"بحيرة المنزلة".. بين تعديات أصحاب النفوذ وهجرة الصيادين بحثا عن الرزق

- أصحاب النفوذ يجففون البحيرة ويستولون على أراضيها.. وهيئة الثرة السمكية تدير ظهرها لهم

"13 ضحية خلال شهر واحد".. من صيادين المطرية بالدقهلية، ماتوا بعيدا عن ديارهم؛ بحثا عن الرزق، بعد أن ضاقت بهم بحيرة المنزلة وأصبحت لا تتسع إلا لأصحاب النفوذ والبلطجية؛ نتيجة إهمال الحكومات المتعاقبة.
في موكب الضحايا الأخير، تم تشييع 6 صيادين ماتوا خنقا داخل مركب "الحبيبة الكعبة"، وقبله شيع 6 آخرين أثناء ذهابهم إلى بورسعيد؛ بحثا عن الرزق، ومات "محمد الزير" في البحر الأحمر بطلقات حرس الحدود السعودي.
"الوطن" رصدت تعديات أصحاب النفوذ على ما تبقى من البحيرة، بعد ردمها أجزاء منها وإقامة مبانٍ عليها، تحت سمع وبصر هيئة الثروة السمكية، بل إن البعض قام بالبناء على أرض البحيرة المجاورة للهيئة بالمطرية.
قال علي السيد "23 سنة- صياد" جميع من توفوا - في الفترة الأخيرة - جميعهم شباب خرجوا للبحث عن الرزق الحلال، بعد أن ضاقت بهم البحيرة فإما أن يخرج من المدينة ويبحث عن رزق حلال، وإما أن يظل هنا ويتجه للحرام مثل كثير من البلطجة وتجار المخدرات للحصول على المال، وهو ما لجأ إليه بعض الشباب بالفعل، حتى أصبحت البحيرة ملجأ للخارجين عن القانون.
وأضاف نشاهد مواطنين تبني بيوتا على أرض البحيرة وتأتي هيئة الثروة السمكية بمساعدة الشرطة فيزيلون المباني، ولكنهم يزيلون ل"الغلابة" ومن ليس له ظهر، أما البلطجية وأصحاب النفوذ فلا يستطيعون، والدليل على ذلك الإزلالات في منطقة وش البلد.
وأمام أكوام من "الطيب وورد النيل" وبيوت يتم بناؤها في وضح النهار قال نسيم بدر الدين "نقيب الصيادين" كل هذه الأماكن كانت جزءا من البحيرة تم السيطرة عليها، والمفروض أن يكون هناك دور لهيئة الثروة السمكية للتنمية داخل البحيرة، وبدلا من أن تتصدى للردم والتجفيف تقوم بتأجير الأراضي للبلطجية بعقود إيجار، وهي السبب الرئيسي في ضياع البحيرة، وتصرف ملايين الجنيهات سنوات لتطهير البحيرة والنتيجة زيادة التعديات.
وطالب عبد الكريم الرفاعي، رئيس جمعية الصيادين، بزيارة رئيس الوزراء للبحيرة وتدعيم هيئة الثروة السمكية، فالمعدات الموجودة بها منذ سنة 1984 لم يتم تطويرها حتى الآن، وأكد أن 29 مصنعا في بورسعيد يلقون بمخلفاتهم في البحيرة.
وكشف العميد عادل سعد، مأمور شرطة البيئة والمسطحات بالمطرية، عن حرفة جديدة ظهرت داخل البحيرة، منذ شهرين فقط، وهي الصيد بالكهرباء وقال: إنها تقضي على الأسماك وتمكنا من ضبط 40 ماكينة كهرباء، يستخدمها الصيادون في صيد الأسماك صعقا، وصدر أمر النيابة العامة بمصادرتها.
وأضاف أنه لابد من معالجة مشاكل الصيادين وتوفير حياة كريمة ليشعروا بالأمان، خاصة أنهم يعرفون مهنة غير الصيد.