داخل حديقة فى شارع جامعة الدول بالمهندسين، قضت إيمان 365 يوماً هاربة بطفلتها التى لم تتجاوز العامين من جريمة قتل زوجها التى استعانت فيها بشقيقها وطعنا المجنى عليه ب«بمطواة» طعنة واحدة أصابته فى القلب.. أنهت حياته فى الحال لتنهى بذلك خلافات بينهما على مبلغ 1000 جنيه. رحلة الهرب والمراوغة التى استغرقت عاماً كاملاً كانت أشبه برحلة هروب مستحيلة من قدر محتوم.. مجرد فكرة طائشة دفعتها لزيارة شقة الزوجية التى حولتها فيما مضى إلى مسرح جريمة بمنطقة كفر طهرمس بالهرم لمعرفة كيف تسير الأمور وهل اكتشف أمرها أم لا، لكنها كلفتها الكثير فقد أمسك بها شقيق المجنى عليه واستغاث بالأهالى والشرطة وتم إلقاء القبض عليها واقتيادها إلى قسم شرطة الهرم وسرعان ما انهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها، أمام اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث أثناء مناقشتها ومواجهتها بارتكابها الواقعة. الواقعة كما جاءت على لسان المتهمة إيمان.م (29 سنة) وقعت فى منتصف شهر مارس الماضى «2013»، بدأت بمشاجرة داخل الشقة التى تقيم فيها مع زوجها وشقيقها.. مشادة كلامية بين زوجها وبين شقيقها بسبب خلافات مالية على مبلغ ألف جنيه، كان الزوج قد اقترضه من شقيق الزوجة، تطورت إلى مشاجرة بالأيدى، انتهت بقيام شقيقها بإخراج مطواة من طيات ملابسه، وطعن المجنى عليه «الزوج» شعبان. م (36 سنة) طعنة نافذة فى القلب أسقطته غارقاً على دمائه ثم قامت الزوجة وشقيقها بجمع المتعلقات الشخصية، وحملت ابنتها التى لم تتجاوز العامين وفرت هاربة. تضيف المتهمة ل«الوطن» قائلة «أنا وشقيقى أقمنا لدى أحد أقاربنا فى شقة بمنطقة الطالبية لمدة 10 أيام، وبعد ذلك شقيقى قرر مغادرة المكان وذهب وتركنى أنا وابنتى، ولم أعرف ماذا أفعل، و«عرفت بعد كده من الجيران فى المنطقة أن الشرطة بتطاردنى أنا وشقيقى عشان تقبض علينا بعد أن اكتشفوا الواقعة». تتابع المتهمة «تركت الشقة التى كنت أقيم فيها والمملوكة لأحد أقاربى، وظللت أبحث عن عمل لمدة 3 أيام، كنت بنام فى الشارع أنا وبنتى، يوم أمام مدخل عمارة، ويوم آخر بجوار صندوق قمامة، ولم أجد أى عمل، فقررت أن أقوم ببيع مناديل، وكنت أحصل على مبلغ 10 جنيهات فى اليوم، كنت باكل منها أنا وبنتى، وبعد كده جلست فى حديقة بجامعة الدول، ولقيت أن مفيش أى حد بيسأل علىّ من الشرطة ولا من أسرة زوجى». تستكمل المتهمة: «مرت أيام كتير معرفش إيه عددها بس كنت عارفة إنى هاربة من جريمة قتل زوجى وأن الشرطة ممكن تقبض علىّ فى أى وقت عشان كده كنت بحاول أهرب منهم فى الزحمة وبنام بس فى الحديقة دى أنا وبنتى، لحد ما قررت أروح عند المنطقة اللى أنا كنت ساكنة فيها مع زوجى عشان أشوف إيه آخر الأخبار». ويوم الثلاثاء الماضى، الكلام للمتهمة، ذهبت إلى المنطقة عشان أشوف آخر الأخبار وجلست حوالى 15 دقيقة أتابع الأحداث وأسمع أى معلومة عن عائلة زوجى وأشوف الشرطة قبضت على شقيقى ولا لأ، وماكنتش أعرف أى معلومة غير أن عائلة زوجى متربصين بى وبشقيقى. تواصل المتهمة: «وغلطت الغلطة اللى هتكلفنى كتير بعد كده، أنا لسه بركب السيارة اللى هتروح جامعة الدول ولقيت شقيق زوجى مسكنى من إيدى واستغاث بالأهالى وظل يصرخ: هى دى اللى قتلت أخويا.. هى دى اللى قتلت أخويا.. وبعد كده لقيت فى ضباط كتير حضروا وكان على رأسهم مدير المباحث» تقصد اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية، والعميد طارق المرجاوى رئيس مباحث القطاع، والمقدم محمد عبدالواحد رئيس المباحث والرائد مروان مشرف معاون المباحث. المتهمة تركت الحديث عن رحلة الهروب التى استغرقت عاماً وتتحدث عن المعاناة التى كانت تعيشها مع زوجها، وتقول إنها تزوجت المجنى عليه منذ سنتين وهى كانت الزوجة الثانية للمجنى عليه، وكانت باستمرار على خلاف معه بسبب الظروف المالية التى تمر بها مع زوجها لأنه لم يكن له وظيفة دائمة وإنما كان عاملاً على باب الله «يوم يشتغل ويوم لا كان غلبان وقلت أهو ارتاح، قتلته وريحته». تتابع المتهمة قائلة: «يوم الحادث كانت حوالى الساعة الثانية ظهراً، ونشبت مشاجرة بين زوجى وشقيقى بسبب خلافات على ألف جنيه وانتهت بمقتل زوجى بطعنة نافذة فى القلب أودت بحياته فى الحال وتمكنت أنا وشقيقى وابنتى من الهرب». المتهمة اعترفت بتفاصيل الواقعة أثناء التحقيقات معها أمام حسن المتناوى وكيل نيابة حوادث جنوبالجيزة، فأمرت النيابة برئاسة أسامة حنفى رئيس نيابة الحوادث حبس المتهمة 15 يوماً بتهمة ضرب أفضى إلى موت، كما أمر المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بإحالة المتهمة إلى محكمة الجنايات وسرعة ضبط وإحضار شقيقها لتورطه فى الجريمة.