"اسمع كلامك أصدقك .. أشوف كُتبك استعجب".. بالأمس القريب خرج علينا أحد قيادات الجماعة لإعلان إمكانية تراجع الجماعة لخطوة إلى الوراء سعيًا للمصالحة، واليوم يخرج علينا أحد الكوادر الشبابية المحسوبة على خيرت الشاطر ليعلن على الملأ عن خطته لتشكيل الميلشيات المسلحة ضد الجيش والشرطة. ففي الوقت الذي طل علينا جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، بمبادرته على فضائية "الجزيرة" معلنًا استعداد الجماعة ل"التراجع خطوة إلى الوراء"، بهدف "توحيد الصف الثوري والقصاص لدماء الشهداء"، فاجأ "المغير" الجميع بالدعوة إلى تشكيل الميلشيات التي تستهدف كل قتل كل من أمكن قتله سواء من رجال الشرطة أو الجيش أو الكنيسة ووكلاء النيابة والإعلاميين. لم يوضح "حشمت" طبيعة هذه الخطوة، بعدما دار حديثه أن "القضية ليست قضية عودة الرئيس المعزول، ومن الممكن أن نقوم بخطوة للوراء"، وبعد 48 ساعة من عرض اللقاء، تكشّفت طبيعة الخطوة في كتاب "تنظيم العمل المقاوم" الذي طرحه الناشط الإخواني أحمد المغير، يدعو فيه أعضاء الإخوان إلى تشكيل جيش لمواجهة قوات الجيش والشرطة، شارحًا كيفية التواصل بين أعضاء هذا التنظيم المسلح والأسلحة التي يجب أن يستخدموها والأهداف التي يجب أن يضربوها أولًا. ومن جانبه أكد الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ل"الوطن"، أن مواقف الجماعة المتابينة تدل على الاضطراب والفوضى التي يعيشها أعضاء التنظيم، إلى جانب التأكيد على أنه لا توجد "خطوة للوراء" أو نية لها، مشيرًا إلى احتمالية حدوث هذه الخطوة ولكن بعد فترة؛ نتيجة للضغوطات التي تمارس عليهم ومنها الضغط الخليجي على دولة قطر، وأوضح أن الجماعة لم تتبادل اقتراحات بالتوقف بدليل اضطراب موقفهم.