قشعريرة باردة تنتابني كلما أعيش مع هذه الأغنية "يعني أيه كلمة وطن" للفنان محمد فؤاد فتجعلني، أجول بخاطري حول معنى الوطن كما تصوره الأغنية "يعني أرض.. حدود.. مكان.. وحالة من الشجن"، مماجعلني أفكر في المعنى العميق للكلمة "الوطن" ليس بمدلوله المادي ولكن الإحساس المعنوي للكلمة وبالبحث في المعجم الوجيز لمعنى الكلمة اللغوي. الوَطَنُ: مكانُ إِقامه الإِنسان وَمقَرُّه ، وإليه انتماؤه، وُلد به أَو لم يولد، هذا هو تعريف الوطن فى المعجم الوجيز ليبين لنا بأبسط الكلمات ما تعنيه هذه الكلمة من معا، فالوطن ليس فقط مكان نعيش به فمن الممكن أن تعيش بمكان هو ليس موطنك الأصلى؛ الوطن هو تلك العلاقه الخفيه بالأرض التى تربيت بها وبالشوارع التى تعودت عليها بالأشخاص التى تأثرت بهم بالمدرسة بالجامعة حتى"عربيه الفول " اللى بتاكل منها والميكروباص اللى بيوصلك لشغلك. وبالتبعيه "الوطنيه" هى كلمه مترتبة على الوطن أى أنه من غير المعقول أن يكون وطنك "مصر" مثلا ووطنيتك "لأمريكا" أو يكون وطنك "إسرائيل" ووطنيتك"لفلسطين"مثلا، وهذا ما يثير العجب الأن فتجد العديد من الأشخاص الذين هم مصريون المولد والنشأه والتعليم ولكن تجد إنتمائتهم مختلفة وتجدهم مختبئين وراء بعض المسميات "العولمه"، و"التطبيع"وماشابه ونجد ذلك متجليا أكثر ليس فى الأناس العاديين، ولكن فى الصفوه من السياسيين والإعلاميين و"الكدابين". فكيف لمصرى يحمل الجنسية المصرية ويعيش على أرضها بل ويتكسب منها أن يتبنى أفكارا لأعدائها، والكارثة أنه يكون مقتنع بها أما الكارثة الأكبر أن يكون هذا الشخص محبوب وهناك من يقتنع بأرائه فتنتقل فكره عدم الإنتماء بدون شعور كخلايا السرطان فى الجسم المصاب دون سابق إنذار. وفى عصر الفضائيات والحريات وعدم الرقابة سواء على الشاشات أو الإنترنت فلا يوجد ضوابط إلا "الضمير" هذا الضمير هو ما نرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يستيقظ فى قلوب وعقول كل من يحاول تضليل هذا المجتمع العريق الذى أصبح على شفا حفرة من النار.