباً» (حارس عقار) فى البناية ذاتها، لكنه توفى قبل عدة أعوام، لتتولى مسئولية تربية وزواج بناتها الخمس: «جوز واحدة من بناتى قال لى روحى البنك ومعاكى البطاقة هتاخدى 500 جنيه، البنك بيوزعها، وآدينى نزلت، بس لقيتهم قافلين الباب وبيقولوا استنوا».
"فكرية": جوز بنتى قال لى أروح البنك علشان أقبض
وتضيف «فكرية» أنها جاءت من العاشرة صباحاً ووجدت تجمّعات أمام البنك، مما أكد لها صحة الخبر الذى تلقته من زوج ابنتها، معلقة: «كل الناس متجمعين هنا، لنفس السبب، لكن محدش خد فلوس، ومش عارفين ده صح ولّا لأ»، مشيرة إلى توافد عدد كبير من سيدات محافظة الجيزة من مناطق عدة لنفس السبب.
وأمام مقر البنك الأهلى المصرى بميدان سفنكس بالجيزة، تجمّع العشرات بشكل عشوائى، محاولين دخول البنك أو تقديم بطاقات الرقم القومى للحصول على منحة ال500 جنيه، أغلبهم من النساء البسيطات وقليل من الرجال أيضاً، بينهم سيدة محمد عبده، 38 عاماً، القاطنة بحى إمبابة بالجيزة، تشير إلى أن زوجها الذى يعمل سائق «توك توك» أبلغها بأن البنك يقوم بتوزيع 500 جنيه لكل فرد، وأنها جاءت بصحبة جيرانها إلى مقر البنك، لتسليم بطاقاتهم، منتقدة الطريقة التى يتعامل بها البنك مع الأهالى، حيث إنه أغلق أبوابه فى وجوههم، وأبلغهم بالانتظار فى الخارج، قائلة: «المفروض ياخدوا مننا بطايقنا علشان مانعملش زحمة، واحنا مش شايفين حد أخد فلوس وخرج ولا أى حاجة»، لافتة إلى أن زوجها ذهب إلى بنك آخر ببطاقته الشخصية للحصول على المنحة نفسها.
"الضو": "ماحدش صرف"
وقال إبراهيم الضو، 52 عاماً، بائع متجول، من منطقة البراجيل فى الجيزة، من أمام مقر البنك الأهلى المصرى بشارع التحرير بمنطقة الدقى، مع عدد من المواطنين جاءوا للحصول على منحة ال500 جنيه، إنه علم من زملائه بتوزيع البنوك 500 جنيه للعاطلين، دون تسجيل البيانات على موقع وزارة القوى العاملة، وإنه جاء للحصول على المنحة، لكنه لم يتمكن من تسليم بطاقته إلى موظفى البنك، مشيراًَ إلى أنه لم يشاهد أحداً حصل على هذه المنحة، وأنه سينتظر بعض الوقت، وإن لم يشاهد أياً من الحاصلين على المنحة سيغادر من أمام مقر البنك.
فيما شهد الكثير من البنوك ومكاتب البريد زحاماً شديداً فى محافظة البحيرة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، من جانب مستحقى المعاشات، بينما فقد المسئولون فى فروع البنوك ومكاتب البريد بعدد من القرى، السيطرة على حشود المواطنين.
وقالت مصادر فى ديوان المحافظة إن تجاوزات بعض المواطنين تسببت فى وجود زحام، رغم تجهيز محيط البنوك لاستيعاب القادمين لصرف المعاشات أو الرواتب، دون تقصير من أىٍّ من الجهات المعنية، مشيرة إلى وصول الزحام لماكينات الصراف الآلى أيضاً.
وفى الغردقة، تزاحم المواطنون على البنوك ومكاتب البريد، مما استلزم استدعاء قوات الأمن لتفريقهم، بينما نفى مدير أحد البنوك ما تردّد من شائعات عن قيام البنك بصرف مبلغ 500 جنيه للعمالة غير المنتظمة، مفسراً الزحام الشديد بصرف المعاشات والرواتب وعدم وعى المواطنين بخطورة الزحام.