تكثف أجهزة الأمن فى الجيزة جهودها لكشف غموض مقتل نائب مأمور مركز تلا أثناء خروجه من بنك فى أكتوبر ظهر أمس الأول، وقالت مصادر أمنية إن مباحث أكتوبر تتبع خط سير المتهمين وتفحص بعض المسجلين خطر خاصة أن الضابط الضحية أطلق الرصاص عليهم من سلاحه الميرى وأصاب أحدهم وحمله زملاؤه وفروا هاربين فى سيارة ربع نقل بعد أن أنهوا حياة الضابط ب4 طلقات مباشرة فى الصدر والبطن وطاردوا صديق الضابط وهو يحمل مبلغ 165 ألف جنيه وأصابوه بطلقتين وفشلوا فى سرقة الأموال التى كانت بحوزته، وانتقل للمعاينة وباشر التحقيق محمد الطماوى مدير نيابة الحوادث وقرر تشريح جثة الضحية المقدم رفعت محمد رفعت لبيان سبب الوفاة وطلب تحريات الشرطة وكلفها بضبط المتهمين وتحفظ على السيارة التى كان يستقلها الضحية وتبين أن المتهمين أطلقوا عليها 25 طلقة واستمع لأقوال المصاب. جرت التحقيقات بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة. انتقلت «الوطن» إلى مسرح الجريمة فى الحى 11 وعلى بعد كيلو متر من البنك الأهلى حيث تتبع المتهمون ضحيتهم لسرقته وطاردوا سيارته لمسافة كيلو متر قبل أن تقع الجريمة. وقال شهود عيان إن الحادث استمر 3 دقائق، وإن الضحية أصيب بطلقات فى الصدر والبطن وإنه أطلق الرصاص على المتهمين وأصاب أحدهم، وظل حيا لمدة نصف ساعة بعد الحادث وتأخرت الإسعاف فى الوصول إلى مكان البلاغ ليلفظ الضابط أنفاسه بالرغم من أن القسم يبعد عن الحادث بحوالى 500 متر. قال عواد 26 سنة عامل إنه عقب انتهائه من صلاة الظهر سمع صوت نار كثيف بالقرب من موقع الشركة التى يعمل بها، وأضاف أنه ذهب هو وعدد من العاملين بالشركة إلى مكان إطلاق الرصاص ووجد سيارة مرسيدس متوقفة ووصف الحادث وقال «السيارة كانت مكسرة كلها وبها طلقات نار كتير ولقينا سائق السيارة الذى كان يرتدى بنطلون جينز وتى شيرت مصاب ب3 طلقات وهدومه كلها دم» وأضاف أنه كان يجلس بجواره شخص آخر مصاب بطلق نارى فى الكتف ويردد عبارات فين الفلوس والطبنجة. وأضاف أن القتيل لم يلفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال ولكنه استمر فيه النفس لمدة نصف ساعة لحد ما سيارات الإسعاف حضرت، وتابع فى حديثه أن الشرطة حضرت بعد الحادث بحوالى ساعة برغم أن القسم يبعد عن مكان الجريمة بحوالى 500 متر فقط. وقال فرج 22 سنة صاحب محل سباكة إن الواقعة «مثل أفلام الأكشن» قائلا «كان فيها مطاردة بين القتيل والمتهمين» وشرح الواقعة التى استغرقت قرابة 5 دقائق وقال إنه أثناء وجوده بالمحل فوجئ بسيارة ربع نقل صفراء اللون يستقلها 3 ملثمين راكبين فى الكابينة بتاعتها تقطع الطريق على الضحية، الذى أسرع بالعودة إلى الخلف بسيارته المرسيدس فاصطدم بكتلة خرسانية موجودة بالطريق، وأضاف فرج أنه أثناء ذلك أطلق المتهمون على الضحية الرصاص فأخرج هو الآخر سلاحه وتبادل الطرفان إطلاق الرصاص أسفر عن إصابة أحد المتهمين ومقتل الضحية وإصابة صديقه. وتابع أنه عقب إطلاق الرصاص اتصل الأهالى بالإسعاف التى حضرت ورفضوا إسعاف القتيل الذى كان يجلس على كرسى السيارة وكأنه لم يمت لولا الدماء الموجودة على ملابسه، وقال مسئولو الإسعاف لا بد من حضور الشرطة وبعد شوية شاهدت الأهالى سيارة شرطة بتمر بالصدفة وأسرعوا إليها وأخبروا الضابط بتفاصيل الواقعة. وأجرت نيابة الحوادث معاينة للواقعة وتبين ل«محمد الطماوى» مدير النيابة أن المجنى عليه مصاب ب 4 طلقات فى الصدر والبطن «فتحة دخول وخروج» وأضافت المعاينة أن المتهمين أطلقوا الرصاص على الضحية من مسافة متر ونصف المتر وأن السلاح المستخدم فى الجريمة سلاح آلى، وأن السيارة بها قرابة 27 طلقة وتلفيات بالزجاج الأمامى والباب الأمامى والزجاج الخلفى والرفرف الأمامى وإطارات السيارة، وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعى لتشريح جثة الضحية وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة. وانتقلت النيابة إلى مستشفى الشيخ زايد واستمع مدير النيابة لأقوال المصاب طارق ماهر 40 سنة صاحب شركة استثمار عقارى، وتبين أنه مصاب بطلق نارى بالكتف الأيسر فتحة دخول وخروج وقال المصاب فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة إنه تربطه بالضحية علاقة صداقة منذ عدة سنوات، وأضاف أنه ذهب إلى المنوفية لمقابلة المجنى عليه والاتفاق معه على شراء شقة له فى منطقة أكتوبر وبات عنده ليلة ثم توجه هو والضحية بسيارته الخاصة «مرسيدس» رقم «222548» ملاكى إسكندرية إلى أكتوبر. وأضاف المصاب فى التحقيقات التى باشرها هانى عبدالتواب رئيس نيابة الحوادث أنه بات هو والضحية ليلة أخرى لدى أحد أصدقائهما وهو أيضاً صاحب شركة عقارات، وبعد ذلك توجه هو والضحية حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف صباح أمس الأول إلى البنك الأهلى المصرى بالحى الثانى عشر بأكتوبر وسحب المجنى عليه مبلغ 165 ألف جنيه لشراء شقة، وعقب مغادرتهما البنك شاهدا سيارة ربع نقل تحاول إيقافهما. وشرح المصاب الجريمة البشعة التى استمرت قرابة 10 دقائق ما بين مطاردة بالسيارات وانتهت بقتل الضحية، فقال إنه حاول الهرب من المتهمين إلا أنهم استمروا فى مطاردتهما مسافة كيلو ونصف حتى تمكنوا من إيقافهما، ونزل من السيارة 3 أشخاص ملثمين يحملون البنادق الآلية، وقال أحدهم لنا «فين شنطة الفلوس» فأطلق الضابط رصاصة فأصابت أحدهم مما دفع المتهمين لإطلاق الرصاص علينا مما أسفر عن مقتل الضحية، وأضاف المتهم أنه حاول الهرب بالفلوس فأطلقوا عليه الرصاص فأصيب فى كتفه، فأمرت النيابة بالتحفظ على المبلغ المالى وسلاح القتيل وطلبت تحريات المباحث وأمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهمين.