(علمونا في مدرستنا.. إزاي نحبها.. نخاف عليها طول حياتنا.. ونحمي أرضها.. فهمنا يعني إيه بلادي.. تحية العلم تنادي.. لك حبي وفؤادي.. بنحبك يا مصر.. إحنا اللي هنحافظ عليها.. نبني مستقبلنا فيها.. هنعليها ونعلى بيها.. ونشيل اسم مصر.. بنحبك يا مصر.. علمونا أن إحنا واحد.. كلنا مصريين.. إحنا لينا رب واحد , مهما اختلف الدين.. هنحب بعض مهما يجرى.. واللي عنده فينا فكرة للبلد تفيدها بكرة.. هيقول ابني مصر.. أنا هبقى جندي من جنودها.. واحمي أرضها.. لو عايزة مني عمري كله تحت أمرها.. فهمنا يعني إيه بلادي.. تحية العلم تنادي.. لك حبي وفؤادي.. بنحبك يا مصر..). هذه كلمات أغنية جديدة اسمها (بنحبك يا مصر..) أغنية شاهدتها مؤخراً فيديو كليب مع أطفالي بعد أن وجدتهم يرددونها كثيراً.. كما وجدتهم يسمعونها على الكمبيوتر الخاص بهم. ولا أخفي سعادتي بهذه الأغنية , التي جاءت بالنسبة لي في وقتها في ظل الأغاني المنتشرة هذه الأيام.. والتي ليس لها أي طعم أو لون.. رغم أن ظاهرها وطني.. غير أنها بدون مضمون حقيقي. إن القراءة الأولية لهذه الأغنية التي يقوم الأطفال بالبطولة الرئيسية فيها.. يستطيع أن يلحظ أن الأغنية تتضمن العديد من القيم الهامة، ومنها: المواطنة، والولاء، والانتماء، والتضحية، والكرامة، والعزة، وقيمة الحفاظ على الأرض.. والطريف أنه لم يتعرض في الأغنية سواء في كلماتها أو في تصويرها إلى هذه القيم بشكل مباشر، بل بأسلوب تربوي وفني بسيط.. يؤثر في الكبار قبل الصغار. تضمن كليب الأغنية العديد من المشاهد التي تثير عند الأطفال العديد من الأفكار والأحداث المهمة، ومنها: طابور الصباح من خلال العديد من الأطفال المنضبطين، والعلم المصري بشكل واضح، ونماذج متفرقة من التدريبات العسكرية التي ترسخ صورة البطل والقدوة والرمز، وطائرة ودبابة.. مع وجود وجوه حقيقية لأطفال مصريين.. أولاد وبنات.. مسيحيين ومسلمين. بالإضافة إلى التأكيد في كافة المشاهد على البناء والصعود والصمود والإصرار.. وهي كلها تمثل حالة إيجابية في حب هذا البلد والانتماء له. هذه الأغنية تمثل حالة حقيقية من الإبداع لكاتب كلماتها تامر حسين، وملحنها عمرو مصطفى، ومخرجها هانى حمدي, وقد لاحظت حرص أصحاب هذا العمل الفني على كتابة ملاحظة تؤكد أن (كل الأسلحة المستخدمة في هذا العمل غير حقيقية وجهزت خصيصاً للتصوير) كنوع من الحرص على عدم تجاوز ميثاق حقوق الطفل في استغلاله في التصوير بأسلحة حية. وهو ما يدعم الرسالة الحقيقية لأغنية (بنحبك يا مصر..) بأنها موجهة للأطفال بالدرجة الأولى. بعيداً عن الحسابات المعقدة جداً للأغنيات الموجهة للكبار ولتوازنات السوق والمنافسة بين أصحاب الأغاني وشركاتهم. لن أدخل هنا في محاولة اكتشاف النوايا التي دائماً ما يقوم بها البعض لتحليل ما يحدث بما يحلو لهم. ولكني أتوقف هنا عند محاولة استعادة مناخ الأغاني الوطنية العظيمة التي ترعرع عليها أجيال وأجيال.. تلك الأغاني التي كانت دائماً الحافز الوجداني الأساسي في ترسيخ الولاء والانتماء وحب هذا الوطن. نحتاج لمثل هذا الإبداع في هذا الوقت الذي أصبحت فيه الفوضى هي السمة الأساسية للمجتمع.. وتحول الحديث عن حب هذا الوطن (مزايدة) بين أطراف عديدة.. أشك في فهمها الحقيقي لمعنى كلمة (وطن) بدون أن أشكك في ولائهم وانتمائهم، وبالدرجة الأولى في وطنيتهم. لقد تحول المشهد المصري العام الآن إلى حالة من العبث.. ربما يميز ما فيها الكبار.. ولكن يقع الأطفال كضحية أساسية لما يحدث من عنف وتوتر وعدم استقرار وبلطجة. وهي كلها تشكل فكر ووجدان أطفالنا بشكل سلبي.. ربما يكون له تأثير سلبي على مدى وعيهم وحبهم لوطنهم.. مصر. (بنحبك يا مصر..).. كلمة لا زالت خارج نطاق فهم البعض بحسن نية، وخارج اختصاص البعض الآخر بسوء نية