فى ميدان الثورة: مرحباً بكم فى أكثر مكان «آمن» بمصر

المقر شقة فى الدور الرابع تبرع بها محاسب قانونى.. وإيجارها 4 آلاف جنيه فى الشهر

قضت «أمانى عبداللطيف» ليلتها، تتابع أخبار ترشح المشير السيسى، فاجأتها عناوين المقار التى أعلنتها حملة السيسى، فقررت أن تبدأ صباحها بزيارة لإحداها «جيت أقدم التوكيل بتاعى، وأشوف طريقة أتعاون بيها مع الحملة، نفسى أعمل حاجة عشان خاطر الراجل اللى شايل همنا».
الميدان الذى حمل ذكريات الثورة لأمانى يشهد الآن آخر أحلامها بوجود مقر للحملة فى إحدى عماراته، التى تطل مباشرة على الميدان، عمارة فخمة كغيرها الأبواب مغلقة على سكانها فيما بقيت أبواب الشركات مفتوحة، تردد الكثيرون على العمارة بالأمس فى أول أيام فتح المقر لاستلام التوكيلات لم يكن صعباً على سكان العمارة، فقد اعتادوا على ضجيج زائرى شركات السياحة.
دخول المقر لم يكن صعباً، فلا وجود لتأمين خاص على مدخل العمارة رقم 15، وما زال «جمال» هو حارسها الوحيد «مفيش تعليمات بأى تأمينات زيادة، من ساعة ما عرفنا أن الأستاذ خالد الشافعى أعطى مكتبه لحملة المشير»، «جمال» فوجئ قبل يومين بتشطيبات تجرى على قدم وساق بالمكتب الرئيسى للمحاسب القانونى خالد الشافعى من أجل استضافة حملة السيسى. «الشافعى» المحاسب القانونى الشهير ومالك المقر الرئيسى لحملة المشير السيسى حتى الآن، يمتلك مكتبين إضافيين فى العمارة، بخلاف مكتب الحملة الذى كان مخصصاً من قبل لاستقبال ضيوفه «مكتب الحملة إيجاره 4000 جنيه فى الشهر ده غير المكاتب التانية»، بحسب «جمال». يقع المقر فى الدور الرابع، شقة يتصدرها مكتب استقبال التوكيلات، الموظف يرتدى شارة إحدى شركات التأمين الخاصة، سرعة استلام التوكيلات لا تؤدى إلى تكدس المواطنين، شكاوى المواطنين من سوء المعاملة فى مكاتب الشهر العقارى وخوفهم من تبعية المندوبين هناك للإخوان أو حملة حمدين صباحى هو ما دفعهم للمجىء إلى المقر «ما بقيناش نضمن حد، إذا كان الموظفين بيتعبونا عشان نطلع التوكيل لسه كمان هنديه لحد ما نضمنوش»، تبرر «ليلى فؤاد» مجيئها وشقيقتها نجوى من الشرابية لتسليم التوكيل فى المقر، يقف «أسامة» لا يرتدى شارة الشركة الأمنية «إحنا شركة تأمين خاصة، ومن المعروف أن الجيش والشرطة بيأمنوا مقار المرشحين كلهم مش المشير بس».. يؤكد أسامة: «إحنا فى قلب ميدان التحرير أكتر ميدان متأمن فى مصر كلها ولو لا قدر الله حصل حاجة، فالناس اللى بتحب المشير هى اللى هينجدونا مش الشرطة ولا الجيش». «المقر ده أنا اتبرعت بيه بدون أى مقابل، وكل مقرات الحملة تبرعات، ومستعد أفدى الراجل اللى حمانا بروحى ودمى» قالها «الشافعى»، وسط فرحة جيرانه «الحمد لله مقر الحملة جه لحد عندنا، ومش هنتعب بعد ما نعمل التوكيل» قالها صاحب المكتب الهندسى فى الدور الأول. بعكس الشفافية الموجودة فى المقر الرئيسى 15 ميدان التحرير، كان المقر الآخر ب4 شارع حسين المعمار، المتفرع من محمود بسيونى - طلعت حرب.
المقر الذى فوجئ به السكان وحارس العقار وجيران الشارع «سافرت البلد إجازة أسبوعين رجعت النهاردة الصبح لقيت الشقة بقت مقر للسيسى»، بحسب «محمد»، حارس العقار مؤكداً أنه لا يعلم إذا كان قد تم استئجار الشقة، أم تبرع بها صاحب العقار «ممدوح بدر الدين»، رجل أعمال.
الزغاريد التى تنطلق من الشقة كل حين، كانت سبباً فى قلق عايدة عبدالعزيز، التى تسكن فى الشقة المقابلة للمقر «مش مصدقة معقول مقر المشير بقى جنبى»، قالتها السيدة الخمسينية، وهى تشير إلى الصورة المعلقة على الحائط «كل قرايبى فى الجيش، ومنهم اللى استشهد فداء لمصر، والحمد لله إن ربنا قدر لى الخير، إنى أشوف السيسى رئيساً لمصر»، «عايدة» تسكن مع ابنتها الصغرى فى الشقة التى سكنها يوماً الموسيقار محمد عبدالوهاب، ثم اشتراها والدها فى خمسينات القرن الماضى بإيجار «5 جنيهات» تصاعدت مع الزمن إلى 70 جنيهاً.
أخبار متعلقة
وزير العدل: تحرير التوكيلات حتى إذا كانت بطاقة الرقم القومى «منتهية»
حملة «صباحى» تتهم أجهزة الدولة بالانحياز ل«السيسى» وتطالب بالتحقيق فى انتهاكات اليوم الأول لجمع التوكيلات
الناصريون ينقسمون: «الكرامة» يتمسك ب«صباحى».. و«الناصرى» يؤيد «المشير»
«6 شارع الخليفة المأمون».. هنا لا يسكن «السيسى»
زحام فى مكاتب الشهر العقارى بالمحافظات لتحرير توكيلات المرشحين الرئاسيين
«السيسى» ينتهى من إجراءات الكشف الطبى أمس.. وحملته الرسمية تسعى للانتهاء من توكيلات الترشح الأسبوع المقبل
مقار «السيسى» فى الجيزة: طوابير أمام «الدقى».. و«الهرم» مش موجود
50 ألف مكالمة ل«خط السيسى»: عايزين نقابل «المشير»