«واحد جه يركب القطر من 8 شهور، اتخبط فى الحديد اللى طالع من الأرض، نزل تحت القطر ومات» موتة بشعة لم تغب يوماً عن خاطر محمد الكومى، الطالب فى كلية الهندسة، جامعة القاهرة، الذى يستخدم المحطة ذهاباً وإياباً من وإلى كليته، معتبراً فى كل مرة أنها قد تكون الأخيرة، ما لم يتخذ حذره جيداً. أبواب عاتية القدم، أسقف من خشب، جدران متهالكة، ومشهد عام لم يبدُ أن كلمة «تطوير» مرت به من قريب أو بعيد، فى محطة قطار كفر «طبلوها»، مركز تلا بالمنوفية، إحدى أقدم المحطات المنشأة على هذا الخط، والتى تخدم ركاب أكثر من 4 قرى متجاورة، يبدو استخدامها كالموت بالنسبة إلى أهالى القرية الذين يذكرون الشهادتين قبل وبعد انتهاء استخدامهم للمحطة. رصيفان على المحطة، أحدهما قديم يحمل كشك التذاكر، ويأتى منه الركاب الذين اعتادوا تلك الناحية من محطتهم العتيقة، جاءه قرار إزالة، فتم هدم أجزاء منه، دون استكمال الهدم، ليتم بناء رصيف جديد على الناحية اليسرى من المحطة، لا يستخدمها الركاب إلا نادراً: «شالوا أجزاءً من الرصيف القديم وسابوا الباقى، وعشان نروح الرصيف الجديد لازم نعدى السكة الحديد، لأن مافيش لا مزلقان ولا كوبرى، والقديم لما اتهدم مابقاش صالح للاستخدام، يعنى لو ركبنا من الشمال، القطر ممكن يدوسنا واحنا بنعدى، ولو ركبنا من اليمين ناس كتير بتتكعبل من الحتت المتهدمة وبتيجى تحت القطر اللى بيتبتر له طرف واللى بيموت». الكثير من الشكاوى والالتماسات، حاول أهالى الكفر تقديمها للمسئولين عن هيئة السكك الحديدية.